أكد زعيم المعارضة، بيتر داتون، أن إدراج هذه الأسئلة في اختبار الجنسية سيُسهم في تعزيز القيم الأسترالية والحفاظ على النسيج الاجتماعي. وأوضح قائلاً: "أعتقد أن الوقت قد حان لنؤكد قيمنا ولنستمع إلى أصوات الناس بوضوح تام".
من جانبه، صرّح المتحدث باسم وزارة الخزانة في حزب المعارضة، أنجوس تايلور، أن الحكومة تعتزم تعزيز اختبار الجنسية لضمان عدم انتشار المواقف المعادية للسامية، مشيرًا إلى أن "الهجمات المعادية للسامية وصلت إلى مستويات غير مقبولة تمامًا، ويجب اتخاذ إجراءات حاسمة للحد منها".
تفاصيل الاختبار: مقترحات وأسئلة محتملة
وفقًا لتقارير إعلامية، قد تتضمن الأسئلة المطروحة في اختبار الجنسية استفسارات حول مدى تقبل المتقدمين لأصحاب الديانة اليهودية، وما إذا كانوا يرون في معاداة السامية تصرفًا مقبولًا أم لا. وحتى الآن، لم يتم الكشف عن الصياغة الدقيقة للأسئلة أو المعايير التي ستُعتمد في تقييم الإجابات.
Minister for Immigration Peter Dutton Source: AAP
ردود الأفعال: انتقادات ودعم مشروط
لقيت هذه المقترحات ردود فعل متباينة؛ حيث رفض رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، الاقتراح، واصفًا إياه بأنه مجرد "فقاعة أفكار" لا تستند إلى خطة واضحة.
في المقابل، رحب الدكتور هاس دلال، المدير التنفيذي للمؤسسة الأسترالية متعددة الثقافات، بفكرة تعزيز اختبار الجنسية، لكنه شدد على ضرورة أن يشمل جميع أشكال العنصرية وليس فقط معاداة السامية، قائلاً: "يجب أن يكون الاختبار أداة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة الكراهية بجميع أشكالها، لا أن يعطي انطباعًا بأن أحد أشكال التمييز أكثر أهمية من غيره".
السياق الدولي: ألمانيا نموذجًا
تستند هذه المقترحات إلى تجارب دول أخرى مثل ألمانيا، التي أدخلت تغييرات على اختبار الجنسية لعام 2024 لمكافحة معاداة السامية، حيث يُطلب من المتقدمين تقديم إجابات دقيقة حول أحداث الهولوكوست ومواقفهم تجاه اليهود وإسرائيل.
مستقبل الاختبار وتأثيره على الهجرة
يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التعديلات ستحظى بقبول واسع داخل أستراليا، وما إذا كانت ستؤثر على سياسات الهجرة والتعددية الثقافية. وفي ظل انقسام سياسي واضح حول هذه القضية، ستتضح ملامح مستقبل هذا الاختبار خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.
بينما يرى البعض أن هذه الإجراءات ضرورية لتعزيز الأمن المجتمعي، يحذر آخرون من أنها قد تؤدي إلى خلق تمييز غير مبرر ضد مجموعات معينة، مما قد يُضعف جهود أستراليا في تعزيز بيئة متعددة الثقافات قائمة على المساواة والاندماج.
