"العدو لا يقترف ذلك": هل تكرر سوريا النموذج العربي في ربيع لم يزهر بحثًا عن ديمقراطية تائهة؟

Roger Asfar.jpg

Former Samir Kassir Award winning Syrian journalist Roger Asfar

أتى ربيع سوريا وللمرة الأولى في كانون ليرفع علم الثورة السورية فينهي نصف قرن من الحكم الواحد، ليختم نظام الأسد بالشمع الاحمر بعد ١٣ سنة من الثورة السّورية مع تكليف محمد البشير بتشكيل الحكومة السورية الانتقالية في حقيبة جديدة من تاريخ سوريا، فيما واشنطن تدرس حذف "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب والتعامل معها لتأمين مستقبل سوريا. في هذه اللحظات المصيرية حيث يراقب العالم بأسره التحولات السريعة والمتلاحقة، هل يطول عدم الاستقرار في مرحلة انتقالية لا بدّ منها نحو بناء الدولة الحلم مهما كان الثمن؟ ما الذي يضمن عدم تكرار النموذج العربي من ربيع لم يزهر في ثورات بحثت عن الديمقراطية ولم تجدها؟ الإجابة من العاصمة بيروت مع الصحافي والباحث السوري روجيه اصفر الفائز بجائزة سمير قصير لحرّية الصحافة.


خلّفت الحرب السورية حصيلة قتلى تجاوزت النصف مليون وعشرات آلاف المفقودين والنازحين، وحسب منظمات عالمية فإن أكثر من نصف عدد السكان في سوريا، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويغطي متوسط الأجر الشهري حاليا نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط.

عقد مجلس الأمن الدولي، بصورة طارئة جلسة مباحثات مغلقة حول سوريا بعد سقوط النظام. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ الولايات المتحدة تدعم بقوة الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية مسؤولة عبر عملية شاملة بقيادة سورية. بدوره تحدّث الرئيس الأمريكي جو بايدن من البيت الأبيض عن فرصة تاريخية للسوريين من أجل بناء مستقبل أفضل بعد سقوط نظام الأسد قائلًا: "أخيراً، سقط نظام الأسد"، مع تحذيره من الغموض والأخطار الناتجة من الوضع الراهن، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستعمل مع جميع المجموعات السورية من أجل ضمان انتقال سياسي بعد سقوط نظام بشار الأسد. وتابع الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ سوريا في مرحلة من الخطر والضبابية، مضيفًا أنّه "لأول مرة منذ أعوام، لا يوجد أي دور مؤثر لروسيا أو إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية هناك".


توقف الصحافي والباحث السوري روجيه اصفر عند هذه اللحظات التاريخية التي ترسم بداية جديدة في تاريخ سوريا اذ يقول:

" انهيار 61 عامًا من حكم البعث و53 عامًا من حكم آل الأسد يتركني مع مشاعر المختلفة، لا يمكن تصديق ما يحدث بكاء وفرح في اللحظة الواحدة مع الحزن والكآبة على مشاهد المعتقلات والجثث في المستشفيات العسكرية".

أصفر الذي ترك سوريا قسرًا يعاين الجرح السوري الذي لن يندمل اذ يقول:

رحل هذا النظام دون محاكمة من رأسه إلى عناصره الأساسية، ولكنه خلق جرحًا وحزنًا سيرافق كل سوري مدى الحياة. جرح لن يتعافى السوريون منه سواء اختبروه أم عاينوه

هو الذي يعجز عن وصف فظاعة ما ارتكبه نظام الأسد بحق شعبه يقول:

"لا يوجد كلمات تعبّر عمّا شهدناه! لا يمكن تصوّر أن يصنع الإنسان شيئًا من هذا القبيل بإنسان آخر. لا أستطيع أن أتخيل أن يقوم عدوي بذلك فكم بالحريم ابن بلدي".

شرح روجيه اصفر أحقيّة المخاوف حيال مستقبل سوريا وخطر التقسيم والوقوع في الفوضى العارمة في مرحلة انتقالية لا بدّ منها، اذ يقول:

"الفيدرالية ليست شيئًا مخيفًا بالنسبة لي. لا أعتقد أن موضوع التقسيم هو خطر جدّي اذ أن كل البيانات الدولية تركز على وحدة الأراضي السورية رغم المعوقات والمخاوف سيما بالنسبة العلويين بعد سقوط النظام، ولكن التصرفات المضبوطة والجيدة حتى اللحظة من قبل هيئة تحرير الشام مطمئنة"،

وتابع موضحًا:

" يبقى الموضوع الأصعب هو المكون الكردي الذي له تاريخ من الجرائم المتبادلة مع جزء من المكوّن العربي، واعتقد ان حل الموضوع مرتبط بالدور التركي الإقليمي في هذا الإطار"،

الإدارة الذاتية للأكراد برغماتيّة ومدركة للواقع وقد تقدم تنازلات لطمأنة الأكراد، فللجميع المصلحة في حل الموضوع الكردي".

وفي قراءة واقعية لخطاب الجولاني المعتدل والمطمئن للأقليات والذي قد لا ينسي الناس، ان تغير الاسم، ماضٍ مع التطرف الاسلامي المسلح، يتطلّع الأصفر الى بناء الدولة على أسس دستورية قائلًا:

"أعتقد أن الرغبة الدولية في تحقيق استقرار ما في المنطقة يعوّل عليه سيما بعد إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. الحذر من سلطة الواقع واجب سيما لتاريخها وممارساتها السابقة"،

تسمية رئيس حكومة من قبل قائد عسكري وإن حقق الفوز، لا يعطي الشرعية للسلاح. الشرعية لا تأتي بالسلاح

ويوضح أصفر قائلًا:

" نتطلع إلى سلطة ديمقراطية منتخبة على أساس دستوري يمثّل جميع المكونات في انتخابات نزيهة وحرة تحترم حقوق الإنسان"،

"نحن بحاجة إلى شرعية وانتخابات نزيهة والمهم إفراز سلطة تحترم حقوق الإنسان كي لا تنتقص هذه الشرعية".

وفي لحظة تاريخية اشبه بالحلم بالنسبة للصحافي والباحث السوري روجيه اصفر الفائز بجائزة سمير قصير لحرّية الصحافة عام 2019، يتوجه لسمير قصير الذي اغتيل في بيروت في 2 حزيران 2005 لأجل حرية الرأي والكلمة الحرة و"ربيع العرب حين يزهر في بيروت إنما يعلن أوان الورد في دمشق"، وفي لحظة مفصلية من تاريخ سوريا يقول له:

"تمتد قيمك وحلمك في لبنانيين وسوريين كثر. لبنان تحرر بجزء كبير من النفوذ الإيراني والنظام الجار الذي كان كابوسًا للّبنانيين والسوريين أصبح من خبر كان واعتقد ان الشعبين امام فرصة تاريخية لبنان دول مستقلة".

هل يتكرر النموذج العراقي او الليبي في ربيع عربي لم يزهر؟ وما دور الاغتراب السوري في اعادة بناء الدولة الحلم؟

الإجابة مع الصحافي روجيه أصفر في الملف الصوتي أعلاه.

 للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على .

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على  وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 و و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

 

شارك