يواجه العالقون خارج أستراليا مأزقا حقيقيا مع تزايد صعوبة إمكانية العودة إلى بلادهم، حيث قررت الحكومة وضع حد أقصى لعدد الرحلات الدولية التي يمكنها دخول أستراليا. وبعد تفشي وباء كورونا في ولاية فيكتوريا قرر المجلس الوزاري الوطني في يوليو تموز الماضي، خفض عدد الرحلات الدولية من أجل تخفيف الضغط على فنادق العزل الصحي في البلاد.
الراغبون في العودة قد يكونوا من المواطنين الأستراليين أو من حملة الإقامات الدائمة، أو حملة التأشيرات المؤقتة ممن حصلوا على استثناءات من وزارة الداخلية. الدكتور ريمون فريد هو واحد من هؤلاء، ويحاول بكل جهد إعادة أسرته إلى أستراليا منذ نحو خمسة أشهر.
وقال فريد الذي يعمل كطبيب عام في غرب سيدني لأس بي أس عربي24: "أنا وزوجتي انتقلنا إلى أستراليا في عام 2019، وبعدها بعام أنجبنا طفلة في يناير كانون الثاني عام 2020."
وأضاف "زوجتي سافرت مع الطفلة لتعميدها في الكنيسة الأرثوذكسية في مصر في مارس آذار، وكان من المفروض أن ألحق بها ولكن بعد الوباء والإغلاق انقطعت إمكانية السفر من مصر وأستراليا."
وقال فريد "من مارس آذار وحتى الآن أنا محروم من رؤية طفلتي وهي تكبر ومتابعة كل الأحداث الهامة في نموها وكيف تتطور يوم بعد يوم، وهذا أثر على حالة زوجتي النفسية كثيرا."سعى فريد إلى الحصول على استثناء من وزارة الداخلية من أجل لم شمل عائلته لكنهم رفضوا في المرة الأولى: "قالوا لي إنه لا يوجد سبب إنساني قوي لإعادتهم، وأنا الحقيقة لا أعرف أي سبب أقوى من لم شمل أسرة وإعادة طفلة مولودة في أستراليا إلى بلدها."
Dr Rimon Farid talking to his daughter through Skype Source: Supplied
وفي المرة الثانية تحدث ريمون إلى مكتب وزير الداخلية وشرح لهم أنه من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية: "قدمت نفس الأوراق مرة أخرى، وكانوا متعاونين للغاية وبعدها بأيام قليلة حصلت على الاستثناء."
أعتقد الدكتور ريمون فريد أن متاعبه ومتاعب أسرته قد انتهت بحصوله على الاستثناء في 21 يوليو تموز الماضي: "شعرت للحظة أن هناك تقدير لدورنا كأطباء في الخطوط الأمامية ولكن للأسف لم تكتمل الفرحة."
وقال "المشكلة الآن بسبب ترتيبات الحكومة مع شركات الطيران، لأنه بعد ما حدث في فيكتوريا أصبحت الطائرات تتجه إلى سيدني وهذا مثل ضغطا كبيرا على فنادق الحجر الصحي."
وحاليا لا تستقبل أستراليا أكثر من 4,000 شخص من خارج البلاد كل أسبوع، في حين أن أعداد الأستراليين الذين ينتظرون العودة وسجلوا أسمائهم مع الحكومة بلغ 23,000 شخص. وتشير تقديرات مجلس ممثلي شركات الطيران أن العدد الحقيقي للراغبين في العودة يقترب من 100,000 شخص.
وقال ريمون "أخبروني في طيران الإمارات أن كل طائرة تخرج من دبي إلى أستراليا، لا تحمل أكثر من 50 راكبا." وأضاف "زوجتي ليس مواطنة ولا تحمل الإقامة الدائمة وبالتالي فإنها ليست أولوية حتى لو كانت تحمل استثناء."حجزت أسرة ريمون فريد أربع مرات على أربع رحلات مختلفة في درجة رجال الأعمال ولكن في كل مرة يتم وضعهم على قوائم الانتظار ثم إلغاء الحجز. وقال الدكتور فريد "منذ يوليو تموز وزوجتي قد حزمت حقائبها ومستعدة للسفر ولكنها لا تستطيع."
Dr Rimon Farid talking to his family over Skype Source: Supplied
يحمل ريمون متاعبه معه يوميا إلى العمل ويحاول الا يؤثر ذلك على دوره الحيوي في المجتمع خاصة في مثل هذا التوقيت: "أنت طبيب تقدم خدمة يومية للمرضى وتسمع شكاوى يوميا وتحتاج أن تحافظ على احترافيتك في التعامل مع المرضى وتقيم بشكل صحيح لتصل إلى تشخيص منضبط وعلاج مؤكد دون أن تؤثر حياتك الخاصة عليك."
وأضاف "حجم الضغط الواقع على كبير والتجربة صعبة للغاية."
يناظر الدكتور فريد مرضى من جميع الفئات بحكم عمله كممارس عام، وبالتالي فإنه يقظ للغاية عند التعامل مع أي شخص لديه أعراض تنفسية: "هذه الفترة بشكل عام صعبة على أي شخص يعمل في الرعاية الصحية، لأن أي مريض لديه أعراض تنفسية، قد يكون مصاب بكورونا."
وأضاف "أنا محظوظ كفاية أني لم أصب بالمرض حتى الآن، فالمنطقة التي أعمل بها لم تكن بها أعداد مصابين كبيرة، وكل من اشتبهنا في إصابتهم عادت نتيجة فحوصاتهم سلبية."