في اليوم العالمي للطف: "يجب أن نترك بصمة في أستراليا من خلال العطاء وفعل الخير"

Hala Ballan

السيدة هلا بلان في لقاء مع أس بي أس Source: I Riman

يهدف يوم اللطف العالمي لتسليط الضوء على الأعمال الصالحة في المجتمع مع التركيز على القوة الإيجابية وخيط اللطف المشترك الذي يربطنا.


يوم اللطافة العالمي أو World Kindness Day هو يوم عالمي يروج لـ أهمية التعاطف مع بعضنا البعض ومع أنفسنا ومع العالم. الغرض من هذا اليوم، الذي يتم الاحتفال به في 13 نوفمبر من كل عام، هو مساعدة الجميع على فهم أن التعاطف مع الآخرين هو ما يربطنا جميعًا معًا، ويساعد على سد الفجوة بين الأفراد والدول. ولا تنتمي هذه الحركة إلى أي دين أو حركة سياسية، وتشارك فيها أكثر من 28 دولة في العالم.
الهدف هو التركيز على الأعمال الصالحة والقوة الإيجابية
الغرض من يوم اللطف العالمي كما حددته حركة اللطف العالمية هو "تسليط الضوء على الأعمال الصالحة في المجتمع مع التركيز على القوة الإيجابية وخيط اللطف المشترك الذي يربطنا." ومنذ إنشائه قبل أكثر من عقدين من الزمن، جذبت الأحداث المرتبطة بهذا اليوم مشاركين من كل قارة مأهولة. وقد اشتملت هذه الأنشطة على أنشطة مثل الحفلات الموسيقية وحشود الرقص وتوزيع "بطاقات اللطف".
العطاء ينبع من داخلي ومن البيئة التي تربيت فيها
وفي حديث مع SBS Arabic24 تقول السيدة هلا الأشقر بلان التي تتميز باللطف والعطاء والعمل الخيري إن العطاء ينبع من شغفها وحبها لعمل الخير، كما وأنه قد يكون نتيجة للبيئة التي ترعرت فيها. 

"العطاء ينبع من شغفي وحبي لعمل الخير. وأشعر بعد كل عمل أقوم به أنني كان يجب أن أعطي أكثر". 

"العطاء يعطيني سعادة، وهو قد يكون نابعا من البيئة التي تربيت فيها، وهي بيئة مترابطة، معجونة بالمحبة والتضحية، إن كان على صعيد وطننا أو مجتمعنا وحبنا للأرض، للوطن، ونقلنا هذا الشيء إلى بلاد الغربة".
Hala Ballan
السيدة هلا الأشقر بلان تحمل حفيدها في إحدى المناسبات التي نظمتها اللجنة النسائية في الجمعية الخيرية الدرزية في ملبورن Source: Hala Ballan
يجب أن يكون لنا بصمة في هذا البلد
وتضيف السيدة هلا الأشقر بلان، وهي عضو في اللجنة النسائية في الجمعية الخيرية الدرزية في ملبورن بأنه من الضروري ترك بصمة جيدة في نفوس كل من نقابلهم في أستراليا. 

"أشعر أنه يجب أن يكون لنا بصمة في هذا البلد ويجب أن نكون موجودين ونعطي من قلبنا ونضحي من أجل من حولنا، حتى جيراننا الذين لا نعرفهم، وأن نكون لطفاء معهم، أشعر أن البسمة مهمة أنني يجب أن أكون مصدر سعادة ولو بشكل عابر وبسيط". 

لم يصبح هذا اليوم يوما رسميا بعد، لكن "حركة اللطف العالمية" تأمل في الحصول على الاعتراف الرسمي من قبل الأمم المتحدة. فإذا نجحت المجموعة في جهودها، فإن يوم اللطف العالمي سينضم إلى صفوف الأيام المعترف بها للاحتفال مثل اليوم العالمي للسلام ويوم حقوق الإنسان ويوم الصحة العالمي.

