صرح بيتر داتون وزير الدفاع الأسترالي، إن روسيا على أعتاب "صراع شامل" في أوكرانيا.
كما حذرت حكومة الولايات المتحدة من احتمال حدوث غزو روسي في الأيام المقبلة، وذكر داتون أن هناك عدة إشارات على أن هذا أمر وارد الحدوث.
صرّح داتون لشبكةNine الإخبارية يوم الجمعة: "إنه أمر مأساوي وسنرى مشاهد مروعة خلال الفترة المقبلة".
وتابع داتون في تصريحاته موضحا "بإمكاننا أن نرى أن الرئيس فلاديمير بوتين الذي خالف تصريحاته مرار، يحاول أن يجد ذريعة، أو أنه في طور تنفيذ المراحل الأخيرة من خطته لغزو أوكرانيا".
يأتي ذلك بعد أن قالت الولايات المتحدة إن روسيا على وشك شن هجوم عسكري واسع النطاق على أوكرانيا، حيث أصابت نيران المدفعية روضة أطفال في أوكرانيا.
قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين في خطاب شديد اللهجة أمام الأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس، إن المعلومات الاستخباراتية أظهرت أن موسكو يمكن أن تقوم بشن هجوم على جارتها في "الأيام المقبلة".
وسط تصريحات الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى إنها لا ترى أي دليل يدعم ادعاء روسيا بالانسحاب، تحدى بلينكن الكرملين "ليعلن اليوم دون تحفظ أو مراوغة أن روسيا لن تغزو أوكرانيا، أعلن ذلك بوضوح أمام العالم بأكمله".
وقال بلينكن موجها حديثه لبوتين "قم بإظهار ذلك من خلال إرسال قواتك ودباباتك وطائراتك إلى ثكناتهم وإرسال الدبلوماسيين إلى طاولة المفاوضات".
واتهم الرئيس جو بايدن موسكو بالتحضير لـ "عملية تمويه" كذريعة لشن هجوم عسكري، وقال إن ذلك قد يحدث "في الأيام القليلة المقبلة".
وقال بايدن "لم يحركوا أيا من قواتهم للخارج، لقد نقلوا مزيدا من القوات، كل مؤشر لدينا هو الروس مستعدون للذهاب إلى أوكرانيا".
لكنه أضاف أن الحلول الدبلوماسية ما زالت مطروحة، "لا يزال هناك طريق لحل الأزمة".
"روسيا تحتفظ بحق الرد"

US Secretary of State Antony Blinken. Source: Getty Images
قامت روسيا من جانبها بحشد قوات جوية وبرية وبحرية هائلة حول أوكرانيا، يأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولون روس إنهم لا يخططون لغزو أوكرانيا وإن القوات تجري تدريبات ومناورات عسكرية فقط.
ومع ذلك، أوضح بوتين أن الثمن لإزالة أي تهديد محتمل سيكون موافقة أوكرانيا على عدم الانضمام إلى حلف الناتو مطلقًا وأن ينسحب الحلف الغربي من رقعة من أوروبا الشرقية، مما يؤدي إلى تقسيم القارة فعليًا إلى مناطق نفوذ على غرار الحرب الباردة.
أوكرانيا بعيدة كل البعد عن الاستعداد للانضمام إلى الناتو، لكنها قالت إن هذا جزء من هدف أوسع يتمثل في الاندماج مع الديمقراطيات في أوروبا الغربية، مما يشكل قطيعة تاريخية مع روسيا.
وقالت الولايات المتحدة يوم الخميس إنها تلقت رد بوتين على عروضها لحل دبلوماسي للأزمة، لكنها لم تعلن أي رد فعل على تلك المراسلات.
أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه لا يوجد الكثير للنقاش حوله بشأن الأزمة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: "في غياب إرادة الجانب الأمريكي للتفاوض بشأن ضمانات صارمة وملزمة قانونًا لأمننا من الولايات المتحدة وحلفائها، تحتفظ روسيا بحق الرد، بما في ذلك الإجراءات العسكرية والتقنية".
واضاف البيان "نحن نصر على انسحاب كل القوات المسلحة الامريكية من وسط اوروبا وشرق اوروبا ودول البلطيق".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روسيا طردت أيضا الدبلوماسي الأمريكي الثاني في موسكو، ونددت بالعمل "غير المبرر".
قصف مدفعي على روضة أطفال

Armored vehicles move at the Gozhsky training ground during the Union Courage-2022 Russia-Belarus military drills in Belarus, a neighbouring country of Ukraine. Source: AAP
سيطرت روسيا على منطقة القرم في أوكرانيا وبدأت في دعم الانفصاليين المدججين بالسلاح في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقية في 2014، مما أشعل فتيل حرب أودت بالفعل بحياة الآلاف من المدنيين والعسكريين على حد السواء.
ولا يزال القتال المتقطع شائعا في الشرق واتهم الجيش الأوكراني الانفصاليين الموالين لروسيا بارتكاب 34 خرقا لوقف إطلاق النار يوم الخميس، 28 منهم باستخدام أسلحة ثقيلة.
مؤخرا، تم قصف روضة أطفال في قرية ستانتسيا- لوغانسكا في أوكرانيا، كان من المحتمل أن يكون الحادث الأكثر خطورة، وهو مثال على نوع الشرارة التي يخشى الكثيرون أن يشعل قتالًا أكثر حدة، لحسن الحظ كان الأطفال بالداخل لكن لم يصب أحد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إن هجوم القوات الموالية لروسيا استفزاز كبير.
في غضون ذلك، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن السلطات المحلية في منطقة لوغانسك الانفصالية قولها إنها ألقت باللوم على كييف بعد أن "تصاعد الموقف على خط المواجهة بشكل كبير".
ووصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تقارير الخميس بأنها "مثيرة للقلق".

A Ukrainian soldier stands next to a damaged wall after the reported shelling of a kindergarten in the settlement of Stanytsia Luhanska. Source: AFP
وقال أوستن للصحفيين بعد اجتماع مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي: "قلنا لبعض الوقت أن الروس قد يفعلون شيئًا كهذا من أجل تبرير صراع عسكري، لذلك سنراقب الأمر عن كثب".
وادعى بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع بدون وجود دليل على أن أوكرانيا ترتكب جرائم "إبادة جماعية" في المنطقة الشرقية.
الانسحاب المتنازع عليه
أصدرت موسكو عدة إعلانات لسحب القوات العسكرية هذا الأسبوع وقالت مساء أمس إن وحدات من المنطقتين العسكرية الجنوبية والغربية، بما في ذلك كتيبة الدبابات، بدأت في العودة إلى قواعدها من قرب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف إن بعض القوات عادت إلى ثكناتها في عدة مناطق بعيدة عن الحدود، بما في ذلك الشيشان وداغستان في شمال القوقاز، وقرب منطقة نيجني نوفغورود الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر شرق موسكو.
بعد الانسحابات المعلنة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا جميعًا إنهم لم يروا أي دليل على الانسحاب، حيث قالت واشنطن إن روسيا نقلت في الواقع 7000 جندي إضافي بالقرب من الحدود.
أشار زيلينسكي يوم الخميس إلى أن بلاده لا تريد قوات أجنبية داخل حدودها.
وقال لموقع آر بي كيه أوكرانيا على الإنترنت: "لسنا بحاجة إلى جنود يرفعون أعلامًا أجنبية على أراضينا، نحن لا نريد أن نرى ذلك، إن ذلك يهدد السلم والاستقرار العالمي".