بينما تسعى سلطات فيكتوريا لاحتواء تفشي حالات كوفيد-١٩، حذرت السلطات من المعلومات غير المغلوطة الخطرة التي تحض الناس على عدم الخضوع لفحوصات الكشف عن فيروس كورونا.
وكانت وزير الصحة في الولاية قد قالت إن أكثر من 10,000 رفضوا الخضوع للفحوصات ضمن حملة الفحص التي أطلقتها سلطات الولاية الأسبوع الماضي للسيطرة على البؤر. وقالت الوزيرة إن "بعض الناس يعتقدون أن فيروس كورونا مؤامرة أو أنه لن يؤثر عليهم."
إذا ما هي المعلومات المغلوطة التي تشير إليها السلطات؟
المنشورات المضللة
استجابة أستراليا للوباء جعلتها تحقق نتائج أفضل بكثير من دول أخرى. ولكن هذا النجاح أدى إلى ظاهرة مقلقة في الأسابيع الأخيرة.
عدد من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تم تداولها على نطاق واسع، شككت في وجود الفيروس من الأساس أو حاولت التقليل من آثاره.
الدكتورة فاشو أبوستولوبولوس من جامعة فيكتوريا والتي تجري أبحاثا على كوفيد-١٩ قالت "هذه المنشورات تجعلني غاضبة للغاية، هؤلاء الأشخاص جاهلون وغير مبالين."
الطاهي المشهور بيت إيفانز كان من ضمن آلاف الناس الذين شاركوا منشورا يقول "لا يوجد وباء."
المنشور كان يقول إن هناك "معدات فحص غير موثوق فيها وملوثة، وأن أعداد الوفيات مبالغ فيها للغاية" بينما الهدف الحقيقي من الوباء هو "استعباد البشرية من خلال تلقيحات إجبارية، ووضع شرائح صغيرة داخل أجسادهم وتوسيع دائرة مراقبة الشرطة."
الفيسبوك وضع علامة على المنشور تقول إنه يحتوي على "معلومات خاطئة".هذا ليس المنشور الوحيد ولكن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بمنشورات وصور كوميدية ومقاطع فيديو تكرر نفس تلك النقاط بأشكال مختلفة.
The post has been marked as "false information" by Facebook. Source: Facebook
وقالت الدكتورة أبوستولوبولوس إنه منذ تداول منشورات كتلك فإنها "قد سمعت الكثير من الناس يقولون إنه لا يوجد فيروس كورونا والأمر كله مختلق."
تأثير المعلومات المغلوطة
بيتر لويس من مركز التكنولوجيا الرشيدة التابع للمعهد الأسترالي يتابع عملية نشر نظريات المؤامرة على الإنترنت منذ بداية تفشي الوباء. وقال لويس إن رفض الخضوع للفحص في فيكتوريا مثال على مدى تأثير المعلومات المغلوطة المتداولة على الإنترنت على أرض الواقع.وأضاف "مواقع التواصل الاجتماعي تبدو أكثر هشاشة عندما تحاول استخدامها لإيصال معلومات هامة للناس. الاختلاف بين الحقيقة والمعلومة الخاطئة من الصعب للغاية في أوقات كبير التعرف عليه، لأن المعلومات تبدو كما لو كانت متشابهة."
A post that has gone viral in Australia. Source: Facebook
وأضاف "وفي عالم يحدد مدة الثقة في المعلومات بناء على عدد الأشخاص الذين يشاركونها، فلو أن هناك منشورا عليه عدد كبير من الإعجابات والمشاركات، فإنه يبدو كما لو كان قادم من مصدر ثقة، خاصة خلال التعامل مع أزمة صحة عامة كالحالية."
وقال لويس إنه من المقلق للغاية أن "كل عمليات التنقيح التي استخدمناها بشكل تقليدي لإيصال المعلومات إلى الناس، ليست موجودة في الوقت الراهن." وأضاف "منصات التواصل الاجتماعي عليها أن تتحمل مسؤولية أكبر عن المحتوى الذي ينتشر عبرها."
تفنيد المعلومات المغلوطة
طبقا لجامعة جون هوبكينز الأمريكية، هناك 11 مليون شخص تقريبا حول العالم مصابين بكوفيد-١٩ بينما تجاوز عدد الوفيات 500,000 شخص.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في مارس آذار الماضي أن كوفيد-١٩ أصبح وباء عالميا.
وقال الدكتور تادروس أدهنوم غيبريسوس مدير المنظمة الدولية "لم نر سابقا أي وباء عالمي يتسبب فيه فيروس كورونا، هذا هو أول وفاء يسببه فيروس كورونا."
وقالت الدكتورة أبوستولوبولوس أن من ينكر خطورة الفيروس عليه فقط أن ينظر إلى نماذج الدول الأخرى: "في إيطاليا وإسبانيا، هناك عدد كبير من الحالات لدرجة يعجز معها النظام الصحي على الاستيعاب. بعض الناس قيل لهم أن يعودوا إلى منازلهم في انتظار الموت. هل ترغبون أن يحدث هذا هنا في أستراليا؟"
وأضافت "أنا أعمل في هذا المجال منذ 25 عاما ودائما ما تقابل أشخاص غير متعلمين أو لا يفهمون الأمر فيخرجون بتلك النظريات. إنهم يقللون من شأن العاملين في القطاع الطبي ويقولون إننا لا نفهم ما نفعل."
وقالت الدكتورة إن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة التي يمكن تعقب مصدرها وصولا إلى حركة مناهضة التطعيمات والتي تبث تلك الآراء في المجتمع.
وانتقد متحدث باسم وزارة الصحة والموارد البشرية في ولاية فيكتوريا نشر المعلومات غير المغلوطة: "فيروس كورونا مرض معدي للغاية وقد قتل مئات الآلاف من الناس حول العالم بما في ذلك 20 شخصا من سكان فيكتوريا."
وأضاف "أي تلميح لشيء آخر هو إهانة لأبناء فيكتوريا البارزين الذين يعملون على مدار الساعة لاحتواء تفشي الفيروس ورعاية المصابين."
وأكد "نشر المعلومات المغلوطة خطير للغاية خاصة في وقت نحاول فيه إبطاء عملية انتشار الزيادة في أعداد حالات كورونا."رئيسة فيدرالية مجالس الجاليات الإثنية في أستراليا FECCA ماري ياتيتسوس قال إن هناك المزيد من الجهود يجب أن توجه إلى تلك الجهود: "للأسف هناك تباين في قدرة الشرائح المختلفة من المجتمع على الولوج إلى المعلومات الخاصة بكوفيد-١٩."
COVID-19 testing in Broadmeadows. Source: AAP
وأضافت "المشكلة في غياب معلومات بلغات غير الإنجليزية متاحة بشكل سهل للناس، وبالتالي فالناس تلجأ إلى أماكن أخرى من أجل الحصول على المعلومات، سواء من بلدانهم الأم أو من وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الأصدقاء والعائلة."