Key Points
- يتحقق النوم الجيد على أساس موعده عند الحاجة إليه، ومدته، والأهم اكتفاء الشخص بعد الاستيقاظ.
- عوارض الحياة، والتنقل والهجرة وتحدياتها عوامل تلعب دورًا هامًا على النوم.
- اضطراب النوم أصبح مشكلة لا تخص البالغين فقط، بل الأطفال والمراهقين أيضًا وتحتاج مساعدة طبية.
يعتبر النوم أمرًا هامًا في حياة الإنسان، فهو يعيد تأهيل الشخص جسديًا، ويدعم وظائف المخ لتنظيم المعلومات ومعالجتها، وتعزيز الأداء الإدراكي والهدوء النفسي، لذلك
ولكن ما هو تعريف النوم الصحي الجيد؟
تكشف الأستاذة المساعدة في جامعة كوينزلاند فاطمة ياقوت، وهي عالمة نوم ووبائيات، أن النوم بمعناه الصحي يتحقق عند الخلود للنوم ليلاً ضمن ساعات محددة ، يشعر بعدها الشخص بالاكتفاء والانتعاش".
وفق الإرشادات الطبية، فإن الإنسان البالغ، يحتاج من سبع إلى تسع ساعات، للاكتفاء من النوم، لكن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر.
في السياق ذاته، تعتبر لأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة ياقوت، أن قدرة الشخص على النوم بعد 15 إلى 20 دقيقة من موعد الذهاب إلى الفراش، إضافة لمواصلته النوم دون انقطاع، تعتبر من العوامل الهامة لتحقيق نوم صحي جيد، لأن الأشخاص الذين يتقلبون بشكل مستمر على السرير لفترة طويلة جدًا قبل أن يستغرقوا في النوم يعانون من نوم سيء، لكنها تؤكد أن النتيجة الأهم باعتبار أن الشخص قد أخذ حاجته من النوم، هو بإحساسه عند لحظة الاستيقاظ؛ أنه استفاق مرتاحًا نشطًا، مما يعني أنه حظي بقسط جيد من النوم.
The biggest indicator of healthy sleep is the way you feel when you wake up. Credit: miodrag ignjatovic/Getty Images
توضح الأستاذة المساعدة فاطمة ياقوت، أنه من الطبيعي أن يعاني المهاجرون الجدد من اضطرابات في نمط نومهم على المدى القصير، فهم قد تركوا وطنهم الأم، وعائلاتهم، ومنطقة الراحة الخاصة بهم، قادمين إلى مكان جديد، وفي هواجسهم حالة من عدم اليقين بين البحث عن عمل، والتأقلم مع ثقافة جديدة، والتعرف على مجتمع جديد، إضافة إلى فارق التوقيت، كل هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في حالة استقرارهم التي قد تستغرق وقتًا، لكنها في الوقت ذاته، تحذر من أن حالة اضطراب النوم إذا تحولت لأمر مزمن، عندها لابد من الاستعانة بالاستشارة الطبية.
لقد أظهرت أن أكثر من 75% من اللاجئين وطالبي اللجوء، من البالغين والأطفال، قد اعترفوا بمعاناتهم من اضطرابات نوم متوسطة إلى شديدة.
وأوضحت المتخصصة الاجتماعية كريستا سيندن المسؤولة في مؤسسة Foundation House، الوكالة المتخصصة في علاج صدمات اللاجئين ومقرها ملبورن، أن اضطراب النوم هو أحد أكثر الأعراض الذي يعاني منها زبائنها الذين يرون أنهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فحوالي 50 % من الأشخاص الذين تلقوا نوعًا من العلاج لصدماتهم، أفادوا باستمرار اضطرابات النوم.
لكن هذا الأمر لا يقتصر فقط على حالة الصدمة، بل أيضًا على الاختلافات الثقافية التي تلعب دورًا في نمط وعادات النوم والاستيقاظ عند هؤلاء الأاشخاص؛ منها بقاؤهم مستيقظين حتى وقت متأخر أو يستيقظون مبكرًا وفقلما تعودوا عليه ي بلادهم الأم، ليتسنى لهم التواصل مع أقاربهم أو متابعة الأخبارهناك، فهذه عوامل تؤثر على طبيعة النوم مع تغير الوقت وفارقه بين البلدين، لذلك فإن عامل الوقت هو المفتاح لتشخيص الحالة في حينها قبل تفاقمها.
تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين الحصول على قسط كافٍ من النوم والتعافي من الصدمة وتأثير ضغوط الهجرة.كريستا سيندن، أخصائية الممارسة،
أما فيما يتعلق بالمراهقين و الأطفال، فيوضح الطبيب المتخصص في نوم الأطفال والمراهقين الدكتور كريس سيتون، لتعرض المراهقين من المهاجرين لخطر الإصابة بالأرق أكثر من أقرانهم من غير المهاجرين، بسبب الضغوط المرتبطة بالانتقال إلى بلد جديد و التكيف معها، مما يؤثر بشكل مباشر على صحتهم النفسية، معتبرًا أن الحل يكمن بعلاج مشاكل النوم عندهم بالتأقلم مع واقعهم المعيشي الجديد.
وأضاف الدكتور كريس، أن من بين مزايا النوم، أنه يرفع الحالة المزاجية، ويجعل مجريات الأمور التي تحدث أثناء النهار أسهل وأيسر.
Teenage insomnia is fuelled by stressors such as daily schedules, parental expectations and screen use at night. Credit: Alihan Usullu/Getty Images
يعمل الدكتور سيتون في عيادة النوم بمستشفى سيدني للأطفال في ويست ميد، ويقوم بتشخيص مشاكل النوم عند الأطفال، من سن حديثي الولادة إلى سن 18 عامًا، ويوضح أن الناس أحيانًا يشعرون بالقلق على أبنائهم لأخذ قرار الذهاب لعيادة النوم أم لا؟
وأكد أنه لاتخاذ هذا القرار يستحسن عليهم طرح هذه الأسئلة: هل لاحظوا فعلًا وجود مشكلة في نوم الأبناء؟ هل يستيقظون في الليل؟ هل نومهم مضطرب؟ هل يواجهون صعوبة في النوم؟ والأهم من ذلك، هل يشعرون بالتعب عند استيقاظهم في اليوم التالي؟"
عند بعض الثقافات يعتبر النوم المشترك للأطفال مع الوالدين أمرًا شائعًا وهذا أمر متروك لراحة الجميع.الدكتور كريس سيتون، طبيب متخصص في اضطرابات النوم عند الأطفال والمراهقين
وهينوه الدكتور سيتون، إلى عادة موجودة عند بعض العائلات، وهي النوم في غرف مشتركة أو على أسرة مشتركة، معتبرًا أن هذه العادات أو التقاليد لاتعتبر خطأ في حد ذاتها أو تسبب أي مشاكل في النوم، فلا مشكلة طبية في هذا التصرف، بل هو خيار يتخذه الوالدان، إلا لإذا تسبب بحالة قلق أو إزعاج لنوم الآخرين.
ففي بعض الثقافات يعتبر نوم الأطفال مع الوالدين أمرًا شائعًا، وهذا أمر متروك لراحة الجميع.
Sleep clinics can diagnose sleep problems even in infancy. Credit: SolStock/Getty Images
- المحافظة على تعرض الجسم لأشعة الشمس عند الاستيقاظ بفتح ستارة الغرفة.
- تجنب شرب الكافيين في وقت متأخر من بعد الظهر أو ممارسة الرياضة بقوة في وقت متأخر من الليل.
- الحد من استخدام الأجهزة واستخدام تقنيات تساعد على اليقظة بل يجب تهيئة الجسم لنوم لائق ليلاً.
LISTEN TO
تعرفوا على الخطوات المطلوبة لبناء منزلكم الخاص في أستراليا
SBS Arabic
24/10/202407:39
في المقابل، فإن الأستاذة المساعدة فاطمة ياقوت تحذر من أن حدوث مشاكل في النوم ستؤثر على الوظائف اليومية والقدرة على التركيز، فإذا واجه أي شخص مشكلة في محاولة بدء النوم أو الحفاظ على استمرار النوم لساعات معينة، أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع لعدة أسابيع، عندها لا بد من التوجه للطبيب، فهذه علامات تشير إلى الأرق أو غيره من الأمور التي لابد من تشخيصها.
للحصول على معلومات حول اضطرابات النوم ونصائح حول تحقيق نوم صحي،يرجى زيارة على الموقع الإلكتروني الخاص بهم.
لرؤية طبيب عيادة النوم، يرجى الطلب من طبيبك العام أو طبيب الأطفالكم ليحيلكم إلى أقرب عيادة متخصصة.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
إذا كان لديكم أي أسئلة أو أفكار أو مواضيع ترغبون طرحها عبر هذا البودكاست يرجى إرسالها على البريد الإلكتروني: [email protected]
