من هندسة البترول إلى عامل إسطبل: هل تظلم أستراليا المهاجرين المهرة؟

شادي العجمي في الإسطبل الذي يعمل فيه

Shady El-Agamy in the stable where he works Source: Supplied

يتوقّع المهاجر الذي يحصل على تأشيرة العمّال المهرة أن تكون وظيفته بانتظاره في أستراليا، غير أن الحقيقة تظهر أن 30% على الأقلّ من هؤلاء ينتظرهم واقع آخر.


استمعوا إلى قصّة كل من شادي وتعرفوا على المعايير المعتمدة في اختيار لائحة الوظائف المطلوبة من قبل وزارة الهجرة من خلال الضغط على الصورة أعلاه.
يحلو للبعض وصف المستقلين رقم 189 بتأشيرة الحظ، فهي تمنح صاحبها فوراً الإقامة الدائمة في أستراليا الأمر الذي ليس بالأمر السهل لكثير من المتقدّمين على التأشيرات الأخرى.

غير أن هذه الصورة سرعان ما تصطدم بواقع قد يكون مخيّباً للآمال. فالأرقام والإحصائيات تشير إلى معاناة عدد كبير من أصحاب هذه التأشيرة في الحصول على وظيفة في مجال اختصاصهم.

واقع لا يعكس التوقّعات

شادي العجمي شاب مصري درس هندسة البترول وتخصّص في مجال السلامة والصحّة المهنيّة، قدم إلى أستراليا في أيار/ مايو 2018  بهدف العمل في مجال اختصاصه... غير أن تحقيق هذا الهدف كان أصعب من المتوقّع.
صعوبة ايجاد عمل في مجال الإختصاص هي مشكلة يعاني منها عدد لا بأس به من العمال المهرة الأجانب. فبحسب الأرقام الصادرة عن منظمة AMES التي تعنى بتدريب المهاجرين لدخول سوق العمل، 53%  فقط من العمال المهرة الأجانب استطاعوا الحصول على عمل في مجال  اختصاصهم في عام 2013. غير أن الأرقام التي زودتنا بها وزارة الأمن الداخلي (وزارة الهجرة والأمن الداخلي سابقاً) تشير إلى غير ذلك. فبحسب الوزارة، نحو 70 بالمئة من العمال المهرة الأجانب المستطلعة آراؤهم وجدوا وظيفة إما في مجال تخصصهم أو في مجال مساو له أو حتى أعلى.

لكن هذه الأرقام لا يعكسها واقع شادي الذي يعمل بظروف قاسية.

كيف يتمّ تحديد لائحة الوظائف المطلوبة من قبل وزارة الهجرة؟

تقوم الوزارة بتغيير كل عام وهي مصممة لتحسين القدرة الإنتاجية ولسد النقص في المهارات في سوق العمل.  وبحسب محامية الهجرة جودي حموي، يتم تحديد هذه الوظائف بعد مشاورات عامة مع حكومات الولايات والمقاطعات، ومع المؤسسات الإقتصادية والمجتمعية كما تؤخذ التوقعات الإقتصادية والأبحاث الدولية بعين الإعتبار في عمليّة اختيار المهارات المطلوية.
Closeup on notebook over wood table background, focus on wooden blocks with letters making Work Visa text
Source: iStockphoto
غير أن الحاجة لسدّ هذا النقص لا تعني أن كلّ من يحصل على تأشيرة العمال المهرة سيتمكّن من ايجاد وظيفة في مجال اختصاصه خلال فترة قصيرة، بل هناك معوقات كثيرة تقف دون ذلك وهو واقع يصطدم به القادمون على هذه التأشيرات.

الخبرة المحليّة: شرط تعجيزيّ

في وقت يختار بعض العمال المهرة بأنفسهم الإبتعاد عن مجال تخصصهم واختيار وظيفة أخرى بعد وصولهم إلى أستراليا، يواجه معظم هؤلاء عوائق تمنعهم من الحصول على وظيفة أبرزها القدرة على معادلة شهاداتهم أو مؤهلاتهم.

أما العائق الآخر الأساسي الذي يقف بوجه العمال المهرة، فهو نقص سنوات في أستراليا وهي مشكلة يواجهها أيضاً الطلاب الأستراليون المتخرجون حديثاً.
من جانبها تؤكد وزارة الأمن الداخلي أن المهاجرين المهرة يحققون نتائج أفضل من باقي السكان الأستراليين من حيث العثور على عمل، خصوصاً بعد مرور فترة 18 عشر شهراً من استقرارهم في أستراليا. فمعدّل البطالة بين هؤلاء لا يتخطى 3.5 % في وقت يبلغ بين عامّة الأستراليين5.2 % (هذه الأرقام صحيحة في وقت تحرير هذا التحقيق).

غياب الدعم من السنترلنك

وفي وقت تبدو هذه الأرقام ايجابية، غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في الأشهر الثمانية عشر الأولى بحيث لا يتلقى أصحاب تأشيرة العمال المهرة الذين لا يجدون وظيفة أي دعم مالي أو مساعدة للحصول على عمل من قبل السنترلنك خلال هذه الفترة.  
多項聯邦津貼3月20日起增加2.1%。
多項聯邦津貼3月20日起增加2.1%。 Source: AAP
تجدر الإشارة بالمقابل أن وزارة الأمن الداخلي أكدت لـ أس بي أس عربي ٢٤ أنها ستركّز أكثر على استقدام العمال المهرة المكفولين من قبل أصحاب العمل من خلال زيادة عدد التأشيرات المخصصة لهم إلى 39,000 ألف تأشيرة في العام 2019-2020.

قد تكون هذه الخطوة ايجابية بحيث أنها تضمن حصول العمال المهرة على وظيفة قبل قدومهم إلى أستراليا. ولربما الخطوة الأفضل قد تكون رسم صورة واقعيّة للعمال المهاجرين تهيّئهم للتحديات المنتظرة. فلعلّهم يعيدون حساباتهم قبل ترك أوطانهم من أجل ظروف ليست دائماً أفضل.

 





شارك