من قلب مدينة سيدني الأسترالية، وُلدت فكرة "شوكولا فلسطين"، على يد حازم سدة، الذي حوّل تساؤلاته الإنسانية إلى مشروع يحمل رسالة.
البداية كانت بعد أن عادت شقيقته، وهي ممرضة، أدراجها من الأردن إلى أستراليا، بعد أن حاولت الوصول إلى غزة لمساعدة الفلسطينيين المتضررين من الحرب. هذا الموقف العاطفي العميق ترك أثراً كبيراً في نفس حازم، ودفعه للتفكير: "كيف يمكنني المساعدة، وأنا لست طبيبًا ولا ممرضًا؟"
من هنا، بدأت الفكرة تتبلور: منتج بسيط، محبوب عالميًا، لكنه مشبع بالهوية والموقف – الشوكولا. استمر حازم في العمل على مشروعه لثلاثة أشهر متواصلة، حتى خرج إلى النور بـ"شوكولا فلسطين"، منتج يدمج بين الطعم والرمز، وبين الحلاوة والرسالة.
اختار حازم أن تكون الشوكولا مغلفة ومُشكّلة برموز فلسطينية واضحة: الكوفية، العلم، وشجرة الزيتون، ليحمل كل تفصيل في المنتج هوية الأرض التي يُراد الحديث عنها.
وعن النكهات، يقول حازم إنه حرص على أن تكون مستوحاة من الثقافة العربية، مثل نكهة القهوة العربية، لتمنح كل قطعة بعدًا آخر من الانتماء والتذوّق.
ورغم ما قد يبدو للبعض غريبًا، تحمل الشوكولا كلمتين على غلافها: "كوشر" و*"حلال"*. يوضح حازم أن هذه ليست مجرد إشارات تجارية، بل رسالة رمزية تهدف للتأكيد على أن مشروعه يسعى للسلام والتقارب الإنساني، لا الانقسام.
في النهاية، لا يرى حازم أن مشروع "شوكولا فلسطين" هو مجرد منتج غذائي، بل هو محاولة لتوعية العالم بالقضية الفلسطينية من خلال وسيلة بسيطة... لكنها تصل إلى كل الأذواق، وكل القلوب