"كيف يتحملون الجوع؟": شاب لبناني أسترالي يخوض تحدياً يأكل فيه مثل اللاجئين لجمع التبرعات

Jonathan Haddad

Jonathan Haddad took part in the one-week Ration Challenge to raise funds for Syrian refugees in Jordanian camps. Source: JH

90 مدرسة أسترالية تخوض تحدي الحصص التموينية الغذائية Ration Challenge لجمع التبرعات للاجئين السوريين في مخيمات الأردن بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.


يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي للاجئين في العشرين من شهر حزيران/يونيو منذ عام 2000. حيث يخصص هذا اليوم لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناتهم. ويبحث عن سبل لتقديم المزيد من العون لهم، وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR).

كان تأثير فيروس كورونا كارثيا على الكثير من سكان العالم. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، تقول وكالة Act For Peace للإغاثة إنه بالنسبة للاجئين الذين كانوا يعيشون ظروفا صعبة قبل جائحة كورونا، فان عواقب الجائحة تعني أن عددا أكبر منهم بكثير سيواجه مجاعة مدمرة.

Act for Peace هي وكالة معونة دولية تابعة للمجلس الوطني للكنائس في أستراليا. بدأ عمل منظمة "العمل من أجل السلام" في عام 1948 بإرسال المواد الغذائية وغيرها من المؤن لمساعدة اللاجئين والنازحين الذين عانوا خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن إحدى المبادرات التي تقوم بها الوكالة الآن، جمع التبرعات للاجئين السوريين في مخيمات الأردن، عن طريق مبادرة تحدي الحصص التموينية Ration Challenge.
Ration Challenge package
Ration Challenge package Source: JH
السيدة روثان ريتشاردسون المسؤولة عن تحدي الحصص الغذائية تقول إنه عبارة عن تحدي يشارك به أشخاص يقومون بتناول نفس حصص الطعام التي يحصل عليها اللاجئ السوري لمدة أسبوع.

"تحدي هذا العام استقطب مشاركة 90 مدرسة ثانوية في أستراليا. وشارك فيه حوالي 1500 طالب."

طالب الثانوية العامة جونثان حداد كان من بين المشاركين في تحدي الحصص التموينية، وقال لـ أس بي أس عربي24: "هذا التحدي سيمحنني فرصة لجمع التبرعات لأساعد في إنقاذ الأرواح وتقديم مؤن غذائية وخدمات صحية للاجئين."

ومن ناحيتها تقول السيدة باتريس حداد، والدة جونثان، إنها فخورة جدا بخوضه هذه التجربة.

"يجب على هذا الجيل أن يتعلم التعاطف مع جميع القضايا الإنسانية، وكنت سعيدة جدا لرغبته بالمشاركة في هذا التحدي."

سيحصل جونثان، كغيره من المشاركين، على حصص مواد تموينية محددة كإمدادات لمدة أسبوع واحد. وهي بنفس النوعية والكميات التي توزعها الوكالة على اللاجئين السوريين في مخيمات اللاجئين الحضرية في الأردن تقريبا.
Jonathan Haddad
Jonathan Haddad Source: JH
بالإضافة إلى "قسائم" للحصول على بعض الأرز والدقيق الإضافي التي يتلقاها بعض اللاجئين من وكالات المعونة الأخرى في المخيمات.

ومنذ لحظة استيقاظ جوناثان في 13 يونيو/حزيران حتى ينام في 19 يونيو/حزيران، سيتناول:

• الأرز: 1.92 كجم *

• طحين 400 جم *

• العدس: 170 جم

• حمص مجفف: 85 جم

• السردين المعلب: (أو التوفو): 120 غ

• الفاصوليا المعلبة: 400 جم

• زيت نباتي: 300 مل

* 420 جرام يمثل الأرز الذي يتم توزيعه لمشتركي تحدي الحصص. تمثل الكمية الإضافية البالغة 1.5 كجم من الأرز و400 جرام من الدقيق طعاما إضافيا يتم شراؤه بواسطة كوبونات يحصل عليها بعض اللاجئين من قبل الأمم المتحدة أو منظمات أخرى.
Group photo of the Ration Challenge team - Oakhill College.
Group photo of the Ration Challenge team - Oakhill College. Source: CG
وتتوقع وكالة "العمل من أجل السلام" أن ما سيفاجئ المشتركين هو التأثير العاطفي الذي يضيفه التحدي عليهم.

وهذا ما أكد عليه جونثان: "بصراحة تأثرت حقا بهذه التجربة، كانت تجربة تجعلني أشعر كيف يعيش اللاجئون كل يوم من حياتهم، وفكرة عيشهم في جوع تدمرني، ورؤية مقدار ما يحصلون عليه كل يوم ليأكلوه أمر مروع."

وقالت السيدة باتريس: "يقول لي جوناثان، أمي لا أستطيع أن أصدق، كيف يكتفون بهذا القدر من الطعام فقط؟ ويفكر في الشباب الذين هم من نفس سنه، ويقول كيف يتحملون الجوع والعيش على أكل هذه الكميات من الطعام فقط؟"

وقال المتحدثة باسم وكالة "العمل من أجل السلام" روثان ريتشاردسون لـ أس بي أس عربي: "بالنسبة لكثير من الناس، يسلط التحدي الضوء على التناقض بين حياتنا اليومية وحياة الناس في مخيمات اللاجئين. نحن المشاركون في التحدي نعلم أنه سينتهي بعد أيام، ولكن بالنسبة للاجئين ربما بعد أشهر أو سنوات طويلة."
"لقد صممنا تحدي الحصص التموينية ليعكس بأكبر قدر ممكن تجربة الاعتماد على الحصص الغذائية. لكن من المهم أن نتذكر أن وضع كل لاجئ يختلف عن الآخر. إن تحدي الحصص الغذائية هو مجرد توضيح واحد، للظروف التي يعيشها اللاجئين."

ويذكر موقع التحدي الالكتروني: "أن مواجهة تحدي الحصص التموينية لن تقدم أي فكرة لما قد نشعر به عندما نفقد منزلنا أو مصدر رزقنا أو أحبائنا. ولن يعلمنا التحدي أن نكون مرفوضين، أو تأثير صدمة الحرب، أو العيش في مستقبل غير مؤكد."

"الهدف من تحدي الحصص التموينية رؤية الأشياء من منظور شخص آخر. وإبداء المزيد من التعاطف والرحمة، وإرسال رسالة تضامن قوية، وإحداث فرق عملي في حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم في الوقت الحالي."

وقال السيد كريس جودمان، من معهد اخوة المدارس المسيحية، الذي يساعد في تنسيق الأعمال الخيرية بين وكالات الإغاثة والمدارس المسيحية، والذي يدعم جونثان حداد وطلاب آخرين لخوض تحدي الحصص التموينية لرابع سنة على التوالي، إن خوض هذه التجربة سيثقف جيل الشباب ويفتح عينيهم على ما يحدث في العالم من حولهم، للوقوف بجانب اللاجئين وكل من يحتاج المساعدة.
Chris Goodman - Director of Mission, Oakhill College.
Chris Goodman - Director of Mission, Oakhill College. Source: Chris Goodman
"أعتقد أن جيل الشباب في أستراليا لم يخرجوا من منطقة الأمان الخاصة بهم، فهم يعرفون فقط المناطق التي أتوا منها أو يعيشون فيها، ومع هذا قد يعتقدون في بعض الأحيان أنهم يعيشون حياة قاسية."

"ولكن عندما ينظرون فعليا إلى المعلومات التي تقدمها وكالة "العمل من أجل السلام" ويثقفون أنفسهم، ليعرفوا أن هناك شيئًا مثل 1٪ من سكان العالم يُنظر إليهم على أنهم لاجئون، وهناك ملايين وملايين من الأشخاص الذين تشردوا قسريا من دون ذنب، فهذا برنامج تعليمي رائع عن الحياة."

"في حين أن جمع الأموال مهم للغاية، الوعي والعمل اللذين يأتيان من هذا مهمان أيضا، وأعتقد أنه من خلال تثقيف الشباب في هذه المرحلة، سنخرجهم من هذه الفقاعة التي يمكننا أحيانا العيش فيها مع وسائل الراحة في الحياة.

 "أعتقد أنه من المهم للغاية أن نتحدى طلابنا."

أما بالنسبة للتبرعات، عند التسجيل لخوض التحدي، تخصص المنظمة للمشارك صفحة لجمع التبرعات الخاصة به حيث يمكن لأي أحد أن يقدم له التبرعات عبر صفحته الخاصة عبر الإنترنت. يمكن ببساطة لكل مشارك تحديد هدف جمع التبرعات، وتحميل صورته، وإخبار الناس عن سبب موافقته على خوض التحدي.

وهذا ما فعله جوناثان: "في كل مرة أفتح فيها صفحة جمع التبرعات الخاصة بي وأرى أن شخصا ما قد تبرع، أشعر بسعادة كبيرة جدا. إنه شعور جيد أن أرى أن الناس يدعمونني بالفعل من خلال هذا ويدعمون اللاجئين ويحاولون إحداث فرق في حياتهم."

يجمع الأشخاص الذين يخوضون تحدي الحصص 657 دولار في المتوسط. الأموال التي يجمعها المشاركين من خلال تحدي الحصص التموينية سوف يمول البرامج التي توفر حصصا غذائية ورعاية صحية وغير ذلك من أشكال الدعم الأساسي إلى الناس الأكثر تضررا من أزمة كورونا في مخيمات اللاجئين.

في جميع أنحاء العالم، هناك ما يقرب من 80 مليون لاجئ وطالب لجوء ونازح، أجبروا بسبب النزاعات أو الكوارث على العيش في ظروف قاسية. والآن، هم الأكثر تضررا بسبب وباء كورونا.

شارك