مؤشرات ثقة المستهلكين والشركات ترتفع رغم الإغلاق.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع في مؤشرات ثقة المستهلك بنسبة 2.5% مقارنة بالأسبوع الفائت
- التفاؤل يعود لارتفاع نسب متلقي اللقاح وتعويل الأستراليين على عودة سريعة للاقتصاد بعد رفع الإغلاقات كما حصل العام الماضي
- تأثير مباشر على الاقتصاد الأسترالي جراء تراجع الاسستثمار الصيني في أستراليا
حدّثنا الخبير الاقتصادي عبدالله عبدالله عن تأثير تراجع الاستثمار الصيني المباشر في استراليا بسبب ازمة كورونا، حيث أصدرت الصين بيانات اقتصادية لشهر تموز/يوليو تظهر نموًا أبطأ من المتوقع جراء مواجهة ثاني أكبر اقتصاد في العالم كوارث الفيضانات وظهور متحور دلتا.
وظهر التباطؤ بشكل خاص في الإنفاق الاستهلاكي الفردي الصيني Consumer Spending، وشمل معظم البضائع مثل السيارات والمواد الكهربائية وغيرها. ولم يسجل قطاع التجزئة نموًا بأكثر من 8.5% على أساس سنوي في حين أن النمو في هذا القطاع كان متوقعًا بنسبة 11.5%. كما نما كل من القطاع الصناعي والاستثمارات بالأصول الثابتة بأقل من المتوقع.
كل هذه العوامل لها تأثير مباشر على الاقتصاد الأسترالي الذي لا يزال مرتبطًا بشكل كبير بالاقتصاد الصيني رغم كل الخلافات الأخيرة، حيث تعد الصين الشريك الاقتصادي الأول لأستراليا.
تشمل أبرز هذه الروابط التجارية تصدير المواد الأولية وخاصة الحديد الخام الذي تراجع سعره بحوالي 30% عن اعلى مستويات شهر أيار/مايو من 237 دولار أميركي الى مستوى 167 دولار هذا الأسبوع، ليس فقط بسبب تراجع نسب النمو الصيني، بل أيضًا بسبب إعلان أكبر الشركات المصنّعة للحديد في الصين عن انخفاض طلبها على الحديد الخام.
هذا الانخفاض السريع في سعر طن الحديد الخام سيؤدي حتمًا إلى تراجع أكبر في مساهمة الصادرات بنمو الناتج المحلي الاسترالي إضافة إلى التراجع في صادرات الخدمات بسبب إغلاق الحدود الدولية. وتعتبر الصادرات الأسترالية الرافعة الثانية للناتج المحلي بعد الاستهلاك المحلي الذي يعاني بدوره بسبب الإغلاق في ولاية نيو ساوث ويلز ومقاطعة العاصمة الأسترالية كانبرا وولاية فيكتوريا.
أما العامل المؤثر الآخر فهو تراجع الاستثمار الصيني المباشر في أستراليا بسبب أزمة كورونا، إلا أن هذا التأثير ليس بقدر تأثير تراجع الصادرات، فالصين هي البلد التاسع من ناحية الاستثمارات المباشرة في أستراليا.
وذكر عبدالله أن موازنة الحكومة الأسترالية وضعت على أساس توقعات سعر طن الحديد عند مستوى 55 دولار أميركي، أي على رغم من الضغط الذي سيضعه هذا التراجع على المؤشرات الاقتصادية الأسترالية، الا ان مالية الدولة تبقى محمية نوعا ما من هذه التقلبات، بانتظار جلاء الصورة بالنسبة للاقتصاد الصيني، لا سيما أن العلاقة التجارية الصينية الأسترالية مرتبطة بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية في آسيا.
مؤشرات ثقة المستهلكين والشركات
تعتمد ثقة المستهلك على استطلاعات رأي تقوم بها مؤسسات تابعة لمعاهد مالية ومصارف وهي تعكس آراء عينة من الناس حول أربعة أمور رئيسية:
- الوضع المالي الشخصي الحالي
- التوقعات حول الوضع المالي المستقبلي
- التوقعات الاقتصادية للمستطلعين للعام الحالي والقادم
- التوقعات الاقتصادية للمستطلعين لخمسة أعوام قادمة
ويتم احتساب هذا المؤشر بمجموع النقاط، فإذا كانت حصيلة المجموع فوق 100 نقطة، يعكس ذلك نظرة إيجابية للمستهلكين، أما ما هو دون الـ 100 نقطة فيعكس نظرة تشاؤمية.
وانخفض مؤشر ثقة المستهلك في نتائج استطلاع آراء المستهلك التي تم إجراؤها من قبل وستباك- معهد ملبورن في الأسبوع الواقع بين 2 إلى 7 آب/أغسطس، إلى مستوى 104 نقاط أي بانخفاض بنسبة 4.4% عن مستويات تموز/يوليو، وهو أدنى مستوى في 11 شهرًا . يعتبر هذا الانخفاض حادًا بنسبة 12.4٪ من أعلى مستوى في 12 عامًا عند 118.8 نقطة مسجلة في نيسان/أبريل من هذا العام.
ولكنه لا يزال أعلى من مستويات الإغلاق العام الماضي والذي وصل إلى مستويات متدنية جدا مسجلًا 75 نقطة.
وعلى عكس ذلك، أظهر الاستطلاع الأسبوعي الذي تجريه مؤسسة ANZ Morgan ارتفاعًا بثقة المستهلك بنسبة 2.5% عن الأسبوع الفائت إلى 101 نقطة بعد أن كان بالمستوى السلبي في الأسابيع السابقة.
ويعود التناقض الظاهر بين الاستطلاعين إلى تكرار حالات الإغلاق واختلافها بين المدن الرئيسية وارتفاع أو انخفاض عدد حالات كورونا، مما يؤدي لهذا التذبذب في شعور المستهلكين. كما يعكس استطلاع ويستباك صورة شهرية في حين ANZ MORGAN يعكس صورة تختلف من أسبوع لآخر.
لكن في كلتا الحالتين الصورة لا زالت إيجابية، أي أن الرقمين هما فوق 100نقطة، مما يعكس نظرة إيجابية عند الأستراليين بالنسبة لمستقبلهم المالي ومستقبل أستراليا الاقتصادي، والعاملان الأبرز لهذا التفاؤل رغم الاغلاق، هما أولًا ارتفاع نسب متلقي اللقاح وثانيًا تعويل الاستراليين على عودة سريعة للاقتصاد بعد رفع الإغلاقات كما حصل العام الماضي، وهذا يعكس مرونة عند المواطنين الأستراليين يعول عليه.
لمعرفة المزيد عمّا جرى بحثه، يمكنك الاستماع الى كامل المقابلة في الملّف الصوتيّ أعلاه.