أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقفًا لإطلاق النار في لبنان مؤكدًا إن مدة الهدنة "تتوقف على ما يحدث في لبنان" وأن إسرائيل ستهاجم إذا انتهك حزب الله الاتفاق فيما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يطالب بتنفيذه على الفور.
ترتيبات أمنية في الجنوب، ومسودة "الاتفاق" تتضمن حرية الحركة العسكرية للجانب الاسرائيلي بإشراف لجنة خماسية الأطراف تقودها الولايات الأمريكية المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة أي انتهاكات، وتنص على فترة انتقالية مدتها 60 يوماً على أن يتعهد الطرفان بوقف الهجمات.
تشمل الضمانات إعطاء الضوء الأخضر للجانب الاسرائيلي بالتصدي ضد أي تهديدات الوشيكة من الاراضي اللبنانية مع اتخاذ كامل الإجراءات لمنع إعادة تشكيل وجود عسكري لحزب الله جنوبي الليطاني وضبط تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية او المنافذ الجوية والبحرية على أن يسحب حزب الله قواته إلى الشمال من نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كم عن الحدود الإسرائيلية وسترسل الحكومة اللبنانية 5000 من قواتها إلى هذه المنطقة.
استهل الكاتب الصحفي في صحيفة نداء الوطن وسكرتير تحرير الأخبار في محطة MTV اللبنانية غبريال مراد مداخلته من العاصمة بيروت بقراءة أوليّة الى ما تمثلّه هذه الهدنة والتي ليست اتفاقًا نهائيًا، بل مرحلة من الهدنة العسكرية بين لبنان وإسرائيل بإشراف دولي وبرضى الطرفين موضحًا:
"أظن أن كل طرف من طرفي النزاع وصل إلى مرحلة كان يحتاج فيها إلى هذا الاتفاق الذي ليس استسلامًا من الجانب اللبناني لإسرائيل وليس فوزا نهائيا لها".
شرح مراد أن هناك عدة عوامل ونقاط لا تزال عالقة تحتاج إلى البحث منها مسألة الحدود بين لبنان وإسرائيل وأن الوسيط الأمريكي سيدخل في مفاوضات حولها.
وعن المكاسب التي حققها حزب الله من ربط جبهة لبنان بغزة في ساحات توحدت في الدمار وانفصلت في وقف إطلاق النار، يجيب مراد:
"حزب الله لم ينهزم بشكل نهائي رغم خساراته اذ خسر أمينه العام وخسر لبنان حوالي 4000 شهيدًا وأكثر من 15 ألف جريحًا"،
مع انسحابه إلى ما وراء الليطاني من سينزع سلاح حزب الله وكيف؟ وما هي المدة الزمنية لذلك؟ علامات استفهام تدل على أن ما قبل هذه الحرب ليس كما بعدها، هناك حزب الله جديد
تساءل مراد حول مدى جهوزية الحزب اليوم في لعب لعبة سياسية بينما اعتاد على "لعبة العسكر واستعراض القوة في الداخل اللبناني" بحسب قوله، وسط تأكيد نتنياهو انتصاره في فك الارتباط بين جبهتي غزة ولبنان الذي كرسه الأمين العام الراحل حسن نصر الله، للتركيز على إيران في المرحلة المقبلة. وبالتالي يعتبر أنه جاهز للمرحلة اللبنانية بإشراف دولي اذ يقول:
"نتنياهو جاهز للتعامل مع قواعد اللعبة الجديدة، ولكن لديه أبعاد جديدة متمثلة بإيران وما تشكله من تهديد نووي وبالتالي منطقة الشرق الأوسط لن تكون في حالة من الاستقرار، ستكون في حالة من شد الحبال العسكري".
وعن مرحلة ما بعد هذه الحرب بالنسبة لحزب الله، يرى مراد أن هذا المكون وان أساسي في السلطة اللبنانية، عليه أن يكون بالتساوي مع المكونات الأخرى قائلًا:
" إن نغمة الاستقواء التي مارسها البعض على مدار التاريخ اللبناني من الأفرقاء كافة، أثبتت أن الاستقواء وممارسة اللاديمقراطية في لبنان تؤديان بالنهاية إلى خسارة هذا الطرف وخسارة لبنان".
وتابع منوّهًا:
" حزب الله على المحك والأكيد أنه خسر الكثير كما لبنان، وعليه أن يعي أن هذه المرحلة هي مرحلة جديدة. هل سينخرط فعليًا في الحياة السياسية اللبنانية كشريك له صوت عليه واجبات على المستوى السياسي؟ هل سيقتنع أن لديه وزراء ونواب، بلديات ومخاتير ويلعب اللعبة الداخلية اللبنانية؟"
مراد الذي توقف عند الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حدد سقف اتفاق الطائف، يرى أن ذلك مؤشر حيال استعداده للعب اللعبة الديمقراطية وتسهيل انتخاب رئيس قائلًا:
هذه ساعة حساب وساعة الحقيقة، على حزب الله أن يترجم هذه الأقوال وأن ينخرط في هذا المسار وإلا سنكون امام مشهد مكرر للتلاعب على القرارات الدولية كما حصل مع القرار 1701 ما يضر بالاستقرار اللبناني
" لا أحمّل الحزب المسؤولية فقط، هناك مسؤولية أيضا على الجانب الإسرائيلي الذي خرق القرار 1701 اكثر من ثلاثين ألف مرة بشهادة الأمم المتحدة".
يقرأ مراد إن إسرائيل التي تفاوض من موقع القوة، كسرت شوكة حزب الله بالمعنى العسكري وليس بالمعنى السياسي ولم تتمكن من الغاء وجوده وبالتالي يجب التوصل الى خارطة طريق واضحة تنهي مسألة الهدنة المرحلية الى اتفاق نهائي قائلًا:
على الجانب الإسرائيلي أيضا أن يعي أن مسألة الانخراط في الحرب لم تؤمن له الفوز الكامل، لم يقض على حزب الله بشكل كامل الذي ما زال موجودًا وان كسر شوكته العسكرية
يأمل مراد أن تدوم هذه الهدنة المرحلية بعد الأثمان الباهظة التي دفعها لبنان من الدمار والدماء والشهداء مع 800 ألف شخص هاجروا من لبنان منذ بدء هذه الحرب.
هذا وانتقد بن غفير الاتفاق الناشئ مع لبنان ووصفه بأنه "خطأ كبير"، مضيفاً أن الوقت الحالي يمثل "فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله" لا يجب تفويتها فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي اسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تتسامح مطلقاً مع أي انتهاك محتمل لوقف النار في لبنان متوعدًا بهدم أي منزل يستخدم قاعدة للإرهاب وبإحباط أي محاولة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله سيتم إحباطها.
هل يشتري نتنياهو الوقت في استراحة المحارب؟ هل الجيش اللبناني جاهز لوجيستيًا وعسكريًا للتموضع في المناطق الحدودية ؟
الإجابة مع الصحفي غبريال مراد في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.