اضطر عماد علّوش، محاضر في الهندسة، إلى مغادرة وطنه الأم سوريا وتحديداً مدينة حمص في 2018، رغم استقراره هناك وانغماسه هو وزوجته في المجال الأكاديمي.
النقاط الرئيسية
- وصل عماد علوش مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى أستراليا في 2018 قادماً من مدينة حمص السورية.
- تمكنت ابنته الكبرى من تحقيق معدل 97% في اختبارات HSC رغم ضعف اللغة الانجليزية.
- يتطوع د. عماد كمحاضر في جامعة Wollogong.
"وصلنا الى استراليا في 2018 بعد معاناة عمر كامل" بهذه الكلمات استهل علوش رواية قصته لأس بي أس عربي24. هذه المعاناة لم تكن مادية البتة فالدكتور عماد كان محاضراً في الهندسة في جامعة حكومية وأخرى خاصة ويمتلك مكتب استشارات هندسية أشرف على الكثير من الدراسات الهامة المتعلقة بالإنشاءات والبنية التحتية في مختلف المحافظات السورية.
عندما مات الأمل، قررنا المغادرة.
ظل د. عماد متشبثاً بالأمل بأن "تتحسن الأمور" وهذا ما دفعه للبقاء في مدينة حمص لفترة طويلة نسبية ولكن رحى الحرب الطاحنة ظلت تدور لتقضي رويداً رويداً على كل آماله بالبقاء.
مع بنتين في سن المراهقة (17 و16 عاماً) وولد (10 سنوات)، حزم علوش الحقائب وتوجه إلى لبنان لفترة وجيزة قبل أن يحط رحاله في سيدني.
رغم اضطراره للتخلي عما أنجزه من خلال أعوام طويلة من العمل المضني، أعطى د. عماد الأولوية لمستقبل عائلته: "كان اهم اشي بالنسبة لي أن أتنفس الحرية. أن أعلم أن مستقبل أولادي مؤمن وأنهم قادرون على العيش في مكان آمن ومستقر وتسود فيه قيم المساواة والعدالة والاحترام.
لم أشعر بأنني إنسان سوى في أستراليا. تعاملوا معنا كبشر.
وبدأت تجربة عماد الايجابية بمجرد ركوبه للطائرة متوجهاً إلى سيدني: "شعرت بتغيير، الوجوه مختلفة على الطائرة وطريقة المعاملة في المطار مختلفة. بعد أن بدأنا بالاستقرار لمسنا الاختلاف في كل شيء. هذا التغيير أشعرنا بأننا نستحق معاملة إنسانية وهذا ما كنا نفتقر له في وطننا الأم."
ورغم صعوبة دخول سوق العمل لأصحاب الشهادات العليا والحاجة إلى الخبرة المحلية كمتطلب لمعظم الوظائف، يرى د. عماد أن هذه المتطلبات منطقية: "المعايير الأسترالية مختلفة. هناك فرق كبير بين طريقة التدريس هنا وهناك ولا سيما على صعيد معايير السلامة في مكان العمل واحترام الآخر والتنوع الاثني والثقافي."
وتمكنت ابنته الكبرى من الحصول على معدل 97% في شهادة الثانوية العامة في نيو ساوث ويلز رغم انخراطها مباشرة في الدراسة الثانوية واضطرارها لبذل الكثير من الجهود لتذليل عقبة اللغة الانجليزية.
"تجربة بنتي الاثنين لم تكن سهلة" يعترف الأب الفخور بمنجز ابنه: "في سوريا المصطلحات العلمية تُدرّس باللغة العربية. ألحقتهم بمدرسة خاصة مباشرة ولم يكن أمام ابنتي سوى عام لتقدم امتحانات الثانوية ومع ذلك نجحت بتفوق ولا سيما في مادتي الرياضيات والفيزياء."
استمعوا إلى قصة لجوء د. عماد علوش في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.