هل تعاني النساء العربيات من التمييز أثناء تلقي الرعاية الصحية في أستراليا؟

Ahlam Mustafa and her family

أحلام مصطفى مرت بثلاث تجارب ولادة في استراليا تقول أنها لم تتسم بالسهولة. Source: Supplied by Danyal Syed

أس بي أس عربي تلقي الضوء على تجارب نساء عربيات مهاجرات مع النظام الصحي في أستراليا لمعرفة إذا ما كن قد شعرن أنهن تلقين الرعاية الصحية التي يحتجنها خاصة في مواقف حرجة مثل حالات الولادة والإجهاض وإن كن شعرن بتمييز ضدهن كنساء أو كمهاجرات.


"كان هناك نوع من أنواع الإستسهال من منطلق أني مررت بتجربة الولادة من قبل ولذلك كان هناك اعتقاد أني لست بحاجة لنفس القدر من الإهتمام مثل سيدات أخريات يلدن لأول مرة أو يعانين من تعقيدات طبية."


النقاط الرئيسية

  • تقرير صدر حديثا عن MCWH وجد أن النظام الصحي الأسترالي "لا يلبي احتياجات النساء المهاجرات واللاجئات" عندما يتعلق الأمر بالصحة الإنجابية
  • وفقا لعدد من الدراسات لا تزال هناك تحيزات كبيرة بين الجنسين في مجال الرعاية الصحية وكثير من النساء يتم تسفيه مخاوفهن الصحية وآلامهن
  • وفقا للتقرير فإن النساء المهاجرات واللاجئات يعبرن عن مستويات أقل من الرضا عن الرعاية الصحية التي يتلقينها

هكذا تصف أحلام مصطفى الحاصلة على دكتوارة في دراسات الذاكرة من جامعة سيدني تجربتها الرابعة في الولادة والتي مرت بها في إحدى مستشفيات مدينة ملبورن.

مصطفى - وهي أم لأربع بنات - تقول أنها مع كل ولادة كانت تشعر باهتمام أقل وكأن خبراتها السابقة جعلتها أقل حظا في الرعاية الطبية.

"كان يتم التعامل معي على أساس أني بحاجة إلى مسكنات الألم بشكل أقل. ولادتي الأخيرة سببت لي نوعا من الصدمة احتجت بضعة أشهر بعدها كي أتجاوزها."

دراسة أجراها باحثون من Commonwealth Fund ومقرها نيويورك عام 2017 أظهرت أن النظام الصحي الأسترالي من أفضل الأنظمة الصحية على مستوى العالم.

بعد  أحد عشر نموذجا لأنظمة الرعاية الصحية في العالم صنف الباحثون الأمريكيون النظام المختلط بين القطاعين العام والخاص في أستراليا في المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدة.

ولكن تقريرا صدر حديثا عن  Multicultural Centre for Women’s Health (MCWH) في ملبورن وجد أن النظام الصحي الأسترالي "لا يلبي احتياجات النساء المهاجرات واللاجئات" عندما يتعلق الأمر بالصحة الجنسية والإنجابية.

وفقًا للتقرير - المعنون Sexual and Reproductive Health Data Report 2021 والوثيقة المرفقة به Act Now - النساء المهاجرات واللاجئات عرضة بشكل أكبر للمعاناة من نتائج صحية سيئة للأم والطفل.
تقول مصطفى أن تجاربها مع نظام الرعاية الصحية في أستراليا لم تشعرها بوجود تمييز مباشر يستهدفها ولكنها لمست غيابا للوعي بالإختلافات الثقافية.

"كانت هناك تعليقات مثل تعليق من إحدى القابلات بأننا ما دمنا ننجب الكثير من الأطفال فعلينا تحمل المزيد من الألم وأخرى تحدثت عن كيف أني أكتسبت الطريقة الأسترالية في التعامل مع أطفالي وكأني لإني من خلفية غير أسترالية أو غير غربية لم أكن أعرف كيف أربي أطفالي قبل المجيء إلى هنا."

وفقا لعدد من الدراسات لا تزال هناك تحيزات كبيرة بين الجنسين في مجال الرعاية الصحية وكثير من النساء يتم تسفيه مخاوفهن الصحية وآلامهن.

