أبراج ومنتجعات وملاعب غولف: مصالح ترامب تتقاطع مع دبلوماسيته الخليجية

Trump Mideast

In this photo released by the Saudi Royal Palace, President Donald Trump, centre, meets with Syria's interim President Ahmad al-Sharaa, left, and with Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman, right, in Riyadh, Saudi Arabia, Wednesday, May 14, 2025. (Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP) Credit: Saudi Royal Palace/AP

في إطار جولته الخارجية الأولى، وقع ترامب اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع قطر والسعودية ورفع العقوبات عن سوريا ودعا إلى توسيع الاتفاقات الإبراهيمة، وسط تباينات في مواقفه تجاه إيران وإسرائيل. تحدثنا مع مراسلنا في نيويورك محمد السطوحي الذي أكد أن الجولة تحمل أبعاداً سياسية وتجارية عميقة وقد تعيد تشكيل ملامح المنطقة.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست،اضغطوا على 

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع دولة قطر بلغت قيمتها ما لا يقل عن 1.2 تريليون دولار، من بينها صفقات تجارية تفوق 160 مليار دولار تشمل بيع طائرات بوينغ لشركة الخطوط الجوية القطرية. وتأتي هذه الخطوة في إطار جولة خارجية بدأها ترامب بهدف تحقيق استقرار اقتصادي في منطقة لطالما كانت مسرحًا للحروب والنزاعات.

وفي كلمته، ركّز ترامب على دور المملكة العربية السعودية باعتبارها داعمًا رئيسيًا لهذا الاستقرار، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جريئة لإعادة صياغة خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، أولها رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا — خطوة مفاجئة يرى كثيرون أنها قد تُغيّر ملامح الصراع الإقليمي.

وحول هذه النقطة، علّق محمد السطوحي، مراسل SBS عربي في نيويورك، قائلاً: "يمثل قرار رفع العقوبات عن سوريا تطوراً هاماً ولكنه ليس مفاجئًا. في مؤتمر صحفي قبل أن يتوجه إلى الرياض، قال ترامب إنه يفكر في رفع العقوبات وحتى لقاء الشرع."

وأضاف السطوحي أن ردود الفعل داخل الولايات المتحدة على هذا القرار كانت أهدأ مما هو متوقع: "حتى التيارات المعارضة لسوريا كانت أصواتهم هادئة. المواقف المتشددة عادة من الجمهوريين وأعضاء حزب الرئيس أكثر حرصاً على عدم توجيه أي انتقادات له، لأن أي معاداة لترامب لها أضرار سياسية بالغة."
وفي الوقت الذي ركزت فيه الجولة على الملفات الاقتصادية والسياسية، لم تغب المصالح التجارية الخاصة بعائلة ترامب: "شركات ترامب ومؤسسته التي يديرها ابناه، إريك ودونالد جونيور، كانت لها حصة كبيرة في هذه الجولة الخليجية، حيث عقدوا صفقات بمليارات الدولارات لبناء أبراج ومنتجعات وملاعب غولف."

لكن البعد الأعمق لهذه الزيارة ظهر في العلاقة المتشابكة بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران وإسرائيل من جهة أخرى. فقد دعا ترامب إلى فرصة جديدة لتحقيق السلام مع إيران، لكنه في الوقت ذاته حذّرها بشكل مباشر من رفض توقيع اتفاق نووي جديد، وهو ما يهدد بزيادة التوترات بشكل كبير.

أما فيما يتعلق بإسرائيل، فقد وجّه ترامب دعوة علنية للسعودية للانضمام إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" التي تم توقيعها خلال ولايته الأولى، والتي شهدت تطبيع علاقات عدة دول عربية مع إسرائيل. ورغم هذا، فإن الموقف السعودي لا يزال ثابتًا: لا تطبيع دون قيام دولة فلسطينية على حدود 1967.
وفي رد على تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد تم تهميشها خلال هذه الجولة، قال السطوحي: "ترامب قال لا، لأنه اعتبر أن هذه الجولة الخليجية تصب في مصلحة إسرائيل في النهاية. إذا عمّقت واشنطن علاقاتها مع العواصم الخليجية، سيصبح لها كلمة أقوى وبالتالي تتحسن العلاقة مع إسرائيل تلقائياً."

غير أن التوتر في العلاقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يمكن تجاهله، إذ أشار السطوحي إلى محاولات كانت تُبذل للتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، معتبراً أن تصريح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط تيف ويتكوف بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل الحرب بلا مبرر" كان لافتًا.

ورغم هذه التحديات، ختم السطوحي حديثه بنظرة متفائلة: "لا يزال هناك أمل أن الأحداث الأخيرة والإفراج عن عيدان ألكسندر سيدفعان في اتجاه اتفاق أشمل بين إسرائيل وحماس."

المزيد في التقرير الصوتي في الملف أعلاه.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على  و   وعلى .

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و 

شارك