أكلة الهريسة" مؤلفة من مكونات بسيطة ألا وهي لحم الغنم المسلوق مع القمح، ولكن القرى عادة ما كانت تتباهى بطعم خاص بالهريسة من نكة البهارات المستخدمة أو طريقة الطو البطيء أو السمن البلدي أو سر أخر يميزها تحتفظ به لنفسها.
السيد حنا القطريب اللبناني الأصل، تحدث الى اس بي اس عربي 24، عن أجواء صنع الهريسة والفترة الزمنية التي يستغرقها والأجواء المحيطة بالمكناسبات التي تطهى فيها "الهريسة".
يرافق طبق "الهريسة" إحتفالات وأعياد كبيرة، المسيحية منها والمسلمة، مثل عيد انتقال السيدة العذراء، حيث يوزع على الجماعات كرمز ل"البركة".
السيد حنا قطريب، حمل هذه العادات من لبنان الى أستراليا، تعلم كيفية طهو "الهريسة" من والده، ووالده اخذها عن جده، وهو يتلمذ ابنه ليعلم بدوره الحفيد والأجيال القادمة.
صنع "الهريسة" يستغرق وقتا طويلا ومجهودا كبيرا، في الأعياد يمكن أن يتخطى عدد الطناجر الكبيرة "دست" 15 او 20 طنجرة، سعة كل منها 25 ليترا ولذا فهي غالبا ما تتطلب تعاونا جماعيا.
وتتميز الأجواء المحيطة ب"صنع الهريسة" بلمّة الأصحاب وجمعة الرفاق ودردشات تخفف التعب وعناء السهر لا بل تجعل الملتفين حولها ينتظرونها من سنة الى سنة باعتبارها أجمل الذكريات.
وقال السيد قطريب انه في ريعان شبابه كان يرافق والده من بلدة الى أخرى، ليصنعا ال"هريسة" التي تميز طهيها الوالد، صاحب الخبرة الطويلة ذاع صيته بين القرى فكانوا يطلبونه من بعيد ليأتي ويصنع الهريسة في المناسبات، وأضاف انه كان يشعر بفضول كبير ورغبة في معرفة أسرار الأكلة الشعبية: "كان أبي يقول لي ان "الهريسة" فيها شيء من البركة ، وحين أسأل عن سبب صنعها كان يجيب ان الزوار سيقصدوننا في أيام العيد ولا يجوز ان يعودوا جائعين".
وهكذا تنقل حنا مع أبيه من مكان الى مكان صانعين الهريسة وما هو أجمل "ذكريات حلوة لا تتنتسى".