كشف طبي غير مسبوق لطبيب عراقي سيغيّر حياة مرضى السكري: "نأمل بالوصول لعلاج نهائي قريباً"

Dr. Keith Al Hasani's medical breakthrough could lead to a permanent cure for diabetes.

Dr. Keith Al Hasani's medical breakthrough could lead to a permanent cure for diabetes. Source: Keith Al Hasani

مرضى السكري في أستراليا والعالم على موعد مع حياة جديدة بفضل اكتشاف طبي رائد قام به طبيب عراقي من ملبورن قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إيجاد علاج لمرض السكري النوع الأول.


يعتبر مرض السكري "وباء القرن الحادي والعشرين" وأكبر تحدٍ يواجه النظام الصحي في أستراليا، حيث يصيب 280 أسترالياً كل يوم وشخصاً واحداً كل خمس دقائق.


النقاط الرئيسية

  • طبيب أسترالي عراقي من سيدني يحقق اختراقاً في علاج السكري سيغيّر حياة المرضى
  • الاكتشاف يستند إلى الخلايا الجذعية التي يمكن أن تكوّن خلايا أنسولين في البنكرياس كبديل عن الخلايا التي يدمرها السكري
  • يقول الحسني إنه يأمل بالوصول خلال سنوات معدودة إلى علاج نهائي عبر جعل البنكرياس ينتج الأنسولين بصورة طبيعية

التقت أس بي أس عربي24 بالطبيب الأسترالي العراقي غيث الحسني المعروف في الأوساط الطبية باسم الدكتور "كيث" للحديث عن اكتشافين في غضون عامين حققهما الحسني في سياق أبحاثه الهادفة لتخفيف معاناة مرضى السكري وإيجاد علاج مستدام لهذا المرض.

"في حالة السكري النوع الأول يقتل جهاز المناعة كل خلايا الإنسولين وبدون هذه الخلايا يتجمع السكر في الدم مما يؤدي لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى".

الاكتشاف الذي توصل إليه الدكتور الحسني يستند إلى الخلايا الجذعية التي يمكن أن تكون بمثابة خلايا أنسولين في البنكرياس كبديل عن الخلايا التي يدمرها السكري.

يقول الحسني، "اكتشفنا أن دواءً يستعمل لعلاج السرطان في الولايات المتحدة يمكن أن يعيد إحياء تلك الخلايا في جسم الإنسان بعدما تكون في حالة سبات في فترة ما بعد الولادة".
نأمل أن نصل خلال سنوات معدودة إلى علاج نهائي بجعل البنكرياس ينتج الأنسولين بصورة طبيعية
للسكري أوصاف عديدة تعكس مدى خطورته على الإنسان منها "القاتل الصامت"، ويعاني منه حالياً حوالي 1.8 مليون أسترالي.

وتشير بيانات موقع  إلى أن أكثر من 180,000 أسترالي أصيبوا بالسكري العام الماضي.

ولا يعاني من هذا المرض الشخص المصاب فقط، بل تدل إحصاءات  إلى أن فرداً واحداً من كل عائلة يقدم في الغالب الرعاية لمصاب السكري، مما يعني أن حوالي 2.4 مليون أسترالي يعيشون يومياً بشكل أو بآخر مع هذا المرض الذي تقدر إجمالي تكلفته السنوية في أستراليا بحوالي 14.6 مليار دولار.

اكتشاف الدكتور الحسني "يضعنا على المسار الصحيح" لكن أمامه العديد من التجارب المخبرية قبل أن يصبح بمتناول المرضى.

"لا يمكننا التكهن بموعد محدد لكن هذا سيّسرع هدفنا بالوصول لعلاج مستدام".

هذا الكشف الرائد للحسني الذي يحمل شهادة دكتوراه في البحوث الطبية يفتح نافذة أمل للمصابين بإمكانية تحقيق اختراق علمي يخفف معاناتهم.

في أستراليا، يدخل سنوياً أكثر من 276,00 شخص إلى المستشفيات بسبب تقرحات في القدم مرتبطة بمرض السكري، وينتهي العديد منها ببتر طرف أو جزء من أحد الأطراف.

في عام 2009، حصل الدكتور الحسني على منحة من الحكومة الفرنسية لإجراء بحوث في جامعة نيس حول مرض السكري.

"خلال هذه الفترة تم اكتشاف هذه الخلايا الجذعية وكيفية إعادة برمجتها لتؤدي وظيفة خلايا أخرى في الجسم".

بعد عودته إلى أستراليا، تابع الحسني أبحاثه من خلال معهد بيكر الدولي للسكري وجامعة موناش التي كان قد نال فيها شهادة الدكتوراه.

أبحاث الحسني امتدت لـ 14 سنة متواصلة وسر هذه المثابرة كما يقول هو "الصبر الذي بدونه من المستحيل أن يستمر الباحث بعمله".

99% من التجارب الطبية مصيرها الفشل، يؤكد الحسني.

لكن يبدو أن الـ 1% من نسبة النجاح قد تحققت خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة من مسيرته البحثية.
يشعر الإنسان بالفرح عندما يرى أن كل ما بذله من جهد سيؤدي إلى نتيجة تستفيد منها البشرية جمعاء
إنجازان حققهما الحسني حتى الآن، أولهما الكشف عن أسباب السبات الذي يصيب الخلايا الجذعية، والثاني اكتشاف المركّب الجزئي الذي يوقظ الخلايا من سباتها العميق.

"وجدنا خلايا جذعية في البنكرياس لشخص توفي بمرض السكري النوع الأول وعالجناها في المختبر بواسطة دواء السرطان وبعد يومين فقط استفاقت الخلايا وأصبح بإمكانها إنتاج الإنسولين".

هذه التجربة التي تم التأكد من فعاليتها بعدة اختبارات أخرى أجراها فريق الدكتور الحسني، شكلت بالنسبة له مصدر سعادة غير متوقعة بعد سنوات من البحوث.

"كانت دموع فرح"، يقول الدكتور غيث.

اكتشافه الذي يشكل ثورة في عالم الطب سيغيّر حياة الملايين حول العالم.

"لمرضى السكري أقول: حافظوا على الأمل لأننا قريباً سنصل إلى علاج لمرض السكري".

استمعوا إلى المزيد عن اكتشاف الدكتور غيث الحسني في التدوين الصوتي المرفق بالصورة أعلاه. 


شارك