أبراج ملبورن: حجر صحي لمرضى محتملين أم سجن مفاجئ لمواطنين أبرياء؟

Volunteers scramble to organise food and personal hygiene supplies at the Australian Muslim Social Services Agency in North Melbourne, Monday, July 6, 2020. Volunteers, friends and family members are helping those in lockdown throughout the nine public ho

Volunteers scramble to organise food and personal hygiene supplies at the Australian Muslim Social Services Agency in North Melbourne, Monday, July 6, 2020. Source: AAP

شهادات لسكان أبراج ملبورن، تبين حقيقة الوضع داخل المنطقة الموبوؤة.


 

خمسمائة من عناصر الشرطة يحاوطون تسعة أبراج سكنية في ملبورن ويضعونها فعلياً تحت الحصار. لا سماح بالخروج أو الدخول. لا استثنائات ولا توجد أعذار مقبولة. المشهد ليس من فيلم إثارة أو آكشن وإنما واقع مربك ومخيف يعيشه حوالي 3000 من سكان الأبراج التسعة في ملبورن.

خارج الأبراج، تتضارب الآراء، إذ يعتقد البعض أن الإغلاق الكامل أمرٌ لا مفر منه معللين أن الطارئة الصحية تستدعي مثل هذه الإجراءات المشددة. وآخرون يؤكدون أن الوضع ليس سئ وأن حكومة ولاية فيكتوريا أحسنت إدارة الإغلاق الكامل، بل ويطالبون بتشديد الاجراءات.

مساعدات حكومية واعتراض بولين هانسون

كان قد أعلن رئيس حكومة ولاية فيكتوريا دانيل أندروز عن مساعدات خاصة ستقدم من قبل الحكومة لسكان الأبراج المتضررة، بسبب القرار المفاجئ. وشملت تلك المساعدات إعفاء من سداد الإيجارات السكنية لمدة أسبوعين. كما تلقى السكان أصحاب الوظائف دفعة مساعدة قدرها 1500 دولار تعويضاً عن عدم ذهابهم للعمل، بينما السكان الذين لا يعملون سيحصلون على دفعة قدرها 750 دولارا لمساعدتهم في تخطي تلك المرحلة الصعبة.

من جانبها اتهمت بولين هانسون رئيسة حزب أمة واحدة، سكان الأبراج بـ"مدمنين الكحول" وتساءلت لماذا يتلقون الدعم والأموال الإضافية؟
معظمهم من خلفيات لا تتقن الانجليزية ولم تلتزم بقوانين التباعد الاجتماعي
كما أشارت إلى أن سكان الأبراج يستحقون إجراءات الإغلاق الكامل التي اعتبرتها متخذة ضدهم. وقالت إنهم لو كانوا من بلاد مزقتها الحروب، فهم يعلمون كيف يكونون في أوضاع صعبة.
وهو ما دفع برنامج The Today Show المستضيف لهانسون صباح اليوم بمنعها من الظهور كضيفة في المستقبل، على أثر تعليقاتها التي أثارت غضب العديد من متابعي البرنامج. كما اتهمها الكثيرون بنشر تعليقات تثير الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين من جاليات الأقليات المختلفة.

معاملة راقية

تقول نادية إحدى القاطنات بالأبراج، إن الإغلاق كان مفاجئاً، حتى على المسؤولين الحكوميين المتواجدين بالأبراج. ومع ذلك أكدت أنها راضية تماماً عن المعاملة التي تلقتها حتى الآن من عناصر الشرطة والموظفين الحكوميين. بل ووصفتها بـ"أشرف معاملة على أرقى مستوى". وأضافت نادية أن المسؤولين استخدموا مكبرات الصوت للتواصل مع السكان، مستخدمين العديد من اللغات.
People deliver supplies outside of a public housing tower along Racecourse Road in Melbourne, Monday, July 6, 2020.
People deliver supplies outside of a public housing tower along Racecourse Road in Melbourne, Monday, July 6, 2020. Source: AAP
لا أشعر بالظلم لأنهم يوفرون كل شئ من طعام ودواء وغيرها من الاحتياجات.
ويقول حسن العامل بإحدى شركات الصيانة الخاصة بالأبراج إنهم ينظفون ويعقمون البنايات بعناية فائقة وقال إن حتى الأشجار المحيطة، تم تعقيمها.

معونات غذائية منتهية الصلاحية

ومن جانب آخر يقول عبد القادر عثمان أحد سكان الأبراج تحت الإغلاق، إن الجاليات ومنها الهندية والبنجابية لبت النداء وقدمت طعاماً مقبولاً بدلاً من المعونات الغذائية التي وفرتها الحكومة. حيث أكد عبد القادر تقارير شهود العيان التي أشارت إلى أن معونات الحكومة كانت منتهية الصلاحية أو بلا تاريخ. كما قال البعض أنهم لم يصلهم معونات غذاء كما تعهدت السلطات.
Volunteers scramble to organise food and personal hygiene supplies at the Australian Muslim Social Services Agency in North Melbourne, Monday, July 6, 2020.
Volunteers scramble to organise food and personal hygiene supplies at the Australian Muslim Social Services Agency in North Melbourne, Monday, July 6, 2020. Source: AAP
ويقول عبد القادر إنهم شعروا بالاستهداف بسبب مفاجأة القرار. لأنه لاحظ أن السلطات لم تتخذ مثل هذه القرارات المفاجئة في مناطق أخرى ذات كثافة سكانية مختلفة. الأمر الذي فسره على أنه اضطهاد. كما قال إن سكان الأبراج سيتقدمون بشكوى رسمية فور إنتهاء الأزمة، بسبب ما لحق بهم من "أضرار" إثر قرار الإغلاق. 

 


شارك