يتعرض الحاجز المرجاني المتفرد في جماله في أستراليا للتهديد.
النقاط الرئيسية
- يحاول العلماء تسريع وتيرة تطور الشعاب المرجانية لتكوين شعاب مرجانية يمكنها تحمل تأثيرات الاحتباس الحراري بشكل أفضل
- عندما ترتفع درجات حرارة المحيطات يتخلى المرجان عن طحالبه التكافلية التي تزوده بالمغذيات وتضفي عليه ألوانه الجميلة
- لا يعتقد العلماء أن "التطور بالمساعدة" قادر بمفرده على إنقاذ الشعاب المرجانية في العالم
يعد ارتفاع درجات حرارة المياه والتلوث والأعاصير الشديدة وهجمات نجم البحر من بين المخاطر التي تهدد بقاء الشعاب المرجانية.
ولكن يحاول العلماء تسريع وتيرة تطور الشعاب المرجانية لتكوين شعاب مرجانية يمكنها تحمل تأثيرات الاحتباس الحراري بشكل أفضل.
ويعد الحاجز المرجاني العظيم أو Great Barrier Reef أحد أكبر مناطق الجذب السياحي في أستراليا وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم الطبيعي ويمتد لأكثر من 2,300 كيلومتر على مساحة تبلغ حوالي 344 ألف كيلومتر مربع.
مثل جميع الشعاب المرجانية، تشبه هذه الشعاب غابة للحياة البحرية توفر الغذاء للبشر والحيوانات البحرية وحماية شواطئ المجتمعات الساحلية ووظائف في السياحة.
ولكن عندما ترتفع درجات حرارة المحيطات يتخلى المرجان عن طحالبه التكافلية التي تزوده بالمغذيات وتضفي عليه ألوانه الجميلة.
ويتحول المرجان إلى اللون الأبيض - وهي عملية تسمى التبييض - ويمكن أن يمرض بسرعة ويموت.
وقد شهد الحاجز المرجاني العظيم حالات تبييض هي الأكبر على الإطلاق في عام 2020 من مضيق توريس في الشمال وصولاً إلى الحدود الجنوبية للشعاب المرجانية.
ويقول كروفورد دروري وهو عالم بيئي متخصص في دراسة الشعاب المرجانية وباحث رئيسي في جامعة هاواي: "الشعاب المرجانية مهددة في جميع أنحاء العالم بسبب الكثير من العوامل ولكن ربما تكون درجات الحرارة المتزايدة هي الأشد خطورة. وهذا ما ينصب تركيزنا عليه حيث نركز على الشعاب المرجانية التي تتحمل الحرارة بشكل أفضل".
على مدى السنوات الخمس الماضية، أجرى الباحثون في هاواي وأستراليا تجارب لمحاولة تسريع وتيرة تطور الشعاب المرجانية لتوليد "شعاب مرجانية خارقة" يمكنها تحمل تأثيرات الاحتباس الحراري بشكل أفضل.
وحقق الباحثون نجاحًا أوليًا، حيث يقول كروفورد دروري إنهم يستعدون حالياً لزراعة الشعاب المرجانية التي تم تربيتها بشكل انتقائي وغيرها من الشعاب المرجانية المتطورة في المختبر مرة أخرى في المحيط لمعرفة ما إذا كان بإمكانها البقاء على قيد الحياة في الطبيعة.
"الفكرة الأساسية وراء التربية الانتقائية التي استخدمها الناس لآلاف السنين هي أنه إذا كنت تعرف خاصية أحد الوالدين وتفضل تربية هذا الوالد فيمكنك إما تضخيم أو زيادة السمة محط الاهتمام".
وعندما تفرخ الشعاب المرجانية فقاعات ذات رائحة سمكية يقوم العلماء بجمعها ووضعها في أنابيب اختبار.
ويسمون ذلك "التطور بالمساعدة".
وتقول مادلين فان أوبن عالمة الوراثة البيئية في المعهد الأسترالي لعلوم البحار بجامعة ملبورن - والتي نشرت النظرية لأول مرة مع زميلتها الدكتورة روث جيتس في هاواي - إنها لم تكن مقبولة على نطاق واسع عندما تم اقتراحها لأول مرة.
"كان هناك الكثير من التعليقات الأخلاقية مثل أننا نعتقد أننا نلعب دور الرب من خلال التدخل في تطور الشعاب المرجانية".واقترح العلماء إدخال الشعاب المرجانية إلى المختبر لمساعدتها على التطور لتصبح حيوانات أكثر مقاومة للحرارة.
Undated University of Exeter handout photo of degraded coral reefs at Lizard Island, Northern Great Barrier Reef, Australia. Source: Press Association
وقد جذبت الفكرة بول ألين المؤسس المشارك في شركة مايكروسوفت الذي قام بتمويل المرحلة الأولى من البحث والذي ما زالت مؤسسته تدعم البرنامج.
وتوفي الدكتور جيتس بسرطان المخ في عام 2018، لكن مادلين فان أوبن تقول إن العمل مستمر رغم وجود بعض المصاعب.
"نعم كان هناك بالتأكيد قدر كبير من الشك عندما اقترحنا الفكرة. ركّز العديد من الأشخاص على المخاطر. وتلقينا الكثير من التعليقات عن أننا ستفقد التنوع الجيني وستكون الشعاب المرجانية أسوأ حالًا إذا نفذنا الأساليب المقترحة".
ولا يعتقد العلماء أن "التطور بالمساعدة" وحده سينقذ الشعاب المرجانية في العالم.
لكن هذه الفكرة جزء من مجموعة من التدابير التي يتم اتخاذها وتتراوح بين إنشاء ظلال للشعاب المرجانية وضخ مياه أكثر برودة في أعماق المحيطات على الشعاب المرجانية التي ترتفع درجة حرارتها أكثر من اللازم.
وتكمن ميزة زراعة شعاب مرجانية أقوى في أنه بعد جيل أو جيلين ستنشر تلك الشعاب المرجانية سماتها بشكل طبيعي دون تدخل بشري كبير.
وقامت مادلين فان أوبن وزملاؤها بالفعل بإعادة بعض الشعاب المرجانية ذات الطحالب التكافلية المعدلة إلى الحاجز المرجاني العظيم.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات حول العالم، يقول العلماء إنهم يواجهون سباقا مع الوقت لإنقاذ الشعاب المرجانية.