النقاط الرئيسية:
- ظهر فانوس رمضان في عصر الدولة الفاطمية في مصر.
- تسرب الفانوس رويداً رويداً من مصر لباقي الدول العربية.
- الهلال وشجرة رمضان أصبحا أيضاً من مظاهر الزينة الرمضانية اليوم.
سوف نعود بالزمن إلى ما يزيد قليلاً عن ألف عام وتحديداً إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر. تقول الروايات أن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطاً بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة مع أفراد أسرته قادماً من المغرب في الخامس من رمضان عم 358 هجرية.
في تلك الليلة أمر القائد العسكري جوهر الصقلي ونائب الملك سكان المدينة بإضاءة الطريق بالشموع، فخرج المصريون في موكب كبير رجالاً ونساء وأطفالاً على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، ووضعوا الشموع على قواعد خشبية وغطوها بالجلود لكي لا تنطفئ، ومن هنا ظهر الفانوس كأحد الطقوس الرمضانية.
koran arabic candle lantern and player beads selective focus Source: Getty / seng kui Lim / 500px/Getty Images/500px
وهناك رواية أخرى تقول تروي أنه حين أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس ووضع شموع بداخلها، وشيئًا فشيئًا ظل الفانوس طقسا من طقوس الشهر الكريم.
Photo taken in Bangkok, Thailand Credit: Songyuth Unkong / EyeEm/Getty Images
مهما تعددت الروايات واختلف، فالأمر الذي لا شك فيه أن صناعة الفوانيس بدأت في العصر الفاطمي بمصر، حيث كان هناك مجموعة من الحرفيين يصنعونها ويخزنونها حتى حلول شهر رمضان.
This photo is taken in Damascus Syria in August 2010, it shows the statuses of whirling dervishes in a home Ramadan lights decoration. it reflects the culture of Mawlawiyah or whiriling dervishes, which is a Muslim fraternity of mystics (Sufis) founded in the 13th century in Konya, Anatolia, by the Persian Sufi poet Jalal ad-Din ar-Rumi Source: Getty / Haykal/Getty Images
تطور الفانوس عبر التاريخ
صنعت الفوانيس في بادئ الأمر من الصفيح الرخيص ، وتطورت بعد ذلك لتصبح فناً حرفياً. إذ بدأ يصنع من النحاس والزجاج الملون مع قاعدة خشبية توضع فيها الشمعة ويزين بالنقوش والزخارف اليدوية. ومع الوقت تطور شكل الفانوس واستخدم الزجاج المصقول مع فتحات مختلفة تغير شكل الإضاءة. كما تغيرت أحجامه وأصبح يضاء بالفتي والزيت بدلاً من الشموع.
مع الأيام تحول الفانوس من أداة إنارة للمنازل والماجد إلى عنصر زخرفي واحتفال ارتبط بشهر رمضان. فتسرب الفانوس المصري رويداً رويداً إلى دول الجوار مثل دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.
الفوانيس تزين شوارع لاكمبا في جنوب غرب سيدني Source: SBS
هلال رمضان وزينة مختلفة
عدا عن كل ذلك، فزينة رمضان اليوم تتنوع لتضم أكثر من الفوانيس فحسب فنرى البالونات والشرائط التي تتدلى منها النجوم والهلال والفوانيس الصغيرة منها الورقية ومنها المعدنية التي يمكن إضاءتها. لكن أبرز ما اصبحنا نراه هو شجرة رمضان، وهي تشبه إلى حد ما شجرة الميلاد ولكنها على شكل هلال الذي هو الرمزالأوحد الذي يعتمده المسلمون لتحديد بداية ونهاية شهر رمضان. فولادة الهلال ورؤيته يعنيان دخول الشهر وبداية فريضة الصيام والتي هي الركن الرابع من أركان الدين الإسلامي.
The photo taken on March 9, 2024 shows the decorations displayed in the streets to celebrate the arrival of the month of Ramadan in Beirut, Lebanon. (Photo by Bilal Jawich/Xinhua via Getty Images) Source: Getty / Xinhua News Agency/Xinhua News Agency via Getty Ima
الفانوس والهلال والزينة بكل أشكالها، مظاهر مختلفة لشهر واحد، شهر رمضان المبارك لتجعل منه شهراً مميزاً وتضفي عليه المزيد من البهجة والفرحة والسرور.
شجرة هلال رمضان/ Ramadan Moon tree Source: SBS