27 قتيلا في الأحداث الأكثر دموية في سوريا منذ أربعة أعوام

14 قتيلاً في تفجير حافلة عسكرية في دمشق و13 في قصف على إدلب

epa09533623 A handout photo made available by SANA (Syrian Arab News Agency) shows firefighters trying to extinguish a damaged bus after explosions in Damascus, Syria, 20 October 2021. Two roadside bombs exploded near a bus carrying troops in early mornin

انفجار حافلة عسكرية في دمشق EPA/Syrian Arab News Agency HANDOUT Source: SANA HANDOUT

تسبّب تفجير بعبوتين ناسفتين استهدف صباح الأربعاء حافلة عسكرية في دمشق بمقتل 14 شخصاً، وفق الاعلام الرسمي، في حصيلة دموية هي الأعلى في العاصمة السورية منذ سنوات.


النقاط الرئيسية

  • قتلى وجرحى في انفجار وقصف في سوريا منذ فترة طويلة
  • انفجار حافلة عسكرية في دمشق نتج عن 14 قتيلا
  • قصف صاروخي على مدينة اريحا يودي بحياة 13 مدنيا

وبعد وقت قصير من انفجار دمشق، استهدفت قوات النظام بقصف صاروخي سوقاً مكتظاً في مدينة أريحا في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على نحو نصف مساحتها، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، غالبيتهم مدنيون.

وتعد الحصيلة من بين الأكثر دموية في المنطقة منذ سريان هدنة برعاية روسية تركية قبل أكثر من عام ونصف، وبين القتلى، بحسب الأمم المتحدة، أربعة أطفال ومدرّسة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه "حوالى الساعة 6,45 من صباح الخميس وأثناء مرور حافلة مبيت عسكري في مدينة دمشق بالقرب من جسر السيد الرئيس تعرضت الحافلة لاستهداف إرهابي بعبوتين ناسفتين تم لصقهما مسبقاً بالحافلة".

وأدى التفجير إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة آخرين، وفق المصدر، الذي أفاد أن وحدات الهندسة فكّكت "عبوة ثالثة سقطت من الحافلة".

ولم تتبن أي جهة التفجير حتى الآن.
epa09533626 A handout photo made available by SANA (Syrian Arab New Agency) shows firefighters trying to extinguish a damaged bus after explosions in Damascus, Syria, 20 October 2021. Two roadside bombs exploded near a bus carrying troops in early morning
الحافلة العسكرية المحترقة في سورياEPA/HANDOUT/SANA HANDOUT Source: HANDOUT
ونددت الخارجية السورية في بيان بالتفجير، الذي قالت إنّه "يأتي في إطار استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنوياتها".

ويُعد تفجير الخميس الأكثر دموية في دمشق منذ عام 2017، حين أودى تفجير استهدف القصر العدلي في آذار/مارس وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية بحياة أكثر من 30 شخصاً. 

 لكن هذا النوع من التفجيرات تراجع بشكل كبير بعدما تمكنت القوات الحكومية منذ العام 2018 من السيطرة على أحياء في العاصمة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وعلى مناطق قربها كانت تعد معقلاً للفصائل المعارضة.

وإن كانت التفجيرات الضخمة تراجعت إلى حد كبير في دمشق، إلا أنها لا تزال تشهد في فترات متباعدة تفجيرات محدودة بعبوات ناسفة.

"ما ذنبنا؟"

وفي شمال غرب البلاد، قتل 13 شخصاً، بينهم عشرة مدنيين وضمنهم أربعة أطفال الأربعاء، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف سوقاً في وسط مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أصيب 26 شخصاً آخرين بجروح.

وأوردت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)أن بين القتلى أربعة أطفال، هم ثلاثة فتيان وفتاة، ومعلمة قضوا نحبهم "أثناء توجههم إلى المدرسة".

وقال بلال تريسي، المقيم قرب المنطقة المستهدفة لفرانس برس، "عند الساعة الثامنة صباحاً استيقظنا على قصف ينهال علينا، ارتعب الأطفال وراحوا يصرخون، لم نعرف ماذا نفعل وأين نذهب ولم نعد نرى شيئاً جراء الغبار حولنا".
وأضاف "قصفونا في الحارة وفي السوق، هناك أطفال ماتوا وأشخاص فقدوا أطرافهم.. لا نعرف لماذا، ما هو الذنب الذي اقترفناه؟".

وردّت هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى عبر قصف مناطق سيطرة قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي.

ويسري في إدلب منذ آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار، أعقب هجوماً واسعاً لقوات النظام بدعم روسي. لكنه يتعرض لخروقات عدة. وتُستهدف المنطقة بين الحين والآخر بقصف لقوات النظام وغارات روسية، يسفر عن سقوط قتلى من المقاتلين والمدنيين.

"الحرب لم تنته"

واعتبرت منظمة يونيسف أن "العنف الذي شهدته سوريا صباح اليوم ما هو إلا تذكير بأن الحرب في سوريا لم تنته بعد. إذ يستمر المدنيون، ومن بينهم العديد من الأطفال، في تحمل وطأة النزاع الضروس الذي دام أكثر من عقد من الزمن". 

ومنذ أكثر من عشر سنوات، تشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، ودفع أكثر من نصف السكان الى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها. واستنزفت الحرب الاقتصاد ودمرت البنى التحتية والمرافق الخدمية. وتشهد البلاد راهناً أزمة اقتصادية خانقة تفاقمها العقوبات الغربية. 

وخلال سنوات الحرب الأولى، خسرت قوات النظام مناطق واسعة على يد الفصائل المعارضة، إلا أنها منذ العام 2015، وبدعم جوي روسي ومن مقاتلين إيرانيين وحزب الله اللبناني، بدأت تتقدم تدريجياً، حتى باتت تسيطر اليوم على نحو ثلثي مساحة البلاد.

ولا تزال مناطق واسعة، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق)، ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها، وأخرى تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال البلاد.


شارك
نشر في: 21/10/2021 2:23pm
By Ramy Aly
المصدر: AFP, SBS