تقول سائقة الترام مارلين عبد الأحد إن العديد من التحديات واجهتها لتلتحق بهذا العمل في ملبورن، عاصمة ولاية فيكتوريا، وأن الأمر تطلب منها الإجتهاد والكثير من العمل حتى تصبح قادرة على أن تقود ترام في شوارع المدينة المزدحمة.
"لم أصدق نفسي بأنني قادرة على قيادة الترام وأن أقود في الطريق ذهاباً وإياباً وأنه أصبح عندي المهارات اللازمة للقيام بذلك."
بهذه الكلمات تصف مارلين وهي من أصول عراقية تعيش في مدينة ملبورن وضعها بعد أن جلست خلف كابينة قيادة الترام في مدينة مزدحمة مثل ملبورن.
وصلت مارلين عبد الأحد مع عائلتها إلى أستراليا في عام 2007 بعد أن أستقرت لبضع سنوات في نيوزلندا قادمة من العراق.

Melbourne trams Source: Pixabay
"بدأ حبي للترام بعد أن التحقت بالعمل في الشركة وسعيت لأن أكون متميزة في عملي حتى حصلت على ترقية من عاملة تنظيف إلى مشرفة بعد وقت قصير من عملي."
ولم يتوقف طموح مارلين عند هذا الحد بل إنها وفريقها أصبحوا يطوفون في مراكز الشركة المختلفة لتدريب بقية العمال على تنظيف الترامات.
"عندما رأت الشركة مدى قدرتنا على العمل بجد وبإتقان منحتنا فرصة تدريب بقية العاملين في المراكز الأخرى."
لكن عين مارلين كانت على تحدٍ آخر صنعته لنفسها :"أن تصبح سائقة ترام."

Source: Supplied
كان سجل مارلين المشرف لدى الشركة شفع لها وساعدها على التقديم مع الآخرين والتنافس معهم في اختبار نظري "صعب" ولكنها نجحت فيه.
تقول مارلين عبد الأحد، "كان الاختبار صعباً ويتطلب لغة إنجليزية فنية لم أكن أعرفها ولكني درست بجد وبهمة عالية حتى نجحت في الاختبار."
مع هذا النجاح بدأت مارلين صفحة جديدة تمثلت بالتدريب النظري والعملي لمدة ستة أسابيع انتهت باختبار قيادة في شوارع ملبورن التي "لم تكن تعرفها بدقة."

Source: AAP
مرة أخرى نجحت مارلين في الاختبار لتصبح رسمياً سائقة ترام في مدينة ملبورن.
عن أول يوم لها رسمي كسائقة ترام تقول مارلين، "قرأت كل الصلوات وتمنيت التوفيق لنفسي في أول يوم حيث كنت متوترة فأنا لا أعرف شوارع ملبورن بدقة وكان عليّ تعلم كل شيء عنها قبل اليوم الأول."
وتضيف "مر اليوم الأول والأسبوع الأول والسنة الأولى وها أنا ذا منذ 12 عاماً أقود الترام في شوارع ملبورن وخاصة إلى المناطق التي تعيش فيها الجالية العربية."
لم تكن مارلين عبد الأحد مصدر فخر لعائلتها وحدها، كما تقول، بل كان كثير ممن يعرفونها من أبناء الجالية عندما يستقلون الترام معها "يهمسون لأبنائهم أو من معهم: إنها عراقية."

Marline with her family