خريطة توثق مذابح الاستعمار: ما التاريخ المأساوي المخفي الذي تعرض له السكان الأصليون على مدى 150 عامًا؟

تتبعت الدكتورة الراحلة ليندال رايان من جامعة نيوكاسل في دراستها التوثيقية مئات المذابح التي جرت في مختلف أنحاء القارة على مدى 150 عامًا.

خريطة السكان الأصليين.jpg

رغم المقاومة الشرسة والمستمرة من جانب القائمين التقليديين على المنطقة، فإن مئات المذابح التي ارتكبها المستعمرون على مدى أكثر من 150 عاماً خلقت دماراً كبيراً للسكان الأصليين في مختلف أنحاء القارة.

تحذير: تناقش هذه المقالة موضوعات العنف والإبادة الجماعية التي قد تكون محزنة للقراء.
 
كشف مشروع "خريطة المذابح" الاستعمارية، الذي قادته الدكتورة الراحلة ليندال رايان من جامعة نيوكاسل، عن حصيلة مأساوية لعنف الحقبة الاستعمارية في أستراليا. هذا المشروع الذي استمر على مدى سنوات، قام بتوثيق مئات المذابح التي ارتكبها المستعمرون في مختلف أنحاء القارة على مدى 150 عامًا، ليكشف عن حقيقة مريرة عن تاريخ استيطاني ظل طي الكتمان لفترة طويلة.

تاريخ طويل من العنف والتدمير

شملت دراسة "خريطة المذابح" أكثر من 400 موقع للمذابح التي ارتكبها المستعمرون ضد شعوب الأمم الأولى في أستراليا، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 10,000 شخص من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس. وتؤكد النتائج أن هذه الأرقام قد تكون "غير دقيقة"، مع وجود احتمالية أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير، ما يعكس حجم الدمار الذي لحق بالشعوب الأصلية في أستراليا خلال فترة الاستعمار.

التوثيق الرقمي والمراجعة الشاملة

المشروع الذي استمر على مدار ثماني سنوات انتهى عام 2022، وتمت فيه مراجعة دقيقة لكل موقع على الخريطة باستخدام مصادر الأرشيف والمواد الميدانية، بالإضافة إلى مساهمات من عامة الناس. لذلك أصبح هذا المشروع مرجعًا مهمًا لفهم العنف المستمر الذي وقع على الشعوب الأصلية في أستراليا، حيث يمثل معلمًا حاسمًا في كسر "الصمت الأسترالي العظيم"، وهو صمت المجتمع الأوسع الذي تجاهل أو رفض الاعتراف بالواقع القاسي لتاريخ تأسيس البلاد.
LISTEN TO
Raneem 27-2 image

"الشعب تعب من الدم": صحافية سورية تقرأ بين سطور الحوار الوطني في دمشق

SBS Arabic

27/02/202515:54

المذبحة: تعريف وتوثيق

في إطار هذا المشروع، تم تعريف "المذبحة" بأنها القتل المتعمد لستة أو أكثر من الأشخاص "غير المحميين" في عملية واحدة. وقد تم اختيار هذا الرقم بسبب تأثيره المدمر على المجتمعات الأصلية المتماسكة، حيث كانت هذه المذابح جزءًا من استراتيجية استعمارية لاحتواء المقاومة أو القضاء عليها. من اللافت أن هذا العنف لم يكن أحادي الجانب، بل إن هناك أيضًا توثيقًا لعدد من المذابح التي ارتكبها السكان الأصليون ضد المستعمرين، والتي أسفرت عن مقتل 160 شخصًا من المستعمرين غير الأصليين.

وقد حقق هذا المشروع بدقة الاشتباكات بين المستعمرين وشعوب السكان الأصليين في جميع أنحاء القارة بين عامي 1788 و1930.  
ووقال الباحث الدكتور بيل باسكوي :" كما هو موضح في الصفحة الرئيسة للخريطة، كانت مذابح الحدود بمثابة استراتيجية حاسمة لاحتواء واستئصال تلك المقاومة. ونتيجة لذلك قُتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس".  
فقد سجل المشروع 13 مذبحة للمستعمرين غير الأصليين، مما أسفر عن مقتل 160 شخصًا.  وكان الانتقام عبر هذه المذابح يسفر تقريبًا عن أعمال انتقامية "على نطاق غير عادي".  
وفي حديثه إلى صحيفة الغارديان، قال الباحث الدكتور بيل باسكوي إن الخريطة قدمت دليلاً لا يمكن دحضه على أهوال الاستعمار التي واجهها السكان الأصليون وسكان جزر مضيق توريس.  
وأضاف"في الثمانينيات والتسعينيات، كان من الممكن أن يزعم الناس أن الحدود لم تكن عنيفة إلى هذا الحد، وكانوا يصدقونهم".
وأوضح : "لم يعد أحد يستطيع أن يجادل في هذه النقطة. وعلى الراغب بمعرفة الحقيقة أن يذهب ويقرأ الأدلة بنفسه. لقد حان الوقت للانتقال إلى الخطوة التالية، بعد أن علمنا أن هذه الأحداث حدثت، وعلينا فهم المزيد عنها".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و 

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 27/02/2025 12:33pm
آخر تحديث: 27/02/2025 12:39pm
By NITV News
تقديم: Alaa Al-Tamimi
المصدر: SBS