ارتفاع مقلق في حوادث الإسلاموفوبيا في أستراليا: تقرير جديد يكشف الأرقام والدوافع

Research shows bystanders are intervening in just a quarter of Islamophobic incidents in Australia

Research shows bystanders are intervening in just a quarter of Islamophobic incidents in Australia. Source: AAP / AAP Image/Dean Lewins

كشف تقرير حديث أعده باحثون من جامعتي موناش وديكين في أستراليا عن زيادة صادمة في حوادث الإسلاموفوبيا خلال الفترة من كانون الأول / يناير 2023 إلى نوفمبر من العام نفسه، مسجلاً أعلى ارتفاع في هذه الظاهرة منذ انطلاق التقرير في عام 2014. وبلغ عدد الحوادث المؤكدة التي تم الإبلاغ عنها خارج نطاق الإنترنت 309 حالات، وهو ما يمثل زيادة تفوق 150% مقارنة بالتقارير السابقة، ليصبح العدد أكثر من ضعف ما سُجل في السنوات الماضية.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 


استهداف النساء والفتيات المسلمات

أظهر التقرير، في نسخته الخامسة، أن النساء والفتيات المسلمات كنّ الأكثر تعرضاً للاعتداءات، حيث شكلن 60% من ضحايا الاعتداءات الجسدية، و79% من الاعتداءات اللفظية. وأشار التقرير إلى أن غالبية المعتدين كانوا من الرجال. وقد استندت هذه الأرقام إلى مئات التقارير المقدمة إلى سجل الإسلاموفوبيا في أستراليا، إلى جانب تحليل نحو 18 ألف منشور على منصة "إكس".

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة سوزان كارلاند، الباحثة الرئيسية في التقرير، أن النساء والفتيات المسلمات يمثلن 75% من الضحايا الذين يبلغون عن هذه الحوادث، واصفة ذلك بـ"النمط الثابت" منذ بدء التقرير قبل عقد من الزمن. وأضافت: "للأسف، تظل النساء والفتيات المسلمات ممثلات بشكل مفرط كضحايا للإسلاموفوبيا".

دوافع الاستهداف ودور الصور النمطية

سلطت الدكتورة كارلاند الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذا الاستهداف، مشيرة إلى أن ارتداء الحجاب يجعل النساء المسلمات أكثر وضوحاً، لكنها أكدت أن هذا ليس التفسير الوحيد. فقد أبلغ رجال وفتيان مسلمون عن تعرضهم للاعتداء بسبب مظهرهم الديني، كالجلباب واللحى، مما يؤكد أن الرجال أيضاً ليسوا بمنأى عن هذه الهجمات. وأشارت إلى أن الصور النمطية الجنسانية تلعب دوراً كبيراً، حيث تُصور النساء المسلمات على أنهن "خاضعات ووديعات"، مما يجعلهن أهدافاً "مثالية" للجناة، بينما يُنظر إلى الرجال المسلمين كـ"عنيفين ومتسلطين"، مما قد يردع المهاجمين عن استهدافهم.

تصاعد العداء المرتبط بفلسطين

كشف التقرير أن ربع الحوادث المسجلة كان مرتبطاً بالإساءة إلى أشخاص أبدوا دعماً علنياً للقضية الفلسطينية، خاصة بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023. وهو ما يعكس تزايد التوترات المرتبطة بالصراعات الدولية وانعكاساتها على المجتمعات المحلية.
LISTEN TO
Laila alloush 14-3 image

زيادة في مدفوعات الرعاية الاجتماعية: كيف ستؤثر على حياة ملايين الأستراليين؟

SBS Arabic

14/03/202510:56

نيو ساوث ويلز: مركز الحوادث

سجلت ولاية نيو ساوث ويلز، التي تضم أكبر تجمع مسلم في أستراليا، نحو نصف الحوادث المبلغ عنها. ومن بين الوقائع المروعة، تعرض نساء مسلمات لنزع حجابهن والبصق عليهن، بينما واجه أطفال مسلمون في المدارس مضايقات متكررة. وفي حادثة صادمة، تلقت مدرسة إسلامية تهديداً باستهداف الفتيات المحجبات بالسكاكين، مما استدعى تدخل الشرطة وإغلاق الطرق المحيطة. وأكدت الدكتورة كارلاند أن الإساءات اللفظية لم تقتصر على الشتائم، بل شملت تهديدات بالقتل والاغتصاب، مما يفاقم خطورة الوضع.

عزوف الضحايا عن التبليغ

أثار التقرير قلقاً كبيراً بشأن عزوف الضحايا عن الإبلاغ للشرطة، إذ أبدى أقل من 20% استعدادهم لتقديم شكاوى رسمية. وعند سؤالهم عن السبب، كان الرد الأكثر شيوعاً: "ما الفائدة؟ الشرطة لا تهتم ولن يتغير شيء". واعتبرت كارلاند هذا الموقف مؤشراً خطيراً، محذرة من أن غياب إحصاءات دقيقة سيصعب معالجة الظاهرة بشكل فعال.

رد الشرطة والمجتمع

في المقابل، أكد متحدث باسم شرطة نيو ساوث ويلز أن القوة تأخذ جرائم الكراهية على محمل الجد، داعياً الضحايا والشهود إلى الإبلاغ الفوري. وفي حالة بارزة، وجهت الشرطة اليوم اتهامات لرجل (53 عاماً) من جنوب غرب سيدني بسبب تعليقات تهديدية نشرها على "تيك توك" ضد رئيس بلدية بانكستاون، باليل الهايك، الذي أعرب عن استيائه من تصاعد خطاب الكراهية، قائلاً: "نحن نعيش في أفضل بلد في العالم، ويجب أن نحافظ على ذلك".

توصيات لمواجهة الأزمة

قدم التقرير 28 توصية تشمل تمويل الدعم النفسي للضحايا، وتثقيف المجتمع، وتدريب الجهات المعنية على التعامل مع هذه الحوادث. ودعت نورة أماه، المديرة التنفيذية لسجل الإسلاموفوبيا، الحكومة إلى تبني هذه التوصيات، مؤكدة أن القضاء على العنصرية يتطلب نهجاً شاملاً يشمل الجميع، مضيفة: "معالجة هذه المشكلة ليست لصالح المسلمين فقط، بل لجميع الأستراليين".


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك