"كنت أعيش في مدينة حلب خلال الحرب وكانت المدينة الأخطر" بهذه الكلمات التي تفوح منها رائحة القذائف والخوف من مصير مجهول، بدأ الدكتور ياسر قاسو، وهو لاجئ سوري في ملبورن، يروي لنا فصول قصة نزوح تخللتها محطات عدة إلى أن حط رحاله في ملبورن عام 2018 آملاً بتحقيق أحلامه في الوطن الجديد.
تابع قائلاً: "تنقلت كثيراً خلال الحرب في سوريا وانتهى بنا المطاف في مدينة القامشلي. في 2015 وقعت الكثير من التفجيرات وقضى الكثير من أصدقائي فيها فاضطررت للمغادرة".
تدهورت الأحوال الأمنية أكثر فأكثر، واضطر قاسو للنزوح بمفرده في بادئ الأمر إلى مدينة زاهو في شمال العراق، حيث تمكن هناك من تحقيق شيء من الاستقرار وواصل العمل في طب الأسنان.
LISTEN TO
مواطن أسترالي عراقي في سيدني: "المهاجر يعاني جداً جداً جداً أول ثلاث سنوات"
SBS Arabic
02/07/202409:26
بمحض الصدفة، سمع ياسر من الجالية السورية في المدينة العراقية التي التجأ إليها عن طلبات اللجوء إلى أستراليا.
"قمت بتعبئة الطلب على سبيل التجربة وما كان من السفارة إلا أن اتصلت بي بعد 10 أيام. قمنا بإجراء الفحص الطبي وحصلنا على التأشيرة خلال 3 أشهر فقط."
على الرغم من حصولهم عادةً على مستويات مؤهلات أعلى من المولودين في أستراليا، إلا أن ما يقرب من نصف المهاجرين واللاجئين (44%) في أستراليا يعملون في وظائف أقل من مستوى مهاراتهمتقرير لمنظمة SSI بالتعاون مع Deloitte Access Economics
الجدير بالذكر أنه يمكن إضافة 70 مليار دولار إلى الاقتصاد على مدى السنوات العشر القادمة إذا عمل المهاجرون واللاجئون في مجالات تتناسب مع مهاراتهم.
وصل طبيب الأسنان الطموح إلى استراليا وتمكن بمساعدة من صديقه الوحيد في ذلك الوقت من تأمين سكن للعائلة، بعد أن قضى برفقتهم 10 أيام في سكن حكومي في منطقة داندينونغ.
حاول ياسر معادلة شهاداته في طب الأسنان ولكن طُلب منه أوراق ومستندات لم يتمكن من تأمينها: "حاولت الإتصال بمعارفي في سوريا لتأمين هذه الأوراق. شعرت بالإحباط لأنه كان ينبغي ذهابي شخصياً وشعرت بالإحباط لعدم قدرتي على ذلك. ممكن أروح وما أرجع."
ورغم حوالي 19 سنة من ممارسة طب الأسنان، بدأ حلم مزاولة المهنة يبتعد شيئا فشيئاً ولكن "الحرب في سوريا علمت د. ياسر الرغبة بالبقاء على قيد الحياة والتأقلم مع أي ظرف."
اول شهر لنا في أستراليا كنت متفائلاً جداً وشعرت أن أستراليا وطني. بعد ذلك استقيظت من هذا الحلم وبدأت التحديات بالظهور
رفضاً للاستسلام لهذه التحدي ورغبة منه في تأمين مصدر رزق لعائلته، بدأ ياسر بدراسة الدبلوم المتقدم في الترجمة وغيّر مجال عمله تماماً.
"في فترة الكورونا كنا نساعد ونشرح للجالية فوائد اللقاح والاثار الجانبية. رغبتي بخدمة المجتمع ساعدتني أيضاً بتطوير مهاراتي باللغة الإنجليزية وزادت من ثقتي في قدراتي في الترجمة."
بعد سنوات على انطلاقته الجديدة، ونيته تأسيس شركة لتقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة انطلاقاً من تجربته مع ابنه المصاب بالتوحد، ما زال طيف طب الأسنان يراوده ولا يفارقه: "أتألم عندما يقول لي أحد أبنائي أنه يعاني من ألم أسنان. تخيل أن يكون أمامك كأس من الماء وابنك عطشان ولكن غير قادر على تقديم المساعدة له."
استمعوا إلى قصة د. ياسر قاسو بالتفاصيل في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على