ديمة اسطنبولي مدربة حياة تسعى لإعادة برمجة وهندسة طريقة تفكير عملائها لزيادة وعيهم حول أسباب حدوث المشاكل في حياتهم أو تأثرهم السلبي بمجريات الحياة اليومية.
تعتمد ديمة في ذلك على مراحل سبعة أولها "التحليل الذاتي" و"آخرها تتبّع الهدف"، وتفاصيلها منشورة في كتابها الذي يحمل عنوان "اعادة البرمجة المتعمدة".
تهدف هذه العملية إلى التحرر من البرمجيات والمعتقدات الخاطئة التي تناقلتها الأجيال عن طريق التربية في المقام الأول. والتي من شأنها أن تحدث خللا في طريقة تعامل العقل مع مواقف مختلفة قد تؤدي إلى أزمات وأمراض نفسية يمكن تداركها من خلال زيادة الوعي الفكري للإنسان.
ولدت ديمة اسطنبولي في أستراليا عام 1979 لأبوين لبنانيين قررا العودة إلى لبنان عام 1982. ونشأت وتعلمت في بيروت حيث تخرجت بدرجة الماجستير في الهندسة المعمارية عام 2002.
عادت ديمة إلى أستراليا في عام 2021 وهي أم لثلاثة مراهقين وتمارس عملها ما بين سيدني ولبنان ودبي.
كان عام 2017 بمثابة نقطة تحول في حياة ديمة المهنية والنفسية والاجتماعية.
"كنت أحاول جاهدة أن أكون المرأة المهنية والأم والزوجة المثالية... وصلت إلى الحضيض... تدهورت صحتي النفسية بشكل لافت".
"عندما حاولت طلب المساعدة، كان وقت الدعم النفسي المتاح مقيداً للغاية. لم أستطع تحمل تكاليفه حينها. في مكالماتهم، اعتاد المستشارون النفسيون إنهاء المكالمة بعد 30 دقيقة، وتركي وحيدة غارقة في دموعي".
تقول ديمة أن هذا أشعرها بالغضب: "ليس من العدل أن يعاني الناس من صحة نفسية بائسة إذا لم يتمكنوا من تحمل تكاليف العلاج".
بدأت ديمة في مشاركة أفكارها ومشاكلها على إنستغرام، إحدى منصات التواصل الاجتماعي.
"بدأ الناس في التفاعل مع كتاباتي وكانوا يطلبون المساعدة مني عندما كنت أنا في أشد الحاجة إليها. ودهشت عندما استطعت أن أحل مشكلة الجمود العقلي لدى الأشخاص الذين تواصلوا معي بعد محادثة طويلة ... حتى اليوم ما زالوا يخبرونني عن مدى امتنانهم لأن العديد منهم في تلك المرحلة كانوا يفكرون بإنهاء حياتهم".
من هنا شعرت ديمة بمسؤولية مساعدة نفسها والآخرين، لكسر القيود التي تضع كلاً منهم في حالة نفسية يرثى لها.
"تطور حديثي مع متابعيّ ليصبح رسالة، وأخذت القرار بتكريس حياتي لتغيير العالم".
"أدركت أن كتب التطوير الذاتي التي كنت أقرأها منذ أن كان عمري 15 عامًا ومذكراتي التي كنت أكتبها منذ أن كان عمري 15 عامًا سيساعدانني كثيراً. لطالما كنت متحمسة لإحداث فرق في المجتمع وإضافة قيمة للآخرين دون أي قيود أو شروط".
تقول ديمة، بعد أن تمكنت من إحداث فرق في حياة الكثير من الناس عبر جلسات محادثة على إنستغرام، وبعد أن أدركت أن معظم مشاكل الناس تبدأ من سن الطفولة، إنها انتقلت إلى مهمة مساعدة العالم على تربية أجيال لا يتعين عليها التعافي من صدمات الطفولة.
"انتقلت من كوني مهندسة معمارية في ميدان المساحات إلى مهندسة عقول لمساعدة الآخرين على إعادة تصميم طريقة تفكيرهم لتحسين نوعية حياتهم في العمل والمنزل".
حصلت ديمة على شهادتها في التعليم والتدريب من جون سي ماكسويل في عام 2019. كما أصبحت مدربة معتمدة من DISC. وهي تعمل حالياً عن كثب مع عملاء منفردين، وانضمت إلى فريق Les Brown كمتحدثة في مجال التطوير الذاتي عام 2020.
نشرت ديمة كتابها الأول "اعادة البرمجة المتعمدة" في عام 2021 باللغتين الإنجليزية والعربية.
"أكمل الآن دراستي في أستراليا للحصول على شهادة في الصحة النفسية وشهادة أخرى في التدريب والتقييم".
"سيكون 2023 هو العام الذي ألتحق فيه ببرنامج الدكتوراه لدحض الطريقة التي نتعامل بها حاليًا مع الصحة النفسية ومحاولة إثبات أن بإمكاننا حل العديد من المشكلات الاجتماعية إذا استطعنا إنشاء مساحة عامة آمنة وغير مشروطة حيث يمكن للناس التواصل والتوقف عن الشعور بالوحدة".
وتعمل ديمة اسطنبولي عن كثب مع مدرسة عامة في سيدني لإنشاء برنامج يدعم الأطفال في سنوات الدراسة الثانوية ويقلل من احتمالات تفاقم مشكلات الصحة النفسية.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand
