لاجئة مندائية تستلهم من طفولتها المؤلمة فكرة تأسيس مجموعة لعب مع الأطفال

Illegal migrants

Source: Public Domain

لجأت من ايران بسبب الاضطهاد الديني ولاحظت الأثر المدمر للجوء على نفسية الأطفال فقررت مساعدتهم.


اضطرت المندائية بيتا جيزان إلى ترك وطنها إيران بسبب ما عانته من صنوف الاضطهاد الديني والمعاناة في مجتمع لم تستطع فيه التعبير عن ذاتها. قررت ركوب أمواج المغامرة واستقلت مع شقيقها الأصغر في عام 2000 قارباً باتجاه إندونيسيا وعن تفاصيل هذه التجربة  قالت في حديث لأس بي أس عربي24: "قمت بما قام به كثر من إيران والعراق فطريق اللجوء عبر البحر كان الخيار الوحيد على الرغم من المخاطر والصعوبات المحيطة به."

بيتا كانت على يقين قبل أن تتخذ قرارها بالرحيل بأن رحلتها باتجاه واحد والعودة لن تكون ممكنة. تأثرت كثيراً بما شهدت عليه من معاناة من رافقوها في الرحلة على القارب المتهالك في عرض البحر ولكنها صور الأطفال والنساء على وجه الخصوص أبت أن تفارق مخيلتها حتى بعد مرور سنوات على استقرارها في أستراليا.

وبدا أن بيتا تحمل في جعبتها ذكريات طفولة مؤلمة ولعل هذا ما جعلها اكثر تعاطفاً مع الاطفال: " قضيت سنوات طفولتي في الحرب (..) مذ كان عمري 3 سنوات ابتداءً بالثورة الايرانية وبعد ذلك الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت لـ 11 عاماً (..) من المفترض أن تكون فترة الطفولة أحلى فترات حياة الإنسان ولكننا قضيناها في التشرد والتنقل من بلد لآخر."
Bita Jayzan
Source: Supplied
وصلت مع شقيقها إلى الشواطئ الأسترالية ظناً منها أن المرحلة الصعبة من الرحلة قد انتهت، لتتفاجأ بعقبات إضافية في طريق الحرية التي كانت تصبو إليها. قامت السلطات الأسترالية بفصلها عن شقيقها وأودعا في مركز احتجاز ووميرا في جنوب أستراليا. وعن ظروف المعيشة في المركز قالت: " شعرت بأنني اصطدمت بحائط (..) المركز يقع في الصحراء ومحاط بسياج بارتفاع 10 أمتار ولا يتوفر فيه أي وسائل رفاهية (..) بقيت هناك لسبعة أشهر وأنا أحلم بالحياة خارج القضبان."

وفي الوقت الذي يركز فيه اللاجئون والمهاجرون الجدد على تلبية مطالب أبنائهم الأساسية من مأكل ومشرب وتعليم وحياة كريمة، تركز بيتا على توفير الدعم اللازم للأطفال ممن ذاقوا ويلات الحروب ولجأوا من مناطق عدة في العالم بحثاً عن مأوى. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن الأطفال أكثر قدرة على التأقلم وتجاوز التجارب الصعبة، تعتقد بيتا أن ذلك يتطلب جهوداً كبيرة من الأب والأم لذا قررت إطلاق مبادرة بدعم من منظمة  STARTTS لتشجيع الأمات في مجتمعها المحلي على دعم الأطفال تحت سن 5 سنوات من خلال اللعب: " نحن بحاجة لمعالجة الضرر الذي وقع على نفوس الأطفال من خلال نشاطات بسيطة (..) من حق الطفل أن يلعب فاللعب عنوان الطفولة."

وقالت بيتا أنها شعرت بالمسؤولية تجاه الأطفال في جاليتها المندائية في ضوء ما شهدت من أحداث ومن واقع طفولتها كذلك. ووجّهت نداء لكل الأمهات والآباء بضرورة استغلال هذه الفرصة وبناء رابط خاص مع الأطفال من خلال تخصيص بعض الوقت من يومهم.

استمعوا إلى المقابلة مع بيتا جايزان في التدوين الصوتي. 


شارك