"عشرون عاماً كأنها البارحة": جرح لم يندمل لأب عراقي خطف البحر زوجته وأطفاله الثلاثة على قارب لطالبي اللجوء

Cover-up claims remain 20 years after 353 asylum seekers drowned

Mr Mahdi's three daughters drowned in the 2001 incident. Source: Provided by source

علي صبي مهدي الاسترالي من أصول عراقية الذي يعيش حالياً في سيدني أستذكر اللحظات التي وصل فيها خبر غرق زوجته وبناته الصغيرات الثلاثة في عرض البحر.


قبل عشرين عاماً وبالتحديد في 19 من تشرين الأول أكتوبر من العام 2001، غرق المئات من طالبي اللجوء كانوا على متن قارب صغير أثناء محاولتهم الوصول إلى أستراليا من إندونيسيا. ولا تزال مأساة عام 2001 خاضعة لمزاعم بالتستر، بينما تظل الظروف المحيطة بغرقها مجهولة.

هذه الحادثة وصفها العالم بأنها أفضع وأبشع دراما شهدتها أستراليا والعالم. غرق في هذه الحادثة 353 طالب لجوء أغلبهم كانوا من العراق وأفغانستان. حدث ذلك عندما شددت حكومة رئيس الوزراء السابق جون هاوارد موقفها من طالبي اللجوء قبل الانتخابات الفيدرالية التي كانت تواجه خطر الخسارة. 

قال رجل فقد عائلته بأكملها في حادث غرق قارب كان يحمل طالبي لجوء عراقيين وأفغان بأنه لا يحمل ضغينة لكنه يصعب عليه أن يسامح. 

علي صبي مهدي الاسترالي من أصول عراقية الذي يعيش حالياً في سيدني أستذكر مع SBS Arabic24 اللحظات التي وصل فيها خبر غرق زوجته وبناته الصغيرات الثلاثة في عرض البحر إلى جانب 353 طالب لجوء قبل 20 عاماً في أول حادثة غرق لمركب من هذا النوع وعُرفت عنها بحادثة غرق القارب "SIEV X" 

يروي علي أن مًن نجا من المركب أخبروه أن أربع سفن أسترالية كانت واقفة في عرض البحث تنظر إلى المركب وهي تتحطم وتغرق ولم تحرك ساكناً. 

"كانت السفن على مقربة وتراقب الوضع عند غرق المركب ولم تمد يد المساعدة لزوجتي وأطفالي وبقية من غرقوا علىذات المركب." 

ويؤكد علي أن من تمكنوا من النجاة عدد من الاشخاص الذين تشبثوا بقوة بالوح الخشب التي تفرقت عندما تحطم القارب. 

"بعض أقاربي تمكنوا من النجاة وقالوا لي أن مَن أنقذهم سفن صيد أندونيسية وليس السفن الاسترالية التي كانت تراقب فحسب." 

وعند سؤاله إذا ما كانت يحمل ضغينة بعدما حصل، أجاب علي "لا، ليس علىى أستراليا ولكن أحمل غيض ولوم على حكومة جون هاوارد آنذاك." 

وأضاف من الصعب المسامحة ولكن "علينا فضل أستراليا علينا لا ينسى فقد وفرت لنا الملجأ والملاذ وأعطتنا وساعدتنا كثيراً." 

يقول علي "كانت عيني على التلفزيون (الاسترالي) الذي كان يذيع خبر وصول أي مركب يحمل طالبي لجوء للاراضي الاسترالية"، ويضيف "ولكن بعد أن مرت عدة ايام ووصول أكثر من ثلاثة مراكب طالبي لجوء ولم أسمع أي خبر عن زوجتي وبناتي الثلاث الذين أستقلوا أحد المراكب من أندونيسيا قاصدين أستراليا، بدأ القلق ينتابني." 

كانت الساعة الثانية ليلاً حينها، عندما أتصل علي تلفونياً بمهرب البشر الذي كان يفترض به ينقل عائلتي ولكن لم أحصل على جواب. 

يسترسل على في سرد الاحداث التي وقعت في 19/10/2001 قائلاً:"بعد ذلك بقليل، وصلتني مكالمة من أبن أختي الذي كانت عائلته أيضاً على ذات القارب، وقال لي إن أطفالي وزوجتي غرقوا في عرض البحر." 

يقول علي بنبرة حزينة إن "الذعر انتابني ولم أعرف ما أفعل. إن الألم لم يغادرني منذ تلك اللحظة وحتى الآن. رغم مرور 20 عاماً على الحادثة، ما زلت أذكر زوجتي وبناتي الثلاث في كل يوم، بل في كل ساعة." 

علي الذي تزوج لاحقاً في مدينة سيدني ورزق بثلاثة أطفال يؤكد إنه حتى الآن لا يستطيع نسيان ذكراهم. "أنا في بعض الأحيان، أجلس وحيداً في المتنزة وأبكي عندما أتذكرهم، ولكن أحاول ألا أظهر ذلك لعائلتي الجديدة." 

ورغم أن علي وصل إلى أستراليا عبر مركب من أندونيسيا ولم يهاب الرحلة في عام 1999، فأنه الآن لا يستطيع أن ينظر إلى البحر بسبب ذكرى عائلته. 

يقول علي لSBS Arabic24 "إن البحر أخذ مني أحبابي وأنا لا أستطيع أن أنظر اليه حتى عندما يطلب مني اطفالي أخذهم اللى البحر أحاول أخذهم الى أحد المسابح حتى لا يرجع البحر ذكريات الفقدان." 

ووجه علي عبر SBS Arabic24 رسالة إلى من يرومون عبور البحر بالقوارب بأن لا يفعلوا ذلك وأن لا يثقوا بمهربي البشر لأان همهم الأول الحصول على الأموال. 

أما في رسالته للحكومة الأسترالية فأن علي يناشدها بزيادة اعدلد اللاجئين الذين تستقبلهم وتخفف القيود على مَن يروم لم شمل عائلتته ممن هو حايلاص في استراليا. 

علي الذي يعيش اليوم مع زوجة أخرى وثلاثة أطفال يقول "أنا سعيد ولكني لا أستطيع نسيان مَن فقدتهم -زوجتي وبناتي- رغم مرور كل هذه السنين." 

بالنسبة لأولئك الذين لن يكون لديهم قبور أبدا، يقف نصب تذكاري في العاصمة الفيدرالية كانبرا عند مبنى البرلمان لـ 353 من الأفغان والعراقيين الذين لقوا حتفهم على متن قارب معروف باسم  SIEV X  وان أكثر من 280 كانوا من النساء والأطفال.  

وعلى خلفية حادثة الغرق هذه، أعلن وزير الهجرة الأسترالي آنذاك فيليب رادوك عن تقديم تأشيرات حماية مؤقتة، وحرم اللاجئين في أستراليا من حقوق لم شمل العائلة، وألقى باللوم على مهربي البشر الذين يدفعون الناس إلى الوصول إلى أستراليا في رحلة القوراب وهي رحلة محفوفة بالمخاطر. 

ورفض السيد رادوك بشدة المزاعم القائلة ان هناك تستر على القضية من قبل المسؤولين الاستراليين. وقال "أنا لا أنظر إلى الوراء وأقول ما فعلناه بشأن هذا الأمر، لذلك لا أشعر بالذنب الشخصي فيما يتعلق بغرق القوارب، ولكن هذا لا يعني أنني لا أشعر بخسارة."

المزيد في التدوين الصوتي اعلاه مع علي صبي مهدي


شارك