أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، أن "الكلفة الإنسانية للنزاع باتت غير مقبولة"، مشددة على أن منع دخول المساعدات "يتعارض بشكل جوهري مع القانون الإنساني الدولي".
وقال المدير العام للجنة، بيار كرينبول، في مؤتمر صحافي من جنيف، إن "الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية"، محذرًا من نفاد الإمدادات الطبية والغذائية بشكل كامل. وأضاف: "إن كانت هذه ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعًا أن نشعر بالذعر. ما يحدث في غزة يهدد جوهر إنسانيتنا".
أزمة غير مسبوقة في المرافق الحيوية
على الأرض، تواصل المرافق الحيوية في قطاع غزة الانهيار. وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 75% من مركباته خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الكهرباء والأكسجين والدم، ما يؤثر بشكل مباشر على فرص إنقاذ المرضى والمصابين.
وفي المستشفى الكويتي الميداني بخان يونس، قالت مديرة المختبرات هند جودة: "لا يوجد طعام صحي أو بروتينات، وهذا يؤثر على حالة المرضى الصحية". وأشارت إلى أن المواطنين لا يزالون يستجيبون لحملات التبرع بالدم، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة.

World Central Kitchen said that vital food distribution in Gaza cannot resume until Israel allows aid back into the enclave. Source: Getty / Anadolu
تصاعد العمليات العسكرية وارتفاع عدد الضحايا
تزامنًا مع الحصار، أعلنت إسرائيل عن خطط لتوسيع عملياتها العسكرية بهدف "زيادة الضغط على حركة حماس" و"دفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين". وقد أسفرت الغارات الجوية خلال الأيام الأخيرة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم أطفال، في مناطق متفرقة من القطاع، بحسب مصادر محلية.
الخميس، أُفيد عن سقوط عدد من القتلى في غارات استهدفت منزلًا في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وقصف مدفعي استهدف خيام نازحين غرب خان يونس. كما أُعلن عن سقوط ضحايا في قصف منزل بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
تحذيرات أممية وانتقادات حقوقية
من جهته، حثّ أكثر من ثلاثين خبيرًا مستقلًا تابعين للأمم المتحدة، الأربعاء، على تحرك دولي فوري "لمنع القضاء على الفلسطينيين في قطاع غزة"، داعين إلى وقف ما وصفوه بـ"الانحدار نحو الهاوية الأخلاقية".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الخطط الحالية "تثير مخاوف حقيقية بشأن استمرار الوجود الفلسطيني في القطاع كمجموعة بشرية".
مأزق التفاوض العسكري والسياسي
في ظل التصعيد، تتباين المواقف بشأن التوصل إلى هدنة. فقد أعلنت إسرائيل استعدادها "لإتاحة هامش للتفاوض بشأن صفقة لتحرير الرهائن" قبل توسيع العمليات، فيما أكدت حركة حماس أنها "لن تقبل بأي اتفاق جزئي"، مشترطة وقفًا شاملًا لإطلاق النار.
وتأتي هذه التطورات قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وسط مؤشرات على أن الملف الفلسطيني سيكون حاضرًا في جدول المحادثات.
LISTEN TO

من هو "ليو الرابع عشر" خليفة البابا فرنسيس
SBS Arabic
09:09
أرقام صادمة وخطر محدق
وفق وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 52,760 فلسطينيًا منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، من بينهم 2,651 منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 آذار/مارس بعد هدنة استمرت شهرين.
وبينما تؤكد إسرائيل أن القطاع لا يعاني من أزمة إنسانية، تُظهر التقارير الميدانية عكس ذلك، وسط استمرار انقطاع الإمدادات الأساسية عن أكثر من 2.4 مليون شخص.
ختامًا، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة، مع تصاعد الضغوط الإنسانية، وتضارب الحسابات السياسية والعسكرية، بينما يزداد الوضع الميداني سوءًا ساعة بعد ساعة.