لم يكن اتخاذ قرار الانسحاب من حزب العمال الأسترالي سهلاً بالنسبة للسيناتور المستقلة فاطمة بايمان، لكن هناك لحظة محددة جعلت خيارها واضحاً.
في الأسابيع التي تلت انتقادها لإسرائيل واتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، واجهت بايمان ضغوطاً شديدة، بما في ذلك تهديدات بالقتل ورسائل بريد إلكتروني عدائية.
ومع ذلك، فإن تصريحات رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي الأخيرة هي التي عززت قرارها بمغادرة الحزب.
قال ألبانيزي إن السيناتور اختارت "وضع نفسها خارج حزب العمال" وإنه يتوقع "المزيد من القرارات في الأيام المقبلة".
في بيان استقالتها الأسبوع الماضي، أكدت بايمان أنها لم تتوقع هذه التعليقات ونفت أن يكون تصرفها متعمداً.
وقالت: "لقد بدا الأمر وكأنه اتهام بأنني كنت أخطط لهذا لمدة شهر، وهذا غير صحيح". وأوضحت أن قرارها كان نابعاً مما أملاه عليها ضميرها.
وعلى الرغم من تأكيدها على إيمانها بحل الدولتين، إلا أن بايمان شعرت بأنها في "موقف صعب" واستنفدت كل فرصة للتعبير عن مخاوفها، بما في ذلك المحادثات الفردية مع رئيس الوزراء والعديد من كبار الوزراء منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
Prime Minister Anthony Albanese has denied Senator Fatima Payman repeatedly raised her thoughts on a two-state solution during Labor caucus meetings. Source: AAP / Lukas Coch
وقال ألبانيزي: "أحد الأشياء التي أجدها مخيبة للآمال بشأن السيناتور بايمان، هو أنه في أي مرحلة، لم تقف السيناتور بايمان في التجمع الحزبي للإدلاء بأي تعليقات بشأن الشرق الأوسط أو أي شيء آخر".
LISTEN TO
"الناخب قلب الطاولة": صناديق الاقتراع في أوروبا وإيران تنذر بتغيير كبير في العالم
SBS Arabic
09/07/202414:03
وأضاف أن بايمان لم تتخذ أي موقف علني خلال فترة عضويتها في مجلس الشيوخ عن حزب العمال.
وكان قد تم تعليق عضوية بايمان لأجل غير مسمى في كتلة حزب العمل بعد اجتماع "حاسم" مع رئيس الوزراء، في أعقاب مقابلة أجرتها وتعهدت فيها بمواصلة دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في تعليقها على هذا القرار، أكدت بايمان أنه يجب أن يكون لدى حزب العمل "مساحة للأصوات المعارضة".
وقالت لأس بي أس إن بعض أعضاء كتلة حزب العمال حاولوا الاطمئنان عليها، بينما شعرت بالترهيب من قبل آخرين.
وأوضحت: "لا أعتبر ذلك تنمراً، لكنه بالتأكيد جعلني أشعر بأنني لا أنتمي إليهم".
وبينما تستعد لتمثيل ناخبيها كمستقلة، دعت بايمان حزب العمال لإعادة النظر في قواعده الخاصة وكيفية قبول الاختلاف في المستقبل.
وأكدت: "نحن بحاجة لأن يكون لدينا مجال للأصوات المعارضة وصوت الضمير في مسائل مثل هذه، وهذا يختلف عن التشريعات الضرورية التي أتفهم بأنها تتطلب التضامن والالتزام بخط الحزب".
