اليوم، تعيش مريم مع زوجها وعائلتها في أستراليا التي احتضنت العائلة وأمّنت لها الاستقرار والأمن والاحترام التي كانت تتوق له.
النقاط الرئيسية
- مع اندلاع الحرب في سوريا، اضطرت مريم للجوء إلى لبنان ومن ثم إلى أستراليا
- رغم امتناها الكبير لأستراليا، تشعر مريم بالوحدة كلاجئة مع تشتت عائلتها جرّاء الحرب السورية
- تقدم مريم الرعاية لابنتها وتناشد أستراليا لمّ شمل عائلتها لا سيما والدتها المسنّة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة في لبنان
لكن حتى هذه اللحظة تواجه مريم، رغم الأمان، غربة جديدة لافتقادها لأي سند عائلي، ويجتاحها شعور الوحدة والعجز والحسرة على والدتها العالقة في لبنان وعائلة أخيها فيما يواجه لبنان تحديّات جمّة.
قست الدنيا على مريم جرجس التي كانت ناشطة في الخدمة الاجتماعية في سوريا، ومع اندلاع الحرب هناك، تشتت عائلتها بأكملها بحثاً عن القليل من الأمان.
تحدّثت مريم عن قصة هجرتها ولجوئها إلى أستراليا هرباً من الحرب قائلة:
اضطررنا للقبول بأي شيء فقط للوصول للأمان.
لم تكن تعرف مريم أي شيء عن أستراليا لكن وصولها إلى هنا منذ سنتين كان بمثابة حلم إنقاذ لها ولعائلتها قائلة:
بعدما وصلت إلى هذه الأرض، وجدت الأمان والاحترام والتقدير للإنسان. وجدت مستقبل أولادي هنا.
وقالت إنه لا يوجد شيء بمثابة حلم صعب المنال على هذه الأرض، إذ بإمكان كل إنسان تحقيق أهدافه وأحلامه.
بين الأمان والوحدة
روت مريم تفاصيل حسن استقبال الدولة الأسترالية لها ولعائلتها لكن رغم هذا الأمان المنشود، سرعان ما اجتاح مريم شعور أقوى منه، هو شعور الوحدة والتمزّق قائلة:
أدركت أنني غريبة لأنني دون سند أو أهل
شتّتت الحرب السورية عائلة مريم فأصبحت مفرّقة بين لبنان وأستراليا وألمانيا. انتقلت والدة مريم مع عائلة أخيها إلى لبنان في مطلع العام 2012 ولكن في ظلّ تدهور الوضع فيه، تخشى مريم حدوث الأسوأ وتتألم لحرمان والدتها المتقدّمة في السّن وعائلة أخيها من أبسط مقومات العيش، كما تشعر بعجز كبير لا سيّما أن الدواء غير مؤمن لوالدتها قائلة:
"سندي الوحيد المتبقي لي هو والدتي وعائلة أخي وهم يعيشون في أقسى الظروف. أنا أحيا في كل الرفاهية هنا، وأهلي في حرمان من اللقمة والكهرباء وحتى الدواء".وتابعت قائلة:
Mariam with her elderly mother and brother's family in Lebanon Source: Mariam Gerges
أنا بغِص بكل لقمة
مريم مقدمة الرعاية لابنتها
مريم هي مقدمة الرعاية لابنتها التي تعاني من مشاكل صحية. هذا الواقع قد يمنعها من الانخراط في المجتمع الأسترالي ويحجّم قدراتها وتطوعها في العمل الإنساني كونها دون سند كما تقول.
وعبّرت عن امتنانها لكل الدعم التي تقدّمه الدولة الأسترالية لرعاية ابنتها قائلة:
لا أنكر فضل الدولة التي تقدّم الرعاية لابنتي ولكن وجود سند عائلي يمكنه أن يغيّر حياتنا كأسرة
وأردفت قائلة:
أشعر بأن أستراليا وطن ثانٍ لي، وعلي أن أردّ الجميل له وأن أقول شكراً لأنه احتضنني وعائلتي
وختمت معبّرة عن أملها بأن تتجاوب الدولة الأسترالية مع ندائها، هي التي اشتاقت لأن تتقاسم همّها في ركوة قهوة كانت تدور بها من بيت إلى آخر وتجمع القلوب في تواصل إنساني قائلة:
ولكن، إن رأيت أمي وعائلة أخي، لن أشعر بالغربة أبداً