اللبنانية جينا رحمة: ربتها عمتها رغم أن أمها لا تزال على قيد الحياة

Geina Rahma

جينا رحمة مع ابنتها وعمتها Source: Supplied

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع


نشر في: 21/10/2020 1:20pm
آخر تحديث: 30/10/2020 4:37pm
By Jamileh Fakhri
تقديم: Fares Hassan, Jamileh Fakhri
المصدر: SBS

سيدة لبنانية مهاجرة تربت على يد عمتها "التربية والحنان كافيان ليكون الولد "ابن" بكل ما للكلمة من معنى"


في الأسبوع الوطني للتوعية بالتبني والذي يهدف لإيجاد أسر للأطفال والممتد من الرابع عشر وحتى العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري نلقي الضوء على قصة اللبنانية جينا رحمة. 

جينا هي أم لثلاث بنات وتعيش في مدينة سيدني، لكن طفولتها في بشرى شمالي لبنان كانت مختلفة بعض الشيء، ففي عمر السبعة أشهر أخدتها عمتها في كنفها بسبب مشاكل بين والديها. 

ارتبطت جينا بعمتها حيث قالت في حديث مع أس بي أس عربي24 "عمتي ربتني منذ كنت طفلة بعمر سبعة أشهر، لا يمكنني أن أدعوها عمتي بل أدعوها ماما." غالبت جينا غصة البكاء وهي تتحدث عن الجرح الذي سببه رحيل العمّة-الأم التي توفت قبل ستة أشهر، حيث قالت إن فقدانها "جرح ما زال يتعبني"،  وأضافت "لو توفيت أمي لا أظنني سأحزن كما حزنت عليها."
Giena and her husband with her aunt
Giena and her husband with her aunt Source: Supplied
ارتباط جينا بعمتها حدث مبكرا في حياتها، حيث أن أهلها عندما حاولوا إعادتها إلى المنزل بعد انقضاء تلك الفترة العصيبة في زواجهما كانت تصاب بما يشبه الحمى: "أول شيء اتذكره من طفولتي أن أهلي حين كانوا يأتون لأعادتي إلى المنزل كنت أستمر في البكاء إلى أن ترتفع حرارتي، ولا أهدأ حتى تأتي عمتي وتأخذني في أحضانها الى بيتها."

هكذا قضت حياتها في بيت عمتها وتربت في كنفها طوال حياتها، وكانت تزور والديها "خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط." حتى أنها عندما خرجت من بيت عمتها للزواج في عمر التاسعة عشر فإن "عمتي وزوجها هم من سلموني لزوجي يوم الزفاف." 

هذا الارتباط الوثيق بالعمة لم يؤثر على مشاعرها تجاه أمها حيث قالت جينا رحمة إنها تكن لأمها كل المحبة والتقدير." والآن بعد أن أصبحت هي نفسها أم لثلاث بنات تتخيل الشعور الذي كان يراود أمها عندما كانت إحدى بناتها تنادي أخت زوجها بكلمة أمي. 

لكنها تستطرد قائله"عمتي كان شخصا عاطفيا للغاية، حيث أعطت من ذاتها الكثير، وأنا أشكرها على كل لحظة ساعدتني فيها ووقفت إلى جانبي وكل لحظة غمرتني فيها وكل لحظة ربتني فيها لأكون ما أنا عليه الآن في المجتمع."
Geina anf her aunt
Geina anf her aunt Source: Supplied
هاجرت رحمة مع زوجها إلى أستراليا في التسعينات، لكن عمتها لم تترك هم رعايتها: "عمتي كانت مشغولة بي كأني ابنتها ولم تعرفني إلا كذلك". أتت العمة إلى أستراليا مرتين للوقوف مع عائلة جينا حين كانت تضع مولودا، وكانت تحمل معها هدايا الضيافة ولوازم الطفل الموعود.

وعندما مرضت عمتها في آخر حياتها، تركت جينا أسرتها لأول مرة في حياتها، وعادت إلى لبنان في زيارتين لتكون قربها في لحظات الوداع، وتصف جينا وقع وفاة عمتها عليها قائلة "شعرت أن قطعة من قلبي قد راحت." وتعهدت أن تربي أولادها بنفس الطريقة التي زرعتها بها العمة: "سأكمل مسيرتي مع أولادي بالطريقة التي ربتني هي عليها." 

وقال جينا إن بناتها كن يستغربن كيف أن لهن جدتين من ناحية الأم ولكن "عندما ادركوا عاطفتي نحو عمتي عرفوا أنها أمي." 

وقال رحمة أنها من أول المشجعين لأي شخص يفكر بالتبني خاصة إذا تمكن الوالدين من تأمين العاطفة للولد: "أنا تلقيت العاطفة من أهلي ووجدتها أيضا في عمتي وزوجها الذي كنت أدعوه بابا أيضا، فالتبني يساعد الأهل والولد على حد سواء والعاطفة التي أتحدث عنها من خلال خبرتي الشخصية عاطفة غير طبيعية، تكمل مع الشخص وترافقه في حياته ويعيشها مستقبلا مع عائلته وأولاده."

استمعوا إلى اللقاء كاملا مع جينا رحمة في الرابط أعلاه


شارك