في شهر تشرين الثاني – نوفمبر الماضي أعلنت جامعة موناش عن رفع الرسوم الجامعية على جميع الطلاب المحليين والدوليين بنسبة 6 بالمائة للعام القادم. ولاقت هذه الخطوة ردود فعل مستنكرة.
الطالب البنغالي صدمان عرفات يدرس الهندسة في جامعة موناش، لكنه لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة في أستراليا بسبب قيود فيروس كورونا، بل كان يتابع المحاضرات عن بُعد من منزله في العاصمة البنغالية، دكا.
وقد أعرب عن صدمته عندما علم برفع الرسوم الجامعية بنسبة 6 بالمائة قائلا إن "هذه الزيادة غير منصفة".
وقال عرفات: "الرسوم التي أدفعها لجامعة موناش تأتي من مدخرات عائلتي وتأتي هذه الزيادة كصفعة على الوجه".
وأضاف عرفات بأن الطلاب الدوليين هو الأكثر تضررا لأنهم لا يستفيدون من التسهيلات والبرامج التي تقدمها الجامعات "كما كان موعودا"، كما وأنهم لا يحصلون على أي تمويل حكومي.ومع إعلان الحكومة الفدرالية عن فتح الحدود مجددا للطلاب الدوليين في الأول من كانون الأول – ديسمبر 2021، قام عرفات بحجز تذكرة للسفر إلى ملبورن للمرة الأولى منذ البدء بدراسته الجامعية، وألغى برنامجا تدريبيا كان قد انخرط فيه في بلده.
Monash University Campus Source: Peter Bennetts
لكن رحلته ألغيت بعدما أعلنت الحكومة الفدرالية تجميد قدوم الطلاب الدوليين لغاية الخامس عشر من الشهر الجاري بسبب ظهور متحور أوميكرون.
وقد اضطر عرفات البالغ 20 عاما من العمر أن يغير موعد الحجز لكنه يقول إن هذه التغييرات "تضع مزيدا من التحديات على أشخاص أوضاعهم صعبة أصلا، وهذا شيء محبط، هناك أشخاص بدأوا يبحثون بالفعل عن جامعات أخرى".
من جهتها قالت جامعة موناش في بيان لـ SBS News: "كجزء من مراجعتنا السنوية في تحديد رسومنا، نأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة، بما في ذلك تكاليف التدريس واتجاهات السوق والطلب على الخبرة وأسعار المنافسين ومؤشر أسعار المستهلك".
وبينما عبّر عرفات عن تفهمه بأن الزيادات الطفيفة في الرسوم هي جزء من سياسة الجامعة، قال إن كوفيد -19 يمثل أزمة عالمية أصابت الطلاب الدوليين أيضًا، مما يجعل القدرة على تحمل الرسوم الآن له ولكثير من زملائه غير ممكنة، وهذا سوف يجبرهم على الدراسة في مكان آخر .
وقال "لسنا أغنياء حقًا والأشخاص الذين يأتون إلى أستراليا للدراسة من دول مثل بنغلاديش والهند يأتون من أجل حياة أفضل".
وتعتبر جامعة موناش أكبر جامعة في أستراليا وثالث جامعة من حيث استقطابها للطلاب الدوليين، حيث تصل نسبة الطلاب الدوليين فيها إلى 34 بالمائة من عدد الطلاب المسجلين فيها. وعانت الجامعة نقصا في الإيرادات بلغ 140 مليون دولار في عام 2020.
وقد أعرب اتحاد الطلاب في جامعة موناش عن الغضب تجاه خطوة رفع الرسوم التي جاءت "بعد عامين من عدم تمكن الطلاب الدوليين من الدراسة بشكل طبيعي ووجها لوجه" كما قال جون نيوين رئيس خدمات الطلاب الدوليين في جامعة موناش في حديث مع SBS News.
وأضاف نيوين "رفضت موناش تخفيض رسومها خلال العامين الماضيين واستمرت برفع الرسوم على الطلاب الدوليين. هذا القرار غير معقول ويكشف عن انعدام التعاطف".
من جهتها دعت رئيسة اتحاد طلاب جامعة موناش إيشكا دو سيلفا الحكومة الفدرالية لتقديم الدعم المالي الكافي للجامعات للمساعدة في دعم الطلاب الدوليين، مثل الطالب عرفات، الذين يأخذون قروضا مالية لتغطية تكاليف دراستهم الجامعية في أستراليا.
وقال دو سليفا: "قلة الدعم المالي من قبل الحكومة الفدرالية تدفع الجامعات لإلغاء مساقات وتجميد تعيين موظفين، والآن، لرفع الرسوم بوجه طلاب يعانون أصلا".
المتحدث باسم القائم بأعمال وزير التعليم والشباب السيد ستورت روبرت قال إن كل جامعة مسؤولة عن وضع الرسوم الخاصة بها للطلاب الدوليين.
"بموجب الإطار القانوني للتعليم الدولي، ينبغي على المؤسسات ضمان حصول الطلاب على الدعم في التأقلم مع الدراسة والعيش في أستراليا، من أجل تجربة دراسية إيجابية".
وعلى غرار جامعة موناش، لم ترفع جامعة ملبورن رسومها الجامعية في عام 2021 وذلك "اعترافا من الجامعة بصعوبة الوضع الاقتصادي الذي نمر به جميعنا، بما في ذلك الطلاب وعائلاتهم" كما قال متحدث باسم الجامعة.
غير أن الجامعة أعلنت عن رفع رسومها لعام 2022 تماشيًا مع تعديلها لعام 2020 - بمعدل 3.2 في المائة.
كما وأكدت جامعة سيدني أن رسومها ستزيد للطلاب الدوليين في عام 2022 بمتوسط 3.8 في المائة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على