النقاط الرئيسية
- ترك المجال الأكاديمي وبدأ حياة مهنية جديدة في خدمة الجالية وهي نقلة نوعية في مسيرة حياته.
- عن "القرنة" يتحدث الدكتور مجيد بشغف، فهي مسقط رأسه والحديث عنها يثير شجونه وعاطفته.
- يرى أن الجالية العراقية في المهجر كالعراق منقسمة، لكن كثيراً من أبنائها يرى أن الانتماء العراقي الشامل هو الأول والأخير لهم.
في حديثه لإذاعة أس بي أس عربي24 يسرد الدكتور خيري مجيد قصة هجرته قائلاً:" كنت في الثلاثينات من عمري عند وصولي إلى بريزبن لاستكمال الدكتوراه في علم الصحة العامة كمبتعث من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، وتحديداً من جامعة الموصل".
كانت مدينة بريزبن في منتصف الثمانينيات كما يصفها الدكتور خيري "قليلة في عدد سكانها، وكذلك الأمر بالنسبة للمهاجرين العرب؛ وبالتالي كان التأقلم والحصول على حياة اجتماعية كما في العراق صعباً في ذلك الحين".
تزامن حصوله على درجة الدكتوراة في تسعينيات القرن الماضي مع حدوث غزو القوات العراقية للكويت وما تبع ذلك من تداعيات حدثت في العراق، فاضطر الدكتور خيري للبقاء في أستراليا. فوفق نصيحة وتحليل الكثيرين -في ذلك الوقت- ذكروا "أن العراق بعد هذا التصرف سائر إلى الهاوية".
بعد أخذ القرار بالبقاء في أستراليا، انتقل الدكتور خيري مجيد عام 1995لمدينة ملبورن ليعمل أستاذًا في كلية الصيدلة في جامعة "موناش". ثم انخرط في العمل الاجتماعي، فقدم مع مجموعة من الناشطين في الجالية العربية خدمات جليلة لدعمها والدفاع عنها.
وفي تلك اللحظة يقول الدكتور: " تركت المجال الأكاديمي، وبدأت حياة مهنية جديدة في خدمة الجالية وهي نقلة نوعية في مسيرة حياتي المهنية".
بدأ عمله في مركز خدمات المهاجرين يُجري البحوث في مجال العلاقات الاجتماعية وتربية الأطفال.
ترأس الدكتور خيري مجيد اللجنة التنظيمية لأول مؤتمر للجالية العربية في فيكتوريا لتلمس حاجات الجالية العربية، مع تزامن حدوث أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعيات هذا الحدث العالمي على أبناء الجالية العربية في أستراليا.
Dr. Khairi Majeed Source: Supplied
في غمرة تلك الأحداث، جاءت فكرة عقد مؤتمر للجالية العربية في فيكتوريا، ويذكر الدكتور خيري من رواد المؤتمر المساهمين فيه في ذلك الوقت السيدة دلال اسمايلي، إنعام بركات، أمل دياب وغيرهم. حيث هدف المؤتمر للتعريف بالتحديات التي تواجه أبناء الجالية منها العنصرية التي ارتفعت في ذلك الحين ضدهم.
كما تم بذل مجهود كبير للرد عما كان يُطرح في الصحافة من أفكار سلبية تجاه الجالية العربية في أستراليا. بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات الأسترالية لدعم أبناء الجالية لخلق برامج هادفة لهم.
الدكتور خيري مجيد هومن أبناء قضاء " القرنة" العراقي، ملتقى نهري دجلة والفرات.
عن "القرنة" يتحدث الدكتور مجيد بحب وشغف، فهي مسقط رأسه ومربع طفولته وصباه، والحديث عنها يثير شجونه وعاطفته.
عن القرنة يقول الدكتور مجيد: "هي قضاء يتبع إدارياً محافظة البصرة جنوبي العراق، وهي محاطة بأكبر وأغنى حقول نفطية عراقية. كما أنها تقع على حافة مسطحات مائية كبيرة تسمى" الأهوار".
عن اسم القرنة، ذكر الدكتور خيري أن هناك تفسيرين: الأول هو أنه جاء من اقتران النهرين الكبيرين بها. والثاني أن اسمها جاء من أصل لاتيني أو إيطالي بمعنى "قرن الثور" كون شكلها على الخارطة يشبه قرن الثور.
بحكم تفاعله مع أبناء الجالية العربية، يرى الدكتور خيري مجيد أن الجالية نهضت في جوانب مضيئة في المجتمع الأسترالي، وقدمت إنجازات رائعة في أماكن عدة فأبناءها اندمجوا بشكل كامل في أستراليا.
Shanasheel 2017 Source: Supplied
عن الجالية العراقية، يوضح الدكتور أن حالها كحال العراق المنقسم، لكنه مع مجموعة من أبناء العراق في أستراليا يرون أن " انتمائهم العراقي هو الأول والأخير" فيعملون على لم شمل العراقيين بكل أطيافهم في مظلة العراق الجامعة فتم إقامة مهرجانيْن الأول كان بعنوان "شناشيل" والثاني مهرجان "أريدو" الثقافي.
عن مسيرة هجرته وإن راودته العودة إلى العراق يقول الدكتور خيري مجيد:" دائمًا ما أفكر بهذا الموضوع، لكن الوضع هناك صعب. ولا زالت الغصةُ في النفس موجودة في أنني لم أستطع أن أقدم إمكاناتي وأوفي دَيْني للعراق البلد الذي علّمني ووفر لي الفرص في شبابي".
للاستماع لقصة المهاجر العراقي الأسترالي الدكتور خيري مجيد. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
. يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.