في وقت ما زالت فيه بيروت تشيّع ضحايا انفجار المرفأ، الذي ما زالت الخسائر البشرية والمادية المهولة الناتجة عنه تتكشف أكثر يوما بعد يوم، يظهر أن عددا من اللاجئين السوريين كانوا من بين ضحايا انفجار بيروت في الرابع من آب / أغسطس الذي هز لبنان والعالم.
وفيما أفادت التقارير عن مقتل ثلاث عشر لاجئا سوريا جراء الإنفجار ما زال هناك سبعة وخمسين في عداد المفقودين، ويصعب تخمين الأرقام الصحيحة بالنسبة للاجئين السوريين الذي تضرروا جراء انفجار الرابع من آب/أغسطس، لأن البعض غير مسجلين رسمياولا يملكون أوراقا ثبوتية.ويستضيف لبنان حوالي مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين الذين نزحوا من بلادهم منذ عام 2011.
Firefighters douse a blaze burning in the rubble caused by a massive explosion in Beirut. Source: ABACA
عائلة كينو، من العائلات السورية التي وصلت إلى لبنان من محافظة حلب شمالي سوريا في عام 2013، وسكنت في منطقة قريبة من المرفأ. تعرض منزل العائلة إلى الدمار جراء الانفجار.
محمود وصهره فواز حاولا إنقاذ ما أمكن وإعادة المنزل إلى ما كان عليه، شقة متواضعة تقع بعيدًا خلف أحد الأبراج المطلة على البحر في بيروت. الركام والحطام والمعادن الملتوية، منعت وصولهما الى داخل البيت في حين لا يزال الزجاج المحطم يتساقط، من حين لآخر من الطوابق الأعلى.
كان والد محمود واسمه علي، يعمل حارسا لأحد العقارات التي لا تبعد أكثر من 400 متر عن موقع الانفجار، حيث كان جالسا أمام المبنى صحبة أسرته. ومع دوي الانفجار، هرع الشاب محمود إلى المبنى، ولكن لهول المشاهد التي مر عليها تيقن أنه لن يرى أي من أفراد عائلته مجددا.
لقيت شقيقته البالغة من العمر 16 عامًا حتفها تحت الأنقاض، ولكن نجت زوجته فاطمة وابنته هدى البالغة من العمر 11 عاما مع والده علي بإعجوبة، إلا أن ثلاثتهم أصيبوا بجراح بالغة. وتلازم هدى ووالدته الفراش الآن ولا يمكنهم الحركة بسبب الإصابات في حين فقد الوالد البصر في عين واحدة.
وقال محمود "اعتقدت أنني لن أرى أسرتي على قيد الحياة. في الطريق من منطقة الدورة رأيت مشاهد مروعة. رأيت أناسا قُتلوا في سياراتهم، اعتقدت أن هذا سيكون مصير عائلتي".
أفراد عائلة محمود الثلاثة يتألمون من حوله، وهو يشعر أنهم لا يحصلون على الرعاية الكافية، فمع اكتظاظ مستشفيات بيروت وجدت الأسرة أن عليها أن تعتني بنفسها ولم تكن العائلة تملك الكثير من المدخرات.
تنفق الأسرة القليل الذي تملكه على الأدوية والسكن، في حين لا يستطيع الأب العودة إلى العمل بسبب الدمار الكبير وتضرر صحته.يشعر محمود بالغضب، حيث كان قادرا على الاعتناء بنفسه وعائلته بصعوبة إلا أنه الآن ومع ما طالهم من الأضارا أصبح من الصعب علبه وعلى عائلته البقاء في لبنان. كما دفنت العائلة شقيقته في منطقة البقاع بعد خسارتها في الانفجار.
A banner with representations of the Lebanese flag hangs on a damaged building Aug. 12, 2020. (AP Photo/Hassan Ammar) Source: AP