في الوقت الذي اتخذت فيه دول مثل الصين وكندا خطوات مماثلة ردًا على الإجراءات التجارية الأمريكية، لم تسلك أستراليا نفس الطريق. فقد رفض الوزير الإداري إيد هوسيخ فكرة فرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية، محذرًا من أن هذا الأمر قد يستغرق سنوات، إن لم يكن عقودًا، لفك ارتباطه. وقال هوسيخ: "هناك أماكن قليلة في العالم تصنع الألمنيوم - وأستراليا واحدة منها. نحن حليف قوي للولايات المتحدة، وعلينا العمل معًا بشكل أقوى بدلاً من التصعيد."
وترك هذا الإعلان لأستراليا أقل من شهر لإقناع المسؤولين الأمريكيين بإعفاء المصدرين الأستراليين من هذه الرسوم، وهو ما يعكس التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في ظل هذا التصعيد التجاري.
![Australian Opposition Leader Anthony Albanese and Shadow Industry and Innovation Minister Ed Husic (right) speak to the media during a press conference after touring the Northern Oil Refinery on Day 32 of the 2022 federal election campaign, in Gladstone](https://images.sbs.com.au/drupal/yourlanguage/public/podcast_images/opposition_leader_anthony_albanese_l_and_ed_husic_on_day_32_of_the_2022_federal_election_campaign_in_gladstone_aap.jpg?imwidth=1280)
Anthony Albanese and Shadow Industry and Innovation Minister Ed Husic (right) touring the Northern Oil Refinery in Gladstone, May 12, 2022. Source: AAP / AAP Image/Lukas Coch
وقد كانت أستراليا قد حصلت على إعفاء من هذه الرسوم الجمركية عام 2018، في ظل رئاسة مالكولم تيرنبل وعهد ترامب الأول في البيت الأبيض. غير أن الرئيس الأمريكي قد وجه بهذه القرارات الجديدة على أستراليا، زاعماً أن الحكومة الأسترالية أساءت استخدام "التعهد اللفظي" بشأن صادرات الألومنيوم. ورغم غياب أي اتفاق مكتوب بشأن هذه التعهدات، استمر التصعيد مع تصريحات مستشار ترامب التجاري، بيتر نافارو، الذي اتهم أستراليا "بتدمير" سوق الألومنيوم الأمريكي.
ردود فعل الحكومة الأسترالية
في المقابل، سارع وزير المالية الأسترالي، جيم تشالميرز، إلى رفض هذه الاتهامات، مؤكداً أن الحكومة تركز على الوضع القائم دون الالتفات إلى ما حدث قبل سنوات. وأضاف أن "التركيز يجب أن يكون على الخطوات القادمة والفرص التي يمكن استغلالها في المستقبل بدلاً من القلق بشأن الماضي."
آثار الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأسترالي
أثار فرض الرسوم الجمركية الجديدة قلقًا بالغًا في قطاعات اقتصادية أسترالية عدة. ففي مدينة بورتلاند الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي لولاية فيكتوريا، يعمل حوالي 600 عامل في مصنع الألمنيوم المحلي، إضافة إلى عدد من المتعاقدين. فيما عبّرت رئيسة بلدية "جلينيلغ"، كارين ستيفنز، عن قلقها من تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد المحلي.
من ناحية أخرى، تدعم صناعات الألمنيوم والصلب في أستراليا أكثر من 175,000 وظيفة وتسهم بما يقارب 47 مليار دولار في الاقتصاد الوطني سنويًا. في هذا السياق، يشير معهد الصلب الأسترالي إلى أن شركة "بلو سكوبي" هي المنتج الوحيد للصلب في أستراليا الذي يصدر بكميات كبيرة إلى الولايات المتحدة.
LISTEN TO
![Arabic_13022025_Entertainment segment.mp3 image](https://images.sbs.com.au/dims4/default/bbaf9dc/2147483647/strip/true/crop/1920x1080+0+0/resize/1280x720!/quality/90/?url=http%3A%2F%2Fsbs-au-brightspot.s3.amazonaws.com%2F09%2F02%2Ff182d3fb416f8ef2df31807f6a49%2Funtitled-design.png&imwidth=600)
امرأة تعيش لحظات رعب بعد انفجار هاتف محمول في جيبها
SBS Arabic
13/02/202506:37
التحديات الاقتصادية: مصنع الألومنيوم في جورج تاون
تواجه مناطق مثل جورج تاون في شمال تاسمانيا تهديدًا كبيرًا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة. إذ يعد مصنع الألمنيوم في "بيل باي" أحد أكبر مصانع الألمنيوم في المنطقة، ويعتمد على صادرات الألمنيوم إلى الولايات المتحدة بشكل كبير. يعتقد عمدة المدينة، غريغ كيزر، أن هذه الرسوم قد تؤثر بشكل مباشر على حياة العاملين في المنطقة، حيث يقدر أن حوالي 30% من عمال المصنع يعيشون في هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7,500 نسمة.
ما هي الرسوم الجمركية ولماذا يستخدمها ترامب؟
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، كما أعلن عن فرض ضرائب بنسبة 10% على المنتجات القادمة من الصين، مما دفع الصين إلى الرد بإجراءات مماثلة. يهدف ترامب من خلال هذه الرسوم إلى "حماية" الاقتصاد الأمريكي، وهو يرى أن هذه الرسوم ستساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير الحماية ضد الهجرة غير الشرعية وتدفق المخدرات.
كيف تعمل الرسوم الجمركية؟
الرسوم الجمركية هي ضرائب تفرضها الحكومات على السلع المستوردة من دول أخرى. وتُفرض عادةً كنسبة مئوية من قيمة المنتج المستورد. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة المنتج 10 دولارات، فإن فرض رسوم بنسبة 10% سيضيف 1 دولار إضافي إلى تكلفة المنتج. وتُفرض هذه الرسوم عادة لحماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية، لكن في بعض الأحيان يُنظر إليها على أنها أداة سياسية للتفاوض في التجارة الدولية.
ورغم التحديات التي ستترتب على الرسوم الجمركية الأمريكية، تظل أستراليا تتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، وهي في وضع يمكنها من استخدام هذه العلاقات لتحقيق مصلحة مشتركة عبر الحوار والتعاون. ومن المهم أن تركز الحكومة الأسترالية على العمل مع حليفها الأكبر في سبيل ضمان تحقيق نتائج إيجابية للطرفين، وتفادي التصعيد الذي قد يضر بالاقتصاد الأسترالي في المستقبل القريب.