وفي هذا اليوم يمكن القيام بأنشطة متعددة تبرهن عن اهتمامنا ولطفنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين. مثل تقديم المديح، الابتسامة للغرباء، إعطاء هدية، ترك مقعدك في قطار مزدحم لشخص بحاجة أكثر للجلوس. ويسير اللطف والتواصل جنبًا إلى جنب فهل نخصص بضع دقائق إضافية اليوم لعناق أحبائنا وأصدقائنا، أو حتى الاتصال والاطمئنان عنهم؟  قد يتساءلون ما الذي أصابنا لكنهم سيقدرون ذلك.

يوم اللطف العالمي يركز على التقبل والتنوع والمحبة.  وهذه بعض التصرفات التي تبرهن على اللطف مثل:

  • مجاملة شخص ما على لباسه أو تسريحة شعره
  • تقديم وجبة خفيفة أو مشروب ساخن لشخص ما
  • إعطاء شخص ما بطاقة بها رسالة جميلة مكتوبة في الداخل
  • الاتصال أو إرسال رسالة إلى صديق أو فرد من العائلة لم تتحدث معه منذ فترة
  • العناية بأعمال منزلية أو في الحديقة لصديق أو قريب
  • ارسال رسالة فيها صورة وتحية صباحية

حقائق مذهلة تثبت الحاجة للطافة وحسن المعاملة

  • يعاني واحد من كل أربعة أطفال من التنمر في المدرسة على أساس منتظم، تعليم الأطفال أن يكونوا لطفاء مع الجميع، حتى لو كانوا مختلفين، والوقوف في وجه التنمر عندما يرون ذلك، يحولهم إلى بالغين شجعان ولطيفين.
  • من المفيد أن تكون لطيفًا ينتج الأشخاص الطيبون باستمرار 23٪ أقل من الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، بسبب انخفاض مستويات التوتر، فإن الأشخاص الذين يمارسون اللطف يتقدمون في السن بشكل أبطأ من متوسط السكان.
  • اللطف معدٍ، وجد باحثون من مختبر ستانفورد الاجتماعي لعلم الأعصاب أنه عندما يرى الناس شخصًا آخر لطيفًا، فمن المرجح أن يتصرفوا بلطف تجاه الآخرين.
  • يخفض ضغط الدم، يفرز الدفء العاطفي هرمون الأوكسيتوسين الذي يوسع الأوعية الدموية وبالتالي يخفض ضغط الدم.
فعل الخير مردوده طاقة إيجابية
وتقول السيدة هلا الأشقر بلان إن العمل الاجتماعي ومساعدة الآخرين يعود عليها بسعادة وراحة نفسية ويعطيها طاقة إيجابية. 

"نحن نعمل على صعيد الجالية العربية بشكل عام، ولدي نشاطات اجتماعية في المنطقة التي أعيش فيها، ودائما يهمني العمل مع كبار السن الذين يشعرون بالوحدة، وكم يكونون سعيدين عندما أخصص لهم وقتا ولو قصيرا للاستماع إليهم وإلى همومهم بصدق وشغف، وهذا يعطيهم راحة نفسية، تنعكس علي بطاقة إيجابية لأنني أشعر بأني فعلت خيرا بتخفيفي الألم عن أحد ما". 

وتذكر هلا قصة حيث قامت بمواساة عائلة فقدت الوالدة ووقفت إلى جانب العائلة خلال الاغلاق الذي فرضه تفشي وباء كورونا، وكم كانت متأثرة عندما أرسلت لها العائلة هدية رمزية تقديرا لوقوفها بجانبهم. 

"مررنا بأوقات صعبة خلال الإغلاق حيث فقدت عائلات أعزاء لها ولم يكن مسموحا التجمع، ولقد وقفنا بجانب عائلة أصدقائنا الذين فقدوا والدتهم، وكم كانت مبادرة لطيفة منهم أن أرسلوا هدية رمزية لي فيما بعد وهي شمعة عليها صورة الوالدة تقديرا لوقوفنا بجانبهم، شمعة تحمل معاني النور والنقاء والعطاء". 

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.


شارك