في تطور جديد لأزمة الحكم في بريطانيا، رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء التخلي عن منصبه رغم دعوة وفد وزاري له للتنحي بعد موجة استقالات من حكومته على وقع سلسلة فضائح.
النقاط الرئيسية
- بوريس جونسون يخوض معركة قد تكون الأخيرة للحفاظ على منصبه
- ولد الزهاوي بالعراق وعاش طفولته بها وهرب مع أسرته من بطش صدام حسين
- استقالة 40 وزيراً أو مساعد وزير خلال الساعات ال24 الماضية
انتظر وفد وزاري عودة جونسون إلى مقرّه في داونينغ ستريت من جلسة استجواب مطوّلة أمام لجنة برلمانية لإبلاغه بأنّ الوقت حان لاستقالته.
وذكرت تقارير أنّ الوفد تضمّن وزيرة الداخلية بريتي باتل، وناظم الزهاوي الذي بالكاد مضت 24 ساعة على تعيينه وزيراً للمال.
لكنّ صحيفتين مواليتين للحكومة هما ديلي ميل وذا صن، إضافة إلى وسائل إعلام أخرى قالت إنّ جونسون رفض الرضوخ لدعوتهم له للاستقالة.
وكتب المحرر السياسي لصحيفة ذا صن، هاري كول، في تغريدة أنّ وزيراً في الحكومة أبلغه أنّ "رئيس الوزراء سيقاتل" وبأنّ جونسون قد يلجأ إلى تعديل حكومي، حتى وإن كان مزيد من الاستقالات متوقّعاً.
بحلول مساء الأربعاء كان حوالى 40 وزيراً أو مساعد وزير قدّموا استقالاتهم في الساعات ال24 الماضية.
وآخر الذين استقالوا من الحكومة هو سايمون هارت، الوزير المكلّف شؤون ويلز.
وخلال جلسة مساءلة رئيس الحكومة الأسبوعية في البرلمان، ضيّق النواب من مختلف التوجّهات الخناق على جونسون.
لكنّ رئيس الوزراء تجاهل أمام اللجنة البرلمانية وخلال جلسة مساءلة سابقة أمام مجلس العموم الدعوات للاستقالة.
وقال "ما نحتاجه هو حكومة مستقرة يحبّ أعضاؤها بعضهم بعضاً كمحافظين تتحرّك لتنفيذ أولوياتنا، هذا ما علينا القيام به".
من اللجوء إلى خزائن بريطانيا
ولد ناظم الزهاوي في العراق عام 1967 لأسرة ميسورة الحال وذات نفوذ، حيث شغل جده منصب محافظ البنك المركزي العراقي.
عاش الزهاوي في العراق فترة الطفولة حتى بلغ عمر 9 سنوات، ثم بدأ الوضع السياسي يتغير في العراق وبدأ حزب البعث وصدام حسين في تصدر المشهد السياسي والذي دفع أسرة الزهاوي إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى بريطانيا.
ووفقا لحديث أدلى به الزهاوي للصحفي البريطاني نِك روبنسون في مقابلة بثّت عبر بودكاست "الفكر السياسي" العام الماضي "بعد صعود كل المسافرين، اقتربت عربة عسكرية من الطائرة. وأجهشت أمي بالبكاء عندما شاهدوا الجنود وهم يعتقلون أحد المسافرين وينزلونه من الطائرة".لم يكن والده ذلك المسافر، وإنما كان مسافرا يجلس خلفه في الطائرة.
Source: PA Wire
يصف ناظم تلك الواقعة بأنها كانت "لحظة طفولة مؤلمة" لم تغب عن ذاكرته أبدا.
تعلم الزهاوي في مقاطعة ساسكس الإنجليزية والتحق بكلية لندن الجامعية، حيث درس الهندسة الكيمياوية. أسس فيما بعد شركته الخاصة في مجال منتجات الأطفال والألعاب ومن خلالها التقى بأحد كبار السياسيين في حزب المحافظين البريطاني.
تدرج الزهاوي في المناصب عبر حزب المحافظين حتى وصل إلى حقيبة التعليم في حكومة جونسون وأخيرا منصب وزير المالية بعد استقالة ريشي سوناك الثلاثاء.
وداعاً بوريس؟
وفي وقت سابق، حضّ جاويد باقي الوزراء على الاستقالة، قائلاً إنّ "المشكلة تبدأ من أعلى الهرم وأعتقد أنه لن يتغيّر.. يعني ذلك أنّ على أولئك الذين يتولّون هذا المنصب ويتحمّلون المسؤولية، إحداث هذا التغيير".
وبعد الخطاب، هتف النواب "وداعاً بوريس".
وجاءت الاستقالة المفاجئة لوزيري الصحة والمال بعد دقائق من اعتذار رئيس الوزراء على تعيين المحافظ كريس بينشر في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين، والذي استقال من منصبه الأسبوع الماضي بعدما اتّهم بالتحرّش برجلين بينما كان ثملاً.
وتمّ على الفور تسليم حقيبة المال لوزير التعليم السابق ناظم الزهاوي الذي أقرّ بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه.
وقال لـ"سكاي نيوز" "لا يمكنك تولّي هذه الوظيفة والاستمتاع بحياة سهلة".
وأعقبت استقالة بينشر سلسلة تبريرات متضاربة.
واستقال وزير الدولة لشؤون الأطفال والعائلات ويل كوينس في وقت مبكر الأربعاء، قائلاً إنه لا يملك "خيارا" آخر بعدما نقل "بحسن نية" معلومات إلى وسائل الاعلام الاثنين حصل عليها من مكتب رئيس الوزراء "وتبين أنها غير صحيحة".وما زال وزراء كبار آخرون في الحكومة بينهم وزيرة الخارجية ليز تراس ووزير الدفاع بن والاس، يدعمون جونسون علنا لكن كثيرين منهم يتساءلون إلى متى يمكن أن يستمر هذا الوضع.
UK Prime Minister Boris Johnson. Source: EPA
ويعني رفض جونسون الاستقالة أنه سيواجه على الأرجح مذكرة ثانية بحجب الثقة عن حكومته في البرلمان. وقال هاري كول إنه أُبلغ أن رئيس الوزراء يعتبر ذلك بمثابة "البرلمان مقابل الشعب".
وكشف استطلاع سريع لـ"سافانتا كومريس" Savanta ComRes الأربعاء بأن ثلاثة من كل خمسة ناخبين محافظين يرون أنه لم يعد بإمكان جونسون استعادة ثقة الشعب، بينما يعتقد 72 في المئة أن عليه الاستقالة.