لم يكن يعمل جاسم أن الأقدار ستقوده إلى أستراليا بمفرده في سن التاسعة والعشرين، فابن مدينة البصرة ما زال "يتنفس العراق" ويرنو قلبه شوقاً للعودة إليه كل يوم حتى بعد أن مضى على لجوئه إلى سيدني أكثر من 25 عاماً.
النقاط الرئيسية
- اضطر جاسم السكيني لمغادرة العراق في عام 1991 ولجأ إلى السعودية.
- في عام 1996 وصل إلى سيدني وتنقل في عدة مهن إلى أن افتتح مطعمه الخاص قبل عامين.
- يرغب جاسم في ايصال رسالة إنسانية تحسن من صورة الجاليات العربية في أستراليا.
"توجهنا إلى السعودية وبقينا هناك في المخيمات حوالي خمس سنوات" بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من الذكريات المؤلمة، بدأ جاسم يروي تفاصيل هذا الفصل في قصته.
عن تلك المرحلة حدثنا قائلاً: "كنا في البداية في منطقة السدة في السعودية ومكثنا في خيام قماشية لا تقي من حر ولا برد لأكثر من عام ونصف وبعد ذلك انتقلنا إلى معسكر كان بالصحراء أيضاً."
تقدم بطلب للأمم المتحدة ليلجأ إلى إحدى الدول الغربية، وفي الوقت الذي توجه بعض من كانوا معه إلى السويد والولايات المتحدة، كان القدر يخبئ له فصلاً جديداً في أستراليا.
حطّ الرحال ابن التاسعة والعشرين عاماً آنذاك في سيدني في آذار/مارس من عام 1996 وكان بمفرده إلا أن خاله كان قد سبقه إلى أستراليا.
لم يكن لديه أي انطباعات مسبقة عن وجهته الجديدة: "سيدني كانت محطتي الأولى وتحديداً في منطقة Liverpool. كنت أعتقد أنني سأجد مدينة مضاءة ضخمة ولكن الأمر لم يكن كذلك."
Source: Jasim Al-Sukaini
مهنة جاسم الأساسية كانت تصفيف الشعر فانضم إلى إلى أسترالي من أصول لبنانية في صالون حلاقة في منطقة Rockdale وعمل هناك لمدة عام إلى أن افتتح محله الخاص في عام 1997 أي بعد عام على وصوله.
في العام التالي، تعرض جاسم لحادث مروري عانى منه كثيراً: "صدمتني سيارة ما تسبب بكسر 13 ضلعاً وانحراف في العمود الفقري وشرخ في الكتف. هذه الإصابات تطلبت تدخلاً جراحياً أكثر من مرة."ألقت الإصابة بظلال ثقيلة على حياة جاسم وأقعدته عن العمل لحوالي عشر سنوات، اضطر خلالها لبيع صالون الحلاقة الذي كان يمتلكه.
Source: Jasim Sukaini
العراق تعنى الأم بالنسبة لي. أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أتمكن فيه من العودة.
لديه من الأبناء 5 صبيين و3 بنات، ومن حبه للعراق، انتقل جاسم للعيش لفترة في دبي في الإمارات العربية المتحدة "ليبقى قريباً من وطنه" ولكنه أبناءه لم يتمكنوا من التأقلم مع الوضع هناك فسرعان ما عاد إلى سيدني.
حدثنا عن تلك التجربة قائلاً: "كانت الأوضاع في العراق فوضوية وغير مستقرة ولذا لم أرغب بأن اُقحم أبنائي في هذه الدوامة خشية من أن يكرهوا العراق."
"مطعم من روح العراق"
منذ عامين، أسس جاسم مطعماً عراقياً في سيدني باسم "بابل" أو Babylon بالانجليزية، وهو يرغب من خلاله بإيصال رسالة للمجتمع الأسترالي: "مطبخ العراق متنوع ومميز، نرغب بأن يتعرف الأستراليون على العراق من خلال أخلاقنا الطيبة وكرمنا."
وخلال الجائحة، كانت أبواب المطعم مفتوحة أمام كل من هو بحاجة لوجبة طعام وغير قادر على دفع ثمنها.
بيض وباقلاء والمخلمة والكبة والقوزي من أبرز الأصناف على قائمة الطعام التي اعتاد عليها الكثير من أبناء الجالية العربية على اختلاف منابتهم وأصولهم.
استمعوا إلى المقابلة مع صاحب مطعم بابل جاسم السكيني في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.