يتواجد أكثر من 1440 شخص في مراكز تابعة لوزارة الهجرة على الأراضي الأسترالية طبقا لإحصائية نشرها مجلس اللاجئين الأسترالي نهاية العام الماضي، في انتظار بت المحاكم الأسترالية بوضعهم، فمنهم اللاجئون الذين أحضروا من جزيرتي مانوس وناورو إلى أستراليا لتلقي العلاج بموجب قانون "مديفاك"، ومنهم المعتقلون إلى أجل غير محدد بسبب إلغاء تأشيراتهم أو انتهائها، وغير ذلك من الأسباب.
وصدرت دعوات لإطلاق سراح المعتقلين الموجودين في مراكز الاعتقال خوفا من تفشي فيروس كورونا داخلها.
وقد اعتصمت مجموعة تدافع عن حقوق المعتقلين أمام مركز فيلاوود في سيدني أمس مطالبة بإطلاق سراحهم، لافتة إلى أن الكثيرين منهم يمكنهم أن يخرجوا إلى عائلاتهم ليكونوا معهم في هذا الوقت الصعب.
ويقول جمال داوود رئيس شبكة العدالة الاجتماعية والناشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين وأحد منظمي الاعتصام "إن الأوضاع داخل المخيم كارثية".
كما وقامت مجموعات منفصلة من المعتقلين أنفسهم بوقفات سلمية مطالبين بإخراجهم من مراكز الاحتجاز القسري خوفا من إصابتهم بعدوى فيروس كورونا.

اعتصام أمام مركز فيلاوود في سيدني للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في ظل مخاوف انتشار فيروس كورونا في المعتقل Source: Jamal Dawood
وشهد فندق مانترا في مدينة ملبورن الذي يضم في أحد طوابقه حوالي 66 من اللاجئين الذين أُحضروا من مانوس وناورو لتلقي العلاج، تجمعا لهؤلاء اللاجئين في ممر الطابق الذي خصص لهم، حاملين يافطات تقول: "لا نريد أن نصاب بفيروس COVID-19" وكُتب على يافطة أخرى: "نحن في خطر" فيما كتب على أخرى: "ما هي جريمتنا؟"
ويقول أحمد محمد وهو لاجئ عراقي في الرابعة والعشرين من عمره، إنه وبعد أن احتجز في جزيرة مانوس لفترة سبع سنوات، تم إحضاره إلى ملبورن لتلقي علاج طبي في شهر آب أغسطس 2019 وهو محتجز الآن مع حوالي 65 معتقلا آخر في فندق مانترا، ويتخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا إلى داخل غرف الطابق الذي خصص لها عن طريق موظفي الأمن وغيرهم من الأشخاص الذين هم على تواصل مع العالم الخارجي.
ويطالب محمد بإيصال صوته للحكومة الأسترالية "نحن محجوزون هنا، لا حول ولا قوة، نريد أن يقوم بمساعدتنا أحد، بأن يوصل صوتنا للحكومة الأسترالية أحد".
"يعمل الحراس هنا دون سترات واقية، ودون أقنعة للوجه أو قفازات، نحن محبوسون بدون سبب."
وقام المعتقلون في هذا الفندق اليوم بكتابة رسالة إلى شركة الأمن "سيركو" الموكلة بالحراسة ورعاية شؤونهم يطالبونها فيها بأن تؤمن لهم ظروفا تتناسب مع التعليمات العالمية والأسترالية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، معبرين فيها أيضا عن مخاوفهم.
كما وطالب المعتقلون في مركز بيرث التابع لوزارة الهجرة في ولاية غرب أستراليا بالنظر في أوضاعهم التي تشبه إلى حد بعيد الأوضاع في المعتقلات الأخرى، ويقول توفيق سرور، أحد المعتقلين هناك "إن الوزارة ليست مهتمة بوضع المعتقلين، لأن هناك اكتظاظ في الغرف، وهذا يشكل خطرا كبيرا في نقل العدوى".

محتجزون في فندق مانترا في ملبورن وهم من اللاجئين الذين أحضروا إلى أستراليا بموجب قانون مديفاك لتلقي العلاج. يخافون الآن من تفشي فيروس كورونا بينهم Source: Supplied
وفي رد على أسئلة وجهتها أس بي أس عربي 24 حول القضايا التي أثارها المعتقلون، قالت وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن المعتقلات التابعة لوزارة الهجرة في رسالة الكترونية "لم تسجل أي إصابة بفيروس COVID-19 في مراكز الاحتجاز. تم تنفيذ خطط مكافحة العدوى، كما تم وضع خطط جاهزة للتنفيذ عند وجود حالات مشتبه بها. تم استحداث مجموعة من الإجراءات تتم مراجعتها باستمرار، لإبقاء المحتجزين والعاملين على اطلاع بالتدابير الوقائية ومعايير النظافة الشخصية."
لكن الوزارة لم تجب على سؤال عما إذا كانت قد قامت بالفعل بإجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا على المحتجزين.
المزيد من التفاصيل في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
لمزيد من المعلومات حول فيروس كورونا يمكن الاتصال بهذا الرقم 1800020080 التابع لوزارة الصحة الأسترالية، وإذا كنت تود الاستفسار عن مشكلة صحية تعاني منها تحدّث مع ممرض معتمد على رقم 1800022222، وفي حالة الطوارئ يجب الاتصال برقم 000.