" بالعين المجردة اشبه بحرب عالمية": من دمشق الى السويداء،هل انتهى شهر عسل سوريا لتبدأ مرحلة الواقع الشائك؟

161f8124-148e-44a4-bbf9-acf376402549.jpeg

Human rights & Women's rights activist Film, TV and freelance Writer Rima Flihan visits her motherland Syria after the fall of Assad regime

تخرج سوريا من عزلتها العربية والدوليّة ببطء وترقّب، وفيما تحتضن المملكة العربية السعودية اجتماعًا وزاريًا دوليًا لدعم سوريا بمشاركة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، تتريّث واشنطن في حذف "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب والتعامل معها لتأمين مستقبل سوريا. في لحظات مصيرية تشهد على تحولات سريعة في المنطقة، هل تطول مرحلة عدم الاستقرار ام انه لا بد من مرحلة انتقالية نحو وجه من أوجه الديمقراطية مهما كان ثمنها؟ وكيف يبدو هذا الواقع بالعين المجردة؟ الاجابة مع الكاتبة والمدافعة عن حقوق الإنسان، ريما فليحان التي زارت مسقط رأسها سوريا من دمشقها الى سويدائها .


مرّ شهر على الاطاحة بحكم الأسد ودكتاتورية نصف قرن من الحكم الواحد، ليختم نظام الأسد بالشمع الأحمر بعد 13 سنة من الثورة السورية وحركة المعارضة لتبدأ حقبة جديدة مع تشكيل الحكومة السورية الانتقالية، وقد أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلقله ازاء الوضع "الخطير للغاية" في سوريا، محذراً من أن سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد يعني "استبدال ديكتاتور بآخر".

030f4bb4-8e8c-4afd-8ce9-27b78c5799a2.jpeg
Rima Flihan amidst loved ones in her motherland Syria after the fall of Assad regime

في خطوة تاريخية هي الأولى منذ 15 عامًا، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، في العاصمة السورية دمشق قائد الإدارة المؤقتة في سوريا أحمد الشرع، والذي أكد لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن سوريا لن تكون ممرًا للسلاح الإيراني لحزب الله.

هذا وأعلنت الاستخبارات السورية الجديدة أمنيًا عن إحباط محاولة تفجير من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش داخل مقام السيدة زينب في دمشق فيما نفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مسؤوليتها عن السيارة المفخخة التي أعلن جهاز الاستخبارات السوري ضبطها في حلب، وإنها قدمت من مناطق سيطرة "قسد".

توجهت الكاتبة والمدافعة عن حقوق الإنسان، ريما فليحان، الى مسقط رأسها سوريا في أول فرصة للقاء عرس الوطن في مرحلة ما بعد الأسد. هي التي وجّهت نداءً الى الحكومة المؤقتة حول الحاجة الملحة لتأسيس هيئة العدالة الانتقالية التي يجب أن تضم مؤسسة القضاء كما مؤسسة للسلم الأهلي والمصالحة تقول:

موضوع العدالة الانتقالية هو الأكثر أهمية إذ تضمن مسار المحاسبة والمصالحة

هي التي اختارت أن تشهد على ولادة وطنها من جديد الذي تتحقق فيه كرامة كل السوريين ويتسع لأحلامهم، تصف مشاعرها لحظة معانقة تراب الوطن بعد سقوط نظام الأسد قائلة:

"عشت مشاعر مختلطة في لحظة من حنين ولقاء الأحباء. رأيت فرحًا في عيون الناس بزوال هذا الكابوس، ونظام الأسد الذي رحل بعد أن نهب البلاد وكل مقدراتها".

 هي التي أكدت فليحان على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية تتماشى مع قرار الأمم المتحدة 2254، لضمان انتقال السلطة بشكل سلس وآمن، نقلت الواقع دون تجميل عبر أثير أس بي أس عربي بالعين المجردة قائلة:

"هناك حالة من التعب والفقر، وقمت بزيارة ضواحي دمشق. كل شيء مهدّم ومدمر. كأنك أمام مشهد من الحرب العالمية الثانية. وهناك حاجة لبدء عملية التعافي وإنعاش البلد، في ظل وضع اقتصادي هش".

وتتابع موضحة:

هناك تفاوت في وجهات النظر بين المتفائل، المتفائل بحذر والقلق وسط ما شهدناه من التجاوزات التي تجاوبت الحكومة في بعض الأحيان مع بعض الاعتراضات، لذا يحق للسوريين أن يكونوا قلقين".

 توضح ريما أن المشهد السوري مع هشاشته مختلف تمامًا اذ تقول:

الناس قادرون أن يتكلموا اليوم دون خوف، ومن داخل سوريا يرفعون أصواتهم بحرية. يحق للجميع أن ينتقدوا التجاوزات بصوت عال وحرية الرأي مضمونة

فليحان التي أعربت عن حاجة سوريا للحضن العربي والدولي كما للحراك الدبلوماسي لبناء عملية سياسية تشمل كل المكونات السياسية وتفاديًا للانزلاق الى حالة الفوضى تقول:

" هناك حاجة لدعم دولي وعربي لانتشال سوريا وسط تحديات على المستوى القانوني"،

" الحكومة الحالية هي حكومة تسيير أعمال وعملية تشكيل حكومة انتقالية لم تبدأ بعد. أعتقد أن هناك اعتراف واضح بحاجة سوريا للحضن العربي والدولي، لتجنب الفوضى".

وتتابع الكاتبة والسيناريست والمدافعة عن حقوق الإنسان ريما فليحان قائلة:

يجب الّا تترك سوريا وحيدة اليوم ويمكن تجنب انهيارًا سيؤدي إلى فاجعة أكبر


ريما فليحان التي أن تفرق بين الحاجة لرفع العقوبات عن سوريا ورفع هيئة تحرير الشام عن لائحة الإرهاب، تقول:

"قد نختلف في قراءة للواقع السوري ولكننا نتفق جميعًا على محبة سوريا".

هذا وأفاد العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة على الأرض في سوريا أن تحديات هائلة لا تزال قائمة في البلاد بسبب انعدام الأمن وتدمير البنى التحتية اذ يحتاج ما يقرب من 15 مليون شخص إلى دعم صحي إنساني وما زال ما يقرب من 13 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد حسبما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك مؤكدًا أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون المساعدة "حسبما تسمح الظروف الأمنية واللوجستية".

وفي أول زيارة للجنة التحقيق الأممية قال رئيس لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا باولو بينيرو إن اللجنة مستعدة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لملاحقة مرتكبي الجرائم في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ومحاكمتهم أمام القضاء الدولي مضيفًا إن هناك آلافا من مرتكبي الجرائم في عهد الأسد يجب محاسبتهم.

ما هو دور المثقفين السوريين والناشطين لا سيما في الاغتراب في بناء أسس هذه المرحلة الإنتقالية من تاريخ سوريا ؟

 الإجابة مع الكاتبة والمدافعة عن حقوق الإنسان، في الملف الصوتي أعلاه.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على .

 استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على  وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 و و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

 

شارك