النقاط الرئيسية
- تقرير جديد يدعو إلى تغييرات كبيرة في نظام الهجرة في أستراليا.
- حث معهد جراتان على إعطاء المهاجرين أصحاب الدخل المرتفع تأشيرة دائمة بأستراليا.
- يرى معهد جراتان أن نظام الهجرة الأسترالي قد "عفا عليه الزمن".
ذكر تقرير جديد أن نظام الهجرة الأسترالي يحتاج إلى تغييرات شاملة لمنع البلاد من التحول إلى "وجهة للعمالة المؤقتة" وتبديد مزايا العمالة الأجنبية الماهرة.
يحذر معهد جراتان من أن متطلبات التأشيرة المرهقة تجعل أستراليا أقل جاذبية للشباب والتي وصفها التقرير بـ"المواهب المتنقلة عالميًا"، في حين أن الاعتماد المفرط على العمال ذوي المهارات المنخفضة يقلل من الأجور ويؤدي إلى الاستغلال.
ويحث التقرير الذي سيتم تقديمه إلى تحقيق برلماني في نظام الهجرة الأسترالي الحكومة الفيدرالية على استهداف الموارد البشرية "الأفضل والأكثر مهارة" في العالم لتحسين النمو البطيء، وتسهيل مسار أستراليا نحو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية.
ويشمل ذلك إلغاء البرامج التي تعطي الأفضلية للمهاجرين الأكبر سنًا، وتبسيط نظام الهجرة الذي اعتبره التقرير بأنه أحد أهم أسباب عدم تفضيل المهاجرين ذوي الدخل المرتفع من البقاء على المدى الطويل في أستراليا.
وصرّح بريندان كوتس، مدير برنامج السياسة الاقتصادية في معهد جراتان، إن القواعد الأسترالية "المعقدة ... التي عفا عليها الزمن" لم تواكب الاقتصاد العالمي سريع التغيّر، وتسببت في تأخير إصدار التأشيرات".
وأضاف كوتس في تصريحات لـشبكة أس بي أس الاخبارية: "النظام لا يواكب عالمنا اليوم. لا ينبغي أن نستهدف التأشيرات الدائمة، والسماح للأشخاص بالبقاء لعقود، في حالة نقص للعمالة قد تستمر لمدة عام أو عامين".
وتابع كوتس موضحا "كثيرًا من المهن الناشئة التي نحتاج إلى بناء المهارات فيها، مثل مجالات الأمن السيبراني، غالبًا ما لا يتم تصنيفها على أنها مهن من قبل [المكتب الأسترالي للإحصاء] ، لأن تلك الوظائف مستحدثة ولم تكن موجودة من قبل."
نظام هجرة مبسط
مفتاح توصيات معهد جراتان هو التغييرات المهمة في التأشيرات التي يرعاها صاحب العمل.
حاليا، تتم إتاحة تأشيرات الهجرة المؤقتة للعاملين في وظائف معينة، بشرط ألا يقل دخلهم السنوي عن 53,900 دولار.
يوصي غراتان بالسماح لأي صاحب عمل برعاية المهاجرين بشكل دائم في حالة حصولهم على دخل سنوي بأكثر من 85000 دولار لكل منهم، مع جعل جميع المهاجرين الذين يكسبون أكثر من 70 ألف دولار مؤهلين لتأشيرات الكفالة المؤقتة.
وقال كوتس: "الانتقال إلى نظام نختار فيه المهاجرين المهرة على أساس الأجور التي يكسبونها سيؤدي إلى خلق نظام أبسط بكثير، يعكس بشكل أفضل ما إذا كانت مهارات هؤلاء المهاجرين ذات قيمة أم لا".
Graph showing decline in net migration during COVID-19.
يعتقد معهد جراتان أن اتباع هذا النظام من شأنه أن يعزز ميزانيات الأستراليين بمقدار 125 مليار دولار على مدى ثلاثة عقود.
ووجد التقرير أن المهاجرين الذين يكسبون أكثر من 70 ألف دولار عند وصولهم "يميلون إلى الحصول على زيادات كبيرة" في الرواتب بمرور الوقت.
لكن أولئك الذين يجنون أقل من ذلك يميلون إلى الركود في القطاعات منخفضة المهارة وذات الدخل المنخفض حيث يكون الاستغلال أكثر شيوعًا.
وفي حين أن نظام التأشيرة بالنقاط وفقا للتقرير "فعّال على نطاق واسع"، يدعو المعهد إلى زيادة التركيز على مهارات المتقدمين الثانويين - الأزواج وأفراد الأسرة - الذين قالوا إنهم يشكلون "نصف" التأشيرات الدائمة الماهرة التي تُمنح سنويًا.
وعلق كوتس موضحا: "عدد المتقدمين أكثر من عدد التأشيرات المعروضة، يجب أن نعطي الأولوية للأشخاص غير المتزوجين أو الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات عالية".
كما سيتم إلغاء برنامج الأعمال والابتكار والاستثمار، ويقول التقرير إن المستفيدين منه عادة ما يكونون أكبر سناً ويكسبون أقل من المهاجرين الذين يرعاهم صاحب العمل.
"انهيار الثقة"
يحذر معهد جراتان أيضًا من خطورة التوسع في الهجرة المؤقتة لذوي المهارات المنخفضة لسد النقص في العمالة، حيث من شأنه أن يقوّض أجور الأستراليين ذوي الدخل المنخفض، ويعمّق الاستغلال المنتشر في الصناعات التي تعتمد عليه، و "يقوض ثقة الجمهور في برنامج الهجرة الأسترالي".
تعهد حزب العمال سابقا بأن يوفر ممرضة مدربة في كل مركز لرعاية المسنين كل ساعة من الأسبوع بحلول منتصف عام 2023، ومن المتوقع أن تلعب الهجرة دورًا رئيسيًا في تحقيق هذا الهدف.
ذكر التقرير أن اقتصاد الرعاية قد يتطلب زيادة فورية في استيعاب المهاجرين الأقل مهارة. لكنها حثت الحكومة على زيادة الأجور في القطاع الذي قالت إنه الحل الوحيد لإصلاح النقص على المدى الطويل.
"لربما نرغب في ذلك [رفع معدلات الهجرة] على المدى القصير، لكن هذا محفوف بالمخاطر. فذلك يزيد من خطر الاستغلال لهؤلاء العمال، كما يزيد من فرص استغلال أجور القوى العاملة في اقتصاد الرعاية والوظائف التي تشغلها النساء في الغالب في أستراليا".
"وبذلك ننزلق أكثر فأكثر نحو كوننا وجهة جاذبة للهجرة المؤقتة".