تتزايد الضغوط على كل من الحكومات المحلية والحكومة الفيدرالية لايصال الرسائل الصحية الصحيحة المتعلقة بجائحة كورونا للمجتمعات الاثنية، وذلك بعد الكشف عن أخطاء عديدة حصلت في ترجمة هذه الرسائل لمختلف اللغات.
هذه الأخطاء تم كشفها في رسائل كل من الحكومة الفيدرالية وحكومة فيكتوريا للجاليات الاثنية حول الوقاية من فيروس كورونا وفي إحدى هذه الرسائل تم الخلط بين اللغة العربية واللغة الفارسية. كما تم انتقاد إحدى الرسائل الأخرى في اللغة العربية التي لم يكن فيها المعنى واضحاً .
رئيس حكومة فيكتوريا دانييل أندروز قال إن هذا الأمر مثير للقلق ولكنه أكد في نفس الوقت أنه تم تصحيح الخطأ.
من جانبه اعتبر زعيم المعارضة الفيدرالية أنطوني ألبانيزي أن الجاليات الاثنية قد تكون عرضة للخطر في حال لم تستطع فهم النصائح الصحية مطالباً الحكومة الفيدرالية بإدارة الأمر بطريقة أفضل. ورأى ألبانيزي كان الوباء كان أكثر انتشاراً في بعض الجاليات لعدة أسباب منها أن المعلومات لم تترجم بشكل صحيح.
أما وزير الصحة الفيدرالي غريغ هانت فقال إن هناك مراقبة دائمة للنصائح الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية مشيراً أنه سيم إعادة النظر من جديد في كل الترجمات.
في حديث مع أس بي أس عربي 24 أوضحت المحاضرة في جامعة غرب سيدني ورئيسة قسم الترجمة الخطية في الخدمات الصحية لغرب سيدني السيدة ايفا ملحم أن الأخطاء التي حصلت هي في الشكل أكثر منه في المضمون: "لاحظنا أن الأخطاء كانت في الإعدادات المستخدمة للطباعة والترجمة وليست في محتوى المواد التي تم ترجمتها" في وقت رجحت ملحم عدم حصول تدقيق في المواد قبل نشرها.هذا وتخوفت ايفا من أن هكذا نوع من الأخطاء، حتى ولو كان في المضمون فقط، لكنه قد يؤدي إلى وصول المعلومة الخطأ كما أنه يزعزع ثقة الجاليات بالسلطات الصحية وبالرسائل التي تصدر عنها.
المحاضرة في جامعة غرب سيدني ورئيسة قسم الترجمة الخطية في الخدمات الصحية لغرب سيدني السيدة ايفا ملحم Source: Supplied
ولفتت ملحم على "ضرورة تبسيط اللغة في جميع الرسائل الحكومية وليس فقط تلك المخصصة للجاليات لأن القارئ بحاجة أن يفهم هذه الرسائل وهذا قد يكون صعباً في حال كانت اللغة المستخدمة معقدة جداً أو رسمية". وأضافت: "ربما هذه المشكلة هي أكثر تعقيداً لدى الجالية العربية لأن لديها اللغة الفصحى واللغة العامية كما أن اللغة العامية تحتوي على لهجات عديدة ومختلفة عن بعضها البعض".
المحاضرة في جامعة سيدني لفتت أيضاً إلى أن مستوى ثقافة الشخص المتلقي للرسالة وقدرته على فهم اللغة الرسمية يلعب دوراً كبيراً في فهم محتواها. غير أنها في نفس الوقت دعت السلطات الرسمية إلى التدقيق في الرسائل وتنقيحها قبل نشرها لدى الجاليات مع السعي إلى اعتماد الأسلوب البسيط الذي يمكن أن تفهمه الشريحة الأكبر من تلك الجاليات.
ملحم شددت أن معظم المترجمين معتمدين ويتم التدقيق بأوراق اعتمادهم ومؤهلاتهم باستمرار من قبل الهيئة الوطنية لاعتماد المترجمين المعروفة بـNAATI ووجهت في الختام "تحية إجلال وتقدير لأستاذ له فضل في حقل الترجمة وهو الدكتور ريمون شخاشيرو الذي على يده تدّرب وتخرّج آلاف المترجمين العرب لأكثر من ثلاثة عقود".