أبلغت الهيئة الحكومية المسؤولة عن انتقال السلطة في الولايات المتحدة الرئيس المنتخب جو بايدن أن عملية الانتقال يمكن أن تبدأ الآن.
وفي خطاب نشرته شبكة CNN موجه من إميلي مورفي مديرة وكالة الخدمات العامة إلى بايدن أظهر أن السيدة مورفي قد وقعت رسميا على انتصار بايدن في الانتخابات.
وأكدت مورفي إنها لم تخضع لضغوط من قبل البيت الأبيض من أجل تأخير عملية الانتقال الرسمي للسلطة، وأكدت أنها لم تتخذ قرارا في وقت أبكر خوفا من الاتهامات بالمحاباة.
وقالت مورفي "يجب أن تعلموا أنني توصلت إلى قراري بشكل مستقل، وبناء على القانون والمعلومات المتاحة." وأضافت "لم يتم الضغط علي أبدا بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل أي مسؤول من الجهات التنفيذية، بما في ذلك العاملين في البيت الأبيض، بخصوص توقيت ونوعية القرار. لأكوت واضحة، لم أتلق أي تعليمات بتأجيل قراري."
وبعد قرار مورفي بوقت قصير، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنه وافق على تلك الخطوة.
وقال ترامب إنّه وإذ يشكر إميلي مورفي مديرة وكالة الخدمات العامة على رفضها الاعتراف بفوز بايدن ممّا حرم الرئيس المنتخب من موارد مالية وإحاطات استخباراتية لا بدّ منها لنقل السلطة إلى فريقه، فإنّه "ومن أجل مصلحة بلدنا، أوصي بأن تقوم إميلي وفريقها بما يجب القيام به في ما يتعلق بالبروتوكولات الأوّلية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه".
لكنّ الملياردير الجمهوري المتمسّك برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات التي جرت في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري شدّد على أنّ "قضيتنا مستمرّة بقوّة، وسوف نواصل القتال الصالح، وأعتقد أنّنا سننتصر!".
من جانبه، رحّب فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالقرار الذي جاء بعد طول تأخير.
وسيتمكن الفريق من الحصول على التمويل الفدرالي اللازم للبدء بعملية نقل السلطة، معتبراً هذه الخطوة ضرورية لحصول "انتقال سلس وسلمي للسلطة".
وقال يوهانس أبراهام المسؤول في فريق بايدن في بيان إنّ "مديرة وكالة الخدمات العامة أكّدت أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس هما الفائزان الواضحان في الانتخابات، ممّا يوفّر للإدارة المقبلة الموارد والدعم اللازمين لحصول انتقال سلس وسلمي للسلطة".
المصادقة على نتائج ميشيغن
جاءت تلك التطورات بعد أن أعلنت ولاية ميشيغن رسمياً فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في هذه الولاية المتأرجحة، وهو ما مثل نكسة جديدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يحاول بشتّى السبل الطعن بهزيمته في الانتخابات على المستوى الوطني.
وخلال جلسة علنية، صادقت اللجنة المختصّة بإقرار نتيجة الانتخابات والمؤلّفة من أربعة أعضاء، على فوز بايدن على ترامب وذلك بأغلبية ثلاثة أصوات مقابل امتناع عضو واحد عن التصويت.
وبحسب النتيجة الرسمية فقد تفوّق المرشّح الجمهوري على منافسه الديموقراطي بحوالى 156 ألف صوت من أصل 5.5 مليون صوت.
ومنذ الانتخابات التي جرت في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، لا ينفكّ ترامب يردّد، من دون أن يقدّم أيّ دليل، أنّ الانتخابات شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق، وهو يرفض الإقرار بهزيمته على المستوى الوطني أمام بايدن.
وكان ترامب فاز في 2016 بهذه الولاية بفارق ضئيل للغاية (10 آلاف صوت ونيّف) على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وخلال جلسة التصويت التي نقلت مباشرة على الهواء وتابعها عشرات آلاف المشاهدين قال نورمان شينكل، عضو اللجنة الجمهوري الذي امتنع عن التصويت، إنّه "من غير المقبول" أن يكون هناك هذا الكمّ الكبير من الأسئلة التي لم يتمّ حلّها بعد".
