جلس عبد الرحيم إبراهيم ليشاهد أخبار السادسة وعلم منها أن البناية التي يسكن بها ستخضع للإغلاق التام. اعتقد إبراهيم أنه قرار الإغلاق سيدخل حيز التنفيذ مع منتصف ليل السبت كباقي سكان الرمز البريدي الذي يسكن به، فسارع الرجل البالغ من العمر 27 عاما لشراء حليب أطفال لتوأمه التي لا تتجاوز أعمارهما سبعة أشهر، ليفاجئ بتوقيف الشرطة له.
قبل ساعتين فقط من هذا المشهد، كان رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز يعلن عن "إغلاق صارم" لتسعة أبراج للإسكان الاجتماعي في نورث ملبورن وفليمنغتون، يبدأ تنفيذه بشكل فوري.
رجال الشرطة أحاطوا بالبنايات وأغلقوا مداخل ومخارج السيارات والأفراد ومنعوا الناس من المغادرة.بالأمس سجلت الولاية 108 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا. هذه هي ثاني أعلى حصيلة تسجلها الولاية منذ ظهور الوباء، ساهم فيها رصد بؤرة جديدة مكونة من 30 حالة في عدد من الأبراج السكنية المذكورة.
Source: AAP
وقال رئيس الحكومة أثناء إعلان الإغلاق الفوري "قرار الحكومة بإغلاق الأبراج التسعة تم اتخاذه بسبب أنماط الحركة ومجموعات الأصدقاء والتجمعات العائلية داخل تلك البنايات. كما أشار إلى الاكتظاظ الذي تشهده تلك الأبراج ومساحات العيشة المشتركة وبالتالي فإن خطر تفشي العدوى مرتفع للغاية.
إبراهيم هو أسترالي ينحدر من أصول صومالية ويعيش في أستراليا منذ 10 أعوام، وقال إنه لا يعرف كيف سيتم تلبية احتياجاته الخاصة خلال فترة الإغلاق تلك. منزله لا يحتوي على مخزون من الطعام وزوجته تقوم بالتسوق أسبوعيا يوم الأحد.
تحتاج أسرة إبراهيم إلى حليب الأطفال للتوأم وحفاضات وحليب عادي وويت بيكس وصابون ومعجون أسنان ومسحوق تنظيف للملابس وفواكه وخضروات ولحوم.
وقال إبراهيم "ما حدث ليس عادلا". وأضاف "هناك الكثير من الرموز البريدية المفروض عليها إغلاق ولكنهم مسموح لهم بمغادرة المنزل لشراء الضروريات."
وأضاف "ما فعلته حكومة فيكتوريا تمييز بحق الأشخاص الذين يملكون صوتا."
وقال عبد الرحيم إبراهيم "نحن لا نختلف عن باقي الناس في فيكتوريا الخاضعين لإجراءات إغلاق في الوقت الراهن."
إبراهيم يعمل بدوام غير ثابت في أحد المخازن في غرب ملبورن ولا يتلقى راتبه إن لم يذهب إلى العمل. وقال إن ما حدث مع يشبه إيداعه بالسجن وهو ما أعاد له الذكريات المؤلمة التي فر منها في الصومال.
وقال مكتب رئيس حكومة الولاية إن الطلبات العاجلة للحصول على الطعام والمواد الأساسية سيتم تلبيتها بمساعدة موظفي الصحة والشرطة الموجودين هناك، كما يوجد أيضا مترجمين للمساعدة.
وقالت حكومة الولاية إنها ستقدم إعانات مالية لمن لا يمكنه الذهاب إلى العمل بسبب العزل المنزلي.