لم لا ينبغي علينا القلق من فشل لقاح كوينزلاند؟

أستراليا تنهي تجارب لقاح كوينزلاند بسبب فحوصات "إيجابية وهمية" للأيدز بين المشاركين

Scientists are seen at work inside of the CSL Biotech facility in Melbourne, Monday, September 7, 2020.

Scientists are seen at work inside of the CSL Biotech facility in Melbourne, Monday, September 7, 2020. Source: AAP

أوقفت جامعة كوينزلاند وشركة التكنولوجيا الحيوية CSL صباح اليوم التجارب على لقاح كوفيد-19 في المرحلة الثانية والثالثة بعد أن جاءت نتيجة عينات الفحص لبعض المشاركين إيجابية لمرض نقص المناعة المكتسبة الأيدز، ثم تبين أنها نتائج خاطئة لاحقا أو ما يعرف باسم false-positive.

لكن الخبراء قالوا إنه لا يوجد سبب للقلق، بل إنها علامة مبشرة على أن الجهات التنظيمية الأسترالية تقوم بعملها.

هل يسبب هذا اللقاح فيروس نقص المناعة البشرية؟

كلا. لقد شدد باحثو جامعة كوينزلاند وشركة CSL على أنه لا يوجد احتمال أن يكون اللقاح قد تسبب في الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. وللتأكد، أعادوا ببساطة نتائج الاختبار- أالتي يطلق عليها الإيجابيات الخاطئة، والتي تعني أنها تشير بشكل خاطئ إلى أن هناك إصابة بالإيدز.

كما خضع المشاركون في التجربة لاختبارات متابعة روتينية أكدت عدم وجود إصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
من جهتها، قالت خبيرة الأمراض المعدية شارون لوين إنه من المستحيل أن يتسبب لقاح كوينزلاند في الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

وقالت مديرة معهد بيتر دوهرتي البروفيسورة لوين إن "اللقاح لا يحتوي على فيروس نقص المناعة المكتسبة، ولكن يحتوي على جزء صغير من بروتين فيروس نقص المناعة البشرية لصنع المشبك الجزيئي."

وأردفت قائلة "عندما يكون لديك اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة، فإننا لا نبحث عن الفيروس، بل نبحث عما إذا كان الجسم سيستجيب أم لا."

وأضافت "وهكذا في هذا اللقاح ، قام المشاركون باستجابة مناعية لهذا الجزء الصغير جدا من فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يمثل جزءا من المشبك الجزيئي. ولا يوجد على الإطلاق فيروس نقص المناعة البشرية في اللقاح، لذا فهم غير مصابين."

وحتى الآن كانت نتائج اللقاح في كوينزلاند مبشرة للغاية، كما كانت معظم الآثار الجانبية المبلغ عنها والمتعلقة باللقاح محصورة بالصداع أو الالتهابات الموضعية في مكان تلقي الجرعة. 

وهذه الأعراض تعد شائعة في معظم اللقاحات. إضافة إلى ذلك أظهر 85٪ من المشاركين في التجربة الذين تلقوا جرعتين من اللقاح استجابة مناعية أفضل من الموجودة لدى المرضى المتعافين من كوفيد-19.
ما الذي حدث؟

يعتبر "البروتين المكون لفيروس كوفيد-19، مثل معظم البروتينات الفيروسية السطحية، غير مستقر ويجب تثبيته شكله باستخدام مشبك لضمان إثارة الاستجابة المناعية الصحيحة.

والمشبك الذي يوفر أكبر قدر من الاستقرار والذي استخدم في هذا اللقاح عبارة عن أجزاء من بروتين موجود في فيروس نقص المناعة البشرية، هذا المشبك بحد ذاته غير ضار على الإطلاق.

وأوضحت البروفيسورة لوين أن "المشبك لا يسبب أي مشاكل صحية على الإطلاق للفرد، ولا يعني ذلك أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية."
إذا كان آمنا، فلماذا التخلي عنه؟

القصة تتعلق بالثقة، وتشير لوين إلى أن التقدم في مسار تطوير اللقاح الصحيح سيكون صعبا للغاية في أستراليا والبلدان النامية.

وأردفت قائلة "لهذا السبب عندما تقوم بتطوير دواء أو لقاح، يكون لديك بعض النقاط المحظورة التي يتعين عليك أن تقررها، والمرحلة التالية من التطوير ستكلف مبلغا هائلا من المال."

وأضافت "عليك أن تسأل نفسك، هل كل شيء يبدو مثاليا للانتقال إلى المرحلة التاليةـ وقد تقرر أنه وبسبب تلك المشكلة، فإن اللقاح غير مناسب للانتقال إلى المرحلة التالية." 

ماذا يعني فشل اللقاح؟

بالنسبة للبعض، يمكن أن يعتبر تطوير هذا اللقاح نجاحا.

من جهته قال عالم أخلاقيات علم الأحياء د. دييغو سيلفا إنه "ما هو مهم ليس درجة نجاحه. المهم هو أن الباحثين لم يحاولوا دفع الأمور إلى منحى غير آمن."

إضافة إلى ذلك، كانت هناك ضوابط وتوازنات تم اتباعها. هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، لإعداد تدابير السلامة، بحسب د. سيلفا.
وأشار إلى أن هذا يحدث طوال الوقت في الأبحاث الطبية، لكنه لا يحظى بتلك الشهرة أو التغطية الإعلامية.

ومن المرجح أن تفشل لقاحات أخرى، لهذا السبب قامت الحكومة بتأمين أنواع متعددة من اللقاحات المرشحة.

 ما الذي سيحدث الآن؟

من الواضح أن الأستراليين لن يتم إعطاؤهم لقاح UQ-CSL.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية اليوم أنها ألغت اتفاقها لشراء 51 مليون جرعة من هذا اللقاح والتوجه نحو شراء لقاحين آخرين يتم تطويرهما بواسطة AstraZeneca و Novavax.

ومن المقرر أن تستمر التجارب السريرية لهذا اللقاح ولكن لهدف جمع البيانات العلمية، إذ أن استمرار تطوير اللقاح لن يسنكر. 

من جهته، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون في مؤتمر صحافي إن "وباء كوفيد-19 يفرض القواعد الخاصة به، ولا نملك القدرة على إلزامه بالقواعد التي نريدها."

 وأضاف "استراتيجية اللقاح الخاصة بنا حددت أربع لقاحات كنا نعتقد بناء على النصيحة العلمية إن لديها إمكانية الوصول إلى نهاية المرحلة الثالثة من التجارب وأن تكون متاحة هنا في أستراليا."

كما كشف موريسون أن الحكومة توقعت مسبقا عدم نجاح كل اللقاحات الأربعة التي تعاقدت عليها. 


شارك
نشر في: 11/12/2020 5:01pm
آخر تحديث: 12/12/2020 11:43am
By Rashida Yosufzai
تقديم: Jameel Karaki