كان كارتر القوة الدافعة وراء اتفاقات كامب ديفيد التي أدت في النهاية إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979. رغم أن فترة رئاسته امتدت من 1977 إلى 1981، فإن تأثير سياساته على المنطقة كان مستمرًا، حيث شكلت محطات الشرق الأوسط جزءًا من أبرز انتصاراته وتحدياته.
وُلِد كارتر في عام 1924 في مدينة بلاينز الصغيرة بولاية جورجيا. بعد دراسته في أكاديمية البحرية الأمريكية، خدم في البحرية الأمريكية لمدة سبع سنوات. ثم عاد إلى بلاينز بعد وفاة والده في عام 1953 ليقود مزرعة عائلته. بدأ مسيرته السياسية في عام 1962 عندما تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا، ثم أصبح حاكمًا للولاية في عام 1970. في خطابه الافتتاحي لحكمه، أعلن عن نهاية التمييز العنصري في ولايته، وهو ما كان خطوة جريئة في وقت كانت فيه القضايا العرقية لا تزال تشغل المجتمع الأمريكي.
الاتفاق كان حجر الزاوية للسلام في الشرق الأوسط، وهو لا يزال صامدًا حتى اليوم، وقد كان الأساس لمفاوضات أخرى مثل اتفاقات مدريد، اتفاق أوسلو، ومعاهدة السلام الأردنيةالكاتب والمحلل السياسي طارق الشامي
ترشح كارتر للرئاسة في 1976 في سياق بحث الأمريكيين عن تغيير بعد فترة طويلة من حكم الجمهوريين. فاز في الانتخابات على الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته، جيرالد فورد. ورغم التحديات المحلية، مثل أزمة الطاقة وارتفاع التضخم، كان أبرز محطات فترة رئاسته في السياسة الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط.
A 1979 Press Photo shows President Jimmy Carter in Milwaukee. 1979 Press Photo Jimmy Carter During Milwaukee And Wisconsin Visit (Photo by Milwaukee Journal Sentinel files / USA Today Network/Sipa USA) Source: AP / Carolyn Kaster/AP/AAPImage
وكما يروي طارق الشامي، الكاتب والمحلل السياسي في واشنطن: "كانت هناك مشكلات اقتصادية وتحديات عالمية وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران في عهد كارتر، لكن النقطة البارزة في فترته كانت بلا شك نجاحه في إدارة مفاوضات كامب ديفيد بين السادات وبيغين." ويضيف: "المفاوضات كانت مليئة بالعراقيل، إذ كان السادات قد هدد بالانسحاب أكثر من مرة بسبب عدم تلبية مطالب مصر. في إحدى المرات كان قد حزم حقائبه بالفعل استعدادًا للرحيل، لكن كارتر، بذكائه وصبره، تمكّن من إقناعه بالبقاء، متعهدًا ببذل جهد إضافي مع بيغين."
LISTEN TO
طارق الشامي: العنصرية "منهجية" في الولايات المتحدة والتغيير يستغرق وقتاً
SBS Arabic
22/04/202116:35
في تلك المفاوضات الصعبة، تنقل كارتر بين كوخَي بيغين والسادات في منتجع كامب ديفيد، حيث كان يعمل جاهدًا على تقريب وجهات النظر بين الطرفين. "لقد لعب كارتر دورًا محوريًا في جعل الطرفين يستمرون في التفاوض رغم الضغوط" يقول الشامي. وبالفعل، أسفرت تلك الجهود عن توقيع اتفاق كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978، الذي تمخض عنه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979.
وأضاف الشامي: "تُوجت هذه الاتفاقات بمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل تم توقيعها في البيت الأبيض بحضور كارتر، وهو ما كان حدثًا غير مسبوق في تاريخ المنطق.الاتفاق كان حجر الزاوية للسلام في الشرق الأوسط، وهو لا يزال صامدًا حتى اليوم، وقد كان الأساس لمفاوضات أخرى مثل اتفاقات مدريد، اتفاق أوسلو، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في وادي عربة."
اتفاقات كامب ديفيد، التي حظيت باهتمام عالمي غير مسبوق، كانت أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل، وما زالت صامدة حتى اليوم. وقد مهدت الطريق لمفاوضات السلام التي تم التوصل إليها في فترات لاحقة، بما في ذلك خلال فترة رئاسة ترامب، ما يعكس الأثر المستمر للإنجازات التي حققها كارتر.
كما يختتم طارق الشامي قائلاً: "رغم المشكلات الداخلية مثل أزمة الرهائن في إيران والضغوط الاقتصادية، تظل كامب ديفيد هي النقطة البيضاء في فترة رئاسة كارتر، وتمثل إرثًا كبيرًا في مسيرة السلام في المنطقة."
استمعوا إلى اللقاء كاملاً مع الكاتب والمحلل السياسي طارق الشامي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على