وعادة ما تكون المصادقة على نتائج الانتخابات عملية روتينية قلّما تحظى بتغطية إعلامية، لكنّ الرئيس ترامب وحلفاءه مارسوا في الأيام الأخيرة ضغوطاً مكثّفة على الجمهوريين في ميشيغن أملاً منهم بتأخير عملية المصادقة على نتيجة الانتخابات.
ووصل الأمر بترامب إلى حدّ دعوة أعضاء جمهوريين في كونغرس الولاية إلى البيت الأبيض الجمعة، لكنّ محاولته باءت بالفشل. وفور المصادقة على نتيجة الانتخابات قالت جوسلين بنسون، وزيرة الشؤون الإدارية في حكومة ميشيغن والمولجة تنظيم العمليات الانتخابية في الولاية إنّ "الديموقراطية انتصرت".
وأضافت في تغريدة على تويتر أنّ عملية المصادقة "تؤكّد حقيقة واحدة هي أنّ الانتخابات كانت نزيهة وأمينة ونتيجتها تعكس إرادة الناخبين".
ومن المقرّر أيضاً أن تصادق ولاية متأرجحة أخرى، هي بنسلفانيا، الإثنين على فوز بايدن على ترامب بعدما تفوّق المرشّح الديموقراطي على منافسه الجمهوري بفارق أكثر من 80 ألف صوت.
فريق بايدن
وبدأ الرئيس المنتخب جو بايدن في إعلان الأسماء البارزة في فريقه وعلى رأسهم السياسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية.
كما قرر إسناد إدارة الاستخبارات الوطنية لامرأة وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتعيين وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ، متعهّدا اعتماد نهج يقوم على الخبرات بعد سنوات الاضطراب التي طغت على عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وتعكس تلك الأسماء رغبة بايدن في تهدئة الصخب السياسي في واشنطن واستعادة البلاد دورها القيادي على الساحة الدولية.
وجاء في بيان لبايدن "لا وقت لدينا لنخسره على صعيد أمننا القومي وسياستنا الخارجية".
وقال الرئيس المنتخب إن "هؤلاء الافراد اختبروا الازمات وامتحنتهم بقدر ما هم مبدعون وخلاقون".
وبلينكن (58 عاما) هو أحد مستشاري بايدن الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأميركيّة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وسيقود بلينكن عملية متسارعة الوتيرة لاستبدال النهج السياسي الذي اعتمده ترامب الرافع شعار "أميركا أولا"، وسيبدأ مسار إعادة البلاد إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وإنعاش الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
واختار بايدن أفريل هاينز (51 عاما) لتتولى إدارة الاستخبارات الوطنية، بحيث تنسق بين مختلف الوكالات الفدرالية النشطة في هذا المجال، مع الإشارة الى أنها المرأة الاولى التي تتسلم هذه المسؤولية.
وعلى رأس وزارة الامن الداخلي، سمى بايدن للمرة الاولى الإسباني الأصل اليخاندرو مايوركاس (60 عاما) المولود في هافانا والذي سيشرف خصوصا على قضايا الهجرة.
ومايوركاس مدع سابق مناهض للعنصرية، ويلم بشؤون الوزارة التي سيتولاها كونه كان مساعدا للوزير بين 2013 و2016.
وفي مؤشر إلى وفائه بوعد أطلقه خلال الحملة الانتخابية بالإضاءة على مخاطر الاحتباس الحراري العالمي، اختار بايدن وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ.
وستكون الأميركية من أصل إفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاما) التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون إفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة.
وسمى بايدن ايضا مستشارا مقربا هو جايك سوليفن (43 عاما) ليكون مستشاره للأمن القومي.
وعمد بايدن إلى اختيار سياسيين متمرسين على عكس النهج الذي اعتمده ترامب الذي اختار غالبا شخصيات غير متمرسة في السياسة تبيّن لاحقا أنها غير مناسبة للمنصب وخرجت فجائيا من الإدارة.