افتتحت السيدة عبلة المطعم في منطقة كارلتون النابضة بالحياة في قلب مدينة ملبورن، ولا يزال في نفس مكانه حتى الآن محافظا على الطابع الذي بدأ به في السبعينات واليوم تديره أصغر بناتها، السيدة مارجريت آن عماد: "لا يزال المكان بسيطًا ومتواضعًا، لكنه أيضًا يحظى بشعبية كبيرة."
أصبحت أطباق مطعم عبلة علامة مسجلة للطعام اللبناني الأصيل والمصنوع محليا من مكونات طازجة. واليوم تبلغ السيدة عبلة عماد من العمر 87 عاما، ولا تزال تحتفظ بحس الكرم والرغبة في دعوة الناس لاحتساء القهوة في منزلها كلما سنحت الفرصة، حتى من الزبائن الذين لا تعرفهم.
وللاحتفال برحلتها وإنجازاتها تم تكريم السيدة عبلة في حفل توزيع جوائز Age Good Food Guide 2023 مؤخرا، بجائزة Vittoria Coffee Legend، وهي من أكثر الجوائز المرموقة التي تمنح للمطاعم الأسترالية.
وتم تنظيم حفل الجوائز في فيكتوريا لأول مرة في عام 2013 لتكريم أولئك الذين قدموا مساهمة كبيرة في قطاع الضيافة على مدى فترة طويلة، وقد تم منح الجائزة لعبلة عماد من قبل اللجنة العليا، بقيادة المحررة روزلين جروندي.
من اليمين إلى الشمال: مارجريت أن عماد، السيدة عبلة عماد
مع الطبخ اللبناني على الطريقة المنزلية والمآدب السخية من لفائف الملفوف والبابا غنوج وأرز الدجاج بالزبدة، كان مطعم عبلة شيئًا جديدًا تمامًا لمدينة لا تزال تتذوق أكلات المطاعم الإيطالية.
تسلمت ابنة السيدة عبلة، باتريشيا، الجائزة نيابة عنها في حفل أقيم في فندق دبليو أمام أكثر من 300 من كبار المسؤولين في مجال الضيافة.
وقالت ابنة السيدة عبلة الصغرى مارجريت آن إن كرم والدتها كمضيفة وطاهية ليس مجرد شيء تحتفظ به للمطعم. "تدفقت ضيافتها التي كانت تتمتع بها في المنزل إلى المطعم".
من هي عبلة عماد؟
المطعم يحمل اسم السيدة اللبنانية عبلة عماد والتي حصلت على ميدالية أستراليا Order Of Australia عام 2015 لدورها البارز في تطوير قطاع السياحة والضيافة في مدينة ملبورن.
وصلت عماد إلى أستراليا في عام 1954 وهي تبلغ من العمر 17 عاما، بهدف زيارة خالها جو منصور في ملبورن، ولم تكن تعتزم الاستقرار في أستراليا.
وقالت السيدة عبلة عماد لأس بي أس عربي24: "عندما توسلت لأمي لتدعني أسافر على متن الباخرة إلى أستراليا، قالت لي أنني لو ذهبت لن أعود الى لبنان، لأن الكثيرين من الذين ذهبوا الى أستراليا لم يتركوها."
صورة من حفل زفاف السيدة عبلة عماد والسيد جون عماد في ملبورن Credit: Abla Amad
ووجدت السيدة عبلة عماد نفسها في قلب الجالية اللبنانية بولاية فيكتوريا، حيث تتذكر الأجواء آنذاك: "كنا نجتمع كل يوم سبت في منزل عائلة مختلفة، نتحدث العربية ونغني ونرقص على أنغام موسيقانا ونطهو العديد من الوصفات اللبنانية الأصيلة."
لم تتعلم عبلة الطهي في مسقط رأسها بقرية كفر ياشيت في قضاء زغرتا شمالي لبنان، لكن وجودها في ملبورن سمح لها بتعلم أصول المطبخ اللبناني.
إذ تعلمت الوصفات من نساء الجالية اللبنانية ومن خالها جو منصور: "لقد كان طباخًا رائعًا. أنا أحب الناس كثيرا، ولذا كنت أجمع أنا وخالي الأصدقاء اللبنانيين والأستراليين معًا لتناول العشاء والغداء أيام السبت"
ويوما بعد يوم، أصبحت مائدة السيدة عبلة تجمع العائلات اللبنانية والأسترالية أي كانت خلفيتهم الثقافية. وقالت: "كان زوجي يتصل بي يوميا ليخبرني أنه سيحضر صديق واحد أو أكثر لتناول الغداء أو العشاء. وكان جوابي دائما أنا جاهزة."
وتتذكر السيدة عماد ردود أفعال غير اللبنانيين على بعض الأطباق التي كانت تعدها: "أكثر ما أثار حفيظتهم على مائدتي كان طبق الكبة النية. كنت أشرح لهم مكوناتها، وأشجعهم على تذوقها، وكانت النتيجة دائما أن كل من تردد في البداية وبالكاد تذوقها، عاد ليأخذ المزيد."
السيدة عبلة عماد وزوجها جون عماد Source: Supplied
أصبحت أطباق مطعم عبلة علامة مسجلة للطعام اللبناني الأصيل والمصنوع محليا من مكونات طازجة. واليوم تبلغ السيدة عبلة عماد من العمر 87 عاما، ولا تزال تحتفظ بحس الكرم والرغبة في دعوة الناس لاحتساء القهوة في منزلها كلما سنحت الفرصة، حتى من الزبائن الذين لا تعرفهم.
بالنسبة لعبلة، فإن الطعام اللبناني "لا يمكن تحضيره إلا من القلب" واعتبرت أن هذا هو سر تميز الأطباق في مطعمها.
في عام 2001، نشرت السيدة عبلة أول كتاب طهي لها تحت اسم "المطبخ اللبناني" وكان حاكم ولاية فيكتوريا آنذاك John Landy حاضرا في حفل إطلاق الكتاب.
عبلة عماد صاحبة أحد أشهر المطاعم اللبنانية في ملبورن تحصد جائزة أسطورة العام
السيدة عبلة تهوى الطبخ ومشاركة الطعام مع الناس ولهذا فهي ليست طاهية بارعة فحسب، بل يعتبرها الكثيرون امرأة ملهمة ومثل أعلى للنساء الأستراليات من أصول مهاجرة.
استمعوا الى لقاء مع السيدة عبلة وبعض من أفراد أسرتها في الرابط الصوتي المرفق أعلاه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand