يستمر اللبنانيون في انتظار التشكيلة الحكومية الجديدة في ظل صمت لافت لرئيس الحكومة المكلف نواف سلام. رغم كثافة الاتصالات السياسية والتحركات الدولية التي تعزز فرص تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، إلا أن التكهنات حول تطورات عملية تشكيل الحكومة تزداد يومًا بعد يوم.
وقال مراسلنا في بيروت أنطوان سلامة، أن رئيس الحكومة المكلف يلتزم الصمت في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن هذا الصمت يعكس تعقيدات المرحلة وصعوبة إيجاد توافقات بين القوى السياسية التي تشهد صراعًا داخليًا على الحقائب والمناصب.
وفي الشأن الاقتصادي، أثار حديث حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، موجة من الغضب والانتقادات، بعد أن قال إن على المودعين "قبول خسارة ودائعهم بإيجابية".
هذا التصريح، الذي تردد بشكل واسع في وسائل الإعلام، عكس عمق الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، حيث يعاني المودعون من تجميد أموالهم في المصارف بسبب الانهيار الاقتصادي الكبير.
على الصعيد الدولي، تتزايد التوترات مع اقتراب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في السابع والعشرين من الشهر الجاري. مع اقتراب هذا الموعد، تتزايد الخروقات الإسرائيلية على الحدود، مما يثير القلق في لبنان ودول المنطقة.
في هذا السياق، زار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لبنان في خطوة تهدف إلى تقييم الوضع على الأرض، حيث التقى كبار المسؤولين اللبنانيين وزار مقر قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، والتي تُعتبر قوة حفظ السلام الدولية.
من جهة أخرى، لم تخلُ هذه الزيارة من جدل داخلي، حيث أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الاتفاق يشمل انسحاب قوات الحزب من جنوب الليطاني فقط، مما فتح الباب أمام تساؤلات عن معنى هذا الإعلان ومدى تأثيره على الوضع الأمني في جنوب لبنان.
في زيارة أخرى، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت في سياق دعم بلاده للبنان في هذه المرحلة الدقيقة. ماكرون الذي كان قد زار لبنان مرات عدة خلال السنوات الماضية، عاد ليؤكد مرة أخرى على دعم بلاده لمساعدة لبنان في تجاوز أزماته السياسية والاقتصادية. هذا الدعم الفرنسي يظل محط اهتمام في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها لبنان، من انهيار اقتصادي إلى تداعيات الصراعات الإقليمية في المنطقة.
وفيما تتابع وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية تطورات الساحة الدولية، كان اللبنانيون أيضًا يركزون على أحداث بعيدة عن واقعهم المباشر، مثل حفل تنصيب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وعلى الرغم من أن الحدث كان يحمل أهمية عالمية، إلا أن اللبنانيين أضافوا عليه طابعًا خاصًا، حيث غزا حفل التنصيب مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بكميات ضخمة من السخرية والفكاهة، مما يعكس قدرة اللبنانيين على التعامل مع الأحداث السياسية الدولية بمزاج ساخر لا يخلو من الذكاء.
المزيد في تقرير مراسلنا في بيروت أنطوان سلامة تجدونه أعلى الصفحة.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على