حوّلوا تنغني سوا: "ميراث في البال" أربعة عشر عاماً من الفن والهوية

Picture2.jpg

مع اقتراب موعد العرض السنوي الرابع عشر لمؤسسة "ميراث في البال"، تتجدد مشاعر الحماس والترقب في أوساط الجالية العربية في أستراليا، حيث يتحوّل هذا المشروع الثقافي الرائد إلى منبر حي يعبّر عن الذاكرة والهوية والانتماء، من خلال الفن والموسيقى والأداء المسرحي.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

حلم صغير تحوّل إلى مساحة نابضة بالثقافة

أسّست السيدة شادية الحاج حجار هذا المشروع الثقافي انطلاقًا من شغفها باللغة العربية والفنون. تقول شادية: "حين قدمت من ملبورن إلى سيدني، لاحظت فراغًا كبيرًا في المشهد الفني المرتبط باللغة والثقافة العربية، لا سيما في المدارس والجامعات. فكان لا بد من أن أضيء شمعة، بدل أن ألعن الظلام."

ومن هذه الرغبة، وُلد "ميراث في البال"، الذي انطلق لأول مرة عام 2011 من متحف "باور هاوس" في سيدني، من خلال عرض مسرحي تحيةً للسيدة فيروز والأخوين رحباني، نال إعجابًا واسعًا وحضورًا جماهيريًا كبيرًا، بمشاركة راهبات الأنطونيات في ملبورن.

اللغة كجذر لا غنى عنه

تؤمن شادية أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جذر من جذور الهوية. وتشير إلى أن فقدان اللغة والعادات يؤدي إلى ضياع حتمي في بلاد الاغتراب: "أقول دومًا لطلابي: الشجرة تمر بجميع الفصول، لكن لو لم تكن جذورها متشبثة بالأرض، لاجتثّتها الرياح. وكذلك نحن."

مشاركة الأجيال وتكريم الأمهات

في نسخة هذا العام، سيكون العرض مميزًا بمشاركة الأمهات والجدات في قراءات شعرية مهداة لجميع النساء اللواتي عانين الحروب والخوف والتشرد، إضافة إلى طلاب المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية. كما يشمل العرض قراءات شعرية ترافقها صور ومقاطع موسيقية من أعمال كبار الشعراء مثل نزار قباني.

رعاية المواهب الشابة... بشغف ومحبة

من النقاط الجوهرية في المشروع، رعاية المواهب الفنية الصاعدة. وتعبّر شادية عن أهمية هذه المهمة بقولها: "الفن مساحة خطرة إذا تُركت دون رعاية، وقد تجرّ الشباب إلى مسارات غير آمنة. لذلك نرعاهم بكل حب، ومن دون أي مقابل."

ويشكل العرض منصة للشباب للتعرف إلى إرثهم الفني العربي، من خلال أداء أعمال لرموز مثل وديع الصافي، وصباح، وماجدة الرومي، وفيروز، ما يعزز انتماءهم الثقافي ويمنحهم بيئة آمنة للتعبير الفني.
Picture1.jpg

رسالة إلى الأجيال الجديدة

على الصعيد الشخصي، تعتبر السيدة شادية أن أبرز ما تعلّمته من تجربتها هو أن الصعاب لا تعني الاستسلام، بل البحث عن الحلول التي تفتح دروب الأمل أمام الأجيال القادمة: "نحن لا نعمل من أجل شهرة أو مال، بل لنزرع بذورًا صالحة يستفيد منها الجيل الجديد."

وتضيف أن ما يلهمها على الاستمرار هو الشغف والإيمان المطلق بما تقوم به، قائلة: "حين يسألني الطلاب عن مشاريع السنة المقبلة، أنسى التعب وأشعر بالحب والامتنان لما ننجزه معًا."

حلم لم يتحقق بعد: دار أوبرا للفنون الشرقية

وعن حلمها الأكبر، تكشف شادية أن طموحها هو تأسيس دار أوبرا للفنون الشرقية وأكاديمية للفنون، مؤكدة أن أي بلد لا يحتضن الفنون الراقية سيظل أسيرًا لمخلفات الماضي، ولن يواكب المجتمعات المتقدمة.
LISTEN TO
Mother Day image

كيف تتعافى الام نفسيا من أجل عائلة سعيدة ومجتمع صحي؟ استشاري نفسي يجيب

SBS Arabic

14:19

"سنرجع يوماً"... نشيد الحنين والانتماء

وعن الأغنية التي تختصر مشروع "ميراث في البال"، تختار السيدة شادية أغنية "سنرجع يوماً إلى حينا"، معتبرة إياها نشيدًا للأمل والحنين والانتماء، ورسالة للأجيال القادمة بأن جذورهم الثقافية لا يجب أن تُنسى.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار على حساباتنا على و 

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك