إن خلافة رجل الله في الانسان ورجل الله والإنسان الذي رحل عن عالمنا في تابوت خشبي فقير كتب عليه فقط "فرنسيس" ليلبس الانسان في رحيله دون البابوية، لن يكون بالأمر السهل سيما وان العالم يمرّ بمنعطف خطير.
استهل البابا "ليو الرابع عشر حبريته في الثامن من أيار/مايو متوجهًا للمؤمنين الذين ترقبوا الدخان الابيض في ساحة القديس بطرس الفاتيكان قائلًا 'السلام عليكم، هذا هو سلام المسيح القائم من بين الأموات سلامٌ أعزل، وسلام يذهل القلوب، متواضع ومثابر، إنه يأتي من الله، الله الذي يحبنا جميعًا بلا شروط".
وفي عظته الأولى من شرفة كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، لم ينس البابا ليو الرابع عشر جرح غزة داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن وادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة وإلى سلام "عادل ودائم" في أوكرانيا بعد زيارة ضريح خلفه البابا فرنسيس قائلًا 'لا للحرب مجددًا' 'اشعر بحزن عميق تجاه ما يحدث في غزة' ، مرددًا نداء البابا فرنسيس قبله لحكام العالم بوقف الحروب ولم ينس ان يعايد امهات العالم!
في رسالة صوتيّة من العاصمة روما، استهلّ الكاهن ايلي سمعان من ابرشية انطلياس المارونية مداخلته عبر برنامج "صباح الخير استراليا" بمشاعر الفرح، هو الذي شهد على تصاعد الدخان الأبيض بعد ان اوصدت أبواب كنيسة سيستين في 7 أيار/مايو داخل حاضرة الفاتيكان، ليعلن من خلف الأبواب الموصدة اختيار الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست البابا 276 للكرسي البطرس الذي اختار الاسم الجديد "ليون الرابع عشر" الأميريكي الأول ليقود الكنيسة الكاثوليكية في الزمن الصعب.
يقول الأب ايلي:
كانت لحظات تاريخية نشهد فيها على مسيرة الكنيسة، اشكر الله انني عشت هذه اللحظات!
" كنا نودّع البابا فرنسيس بالحزن والدموع منذ ايام وفي نفس الساحة اجتمعنا مجددًا وسط الدموع واليدين المرفوعة في لحظات مؤثرة مع مئات الالاف من المصلين لنشهد على فصل جديد في تاريخ الكنيسة يكتب بالدخان الابيض والدموع والرجاء".
وتابع الأب سمعان قائلًا:
" عشنا كل المشاعر من الفرح، الرجاء وحتى القلق منذ لحظة اغلاق ابواب كنيسة سيستين ورافقنا الكرادلة الذين دخلوا الى عزلتهم ليختاروا من سيقود مستقبل الكنيسة وشعب الله. اشكر الله على هذه الخبرة الرائعة".
وحول الكلمة النبويّة التي استهل فيها البابا ليو الرابع عشر حبرية سلاميّة قائلًا "السلام عليكم، سلامٌ مُنزّهٌ، متواضعٌ، ودائمٌ"، يقول الأب ايلي سمعان:
لم تكن مجرد تحيّة ومن خلالها اعلن البابا برنامج حبريته فيما انظار العالم عليه
"طل البابا مع بشرى السلام التي سيحملها في حبريته، ذاك السلام الذي لا ينتزع بل يبنى بالحوار متوجهًا بكلماته الى العالم باجمعه، سيم العالم المتألم".
ولأن السلام هو ثمرة العدالة ولا تزهر خارجًا عنها، ، اختار الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست اسم ليو الرابع عشر، ليكمل بناء مسيرة العدالة الاجتماعية التي رسخها الباب ليو الثالث عشر سيما من خلال رسالته الشهيرة Rerum Novarum.
حول رمزية هذا الاسم، يقول الأب ايلي سمعان:
"تابعنا حبرية البابا فرنسيس التي تجذرت في التواضع والفقر وترميم الكنيسة كشفيعه القديس فرنسيس الذي اختار ان يحمل اسمه، اختار البابا لاون الرابع عشر ان يكمل مسيره سلفه البابا لاون الثالث عشر الذي حمل شعلة العدالة الاجتماعية وحقوق العمال في الثورة الصناعية"،
" اختار البابا ان يكمل مشعل العدالة الاجتماعية في خضّم الثورة، لا الصناعيّة بل التكنولوجيّة، في ظل الازمه الاقتصادية التي تعصف بالعالم وثورة الذكاء الاصطناعي الذي قد لا يلتقي مع كرامة الانسان في اماكن معيّنة".
في مرحلة جديدة من القيادة الروحية القائمة على التوازن بين التقاليد والتجديد، يرى الأب ايلي سمعان ان البابا ليو الرابع عشر يقف كرجل حوار وسطي بين المحافظين والتقدميين داخل الكنيسة قائلًا:
" يجمع بين روحانية فرنسيس القريبة من الشعب ومحافظته على تعليم الكنيسة، انه رجل كنسي وسيكمل في نفس نهج خلفه"،
" لذا قيل عنه انه حر وعادل يقف في المسافة الصحيحة بين التقدميين والمحافظين".
Months before his election as Pope Leo XIV, Cardinal Robert Prevost sought the blessing of Saint Maroun's relics as he visited the "The Pontifical Maronite College" in Rome
الإجابة في الملف الصوتيّ أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.