تظهر بعض الأبحاث أيضا أن النساء أكثر عرضة من الرجال للتشخيص الخاطئ وأن احتمالية أن تتلقى النساء مسكنات الألم بعد الجراحة هي نصف احتمالية الرجال لأن الأطباء في كثير من الأحيان لا يأخذون شكواهن على محمل الجد.

تصف مصطفى كيف أنها خلال عملية الولادة لم تكن تشعر أن الطاقم الطبي يستجيب لطلباتها أو يقدر فهمها لإحتياجات جسدها.

"كان هناك إهمال لشكاواي التي نظر إليها على أنها غير مهمة مما أدى إلى مضاعفات صحية فيما بعد. أصبت بجرح أكبر من اللازم استغرق فترة للتعافي كما حدث لي نزيف بسبب عدم معرفة الطاقم بتاريخي الطبي وعدم استجابتهم لطلباتي."
تقول الدكتورة أديل موردولو المديرة التنفيذية لمركز Multicultural Centre for Women’s Health الذي قام بإصدار التقرير: "تحصل النساء المهاجرات على مستويات أقل بكثير من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لا سيما خدمات التدخل الوقائي والمبكر".

"يُظهر تقريرنا أن المهاجرات واللاجئات يعبرن عن مستويات أقل من الرضا عن الرعاية الصحية التي يتلقينها".

إنجي صلاح وهي أم لطفلتين مرت بتجربة إجهاض صعبة شعرت فيها بالصدمة مما وصفته ب"سلسلة القرارات الخاطئة"  من المستشفيات التي ذهبت إليها والتي كادت أن تعرضها لمضاعفات طبية خطيرة.

"عندما ذهبت وأنا أعاني من نزيف شديد إلى أكثر من مستشفى لم يؤخذ في الإعتبار أسوأ ما يمكن أن يحدث. أحد المتدربين في المستشفى قال لي أن الإجهاض أمر عادي وأنهم ليس بإمكانهم فعل أي شيء. نفس الشيء يحدث عند أطباء الصحة العامة الذين يهونون من أمر الإجهاض."

صلاح تقول أنها عانت أيضا خلال تجربتها من عدم مراعاة الجانب النفسي للمرأة التي تتعرض للإجهاض.

"في ذلك الوقت كانت النساء اللاتي تتعرضن للإجهاض توضعن في نفس الغرف مع أمهات وضعن أطفالهن حديثا بدون الأخذ في الإعتبار الآثار النفسية على المرأة التي فقدت جنينها. ولكن أعتقد أن هذا تغير الآن." 

لكن إنجي تقول أنها لم تشعر بالتمييز ضدها إلا مرة واحدة وأنها حالة فردية. لكنها تنصح أي امرأة أو أي شخص يشعر بالتمييز ضده أو بما يعرف بmicroaggression أن يبادر بالمواجهة لما قد يترتب على السكوت من تبعات نفسية سلبية.

"وأنا أضع طفلتي كانت إحدى الممرضات تتعامل معي أنا وامرأة أخرى من خلفية مهاجرة في حالة ولادة وكانت تتحدث بشكل فيه بعض التعالي وكأنها غبية."

تقول صلاح أن مثل هذا الموقف يدخل تحت مسمى الmicroagression وهي الإهانات اللفظية وغير اللفظية سواءا كانت متعمدة أو لا والتي تنقل رسائل معادية أو مهينة أو سلبية إلى الأشخاص المستهدفين الذين عادة ما ينتمون إلى أقلية إجتماعية.

"أعتقد أن أفضل حل هو مواجهة الشخص الذي يمارس التمييز والإعتراض على ما يقوم به والشكوى وتصعيد الموقف إذا تطلب الأمر. حتى لو كانت النتيجة اعتذارا فقط فذلك أفضل من شعور الإنسان أنه ظلم ولم يحصل على حقه."

يدعو Multicultural Centre for Women’s Health النساء المهاجرات واللاجئات في أستراليا ليكونن جزءًا من عملية صنع السياسات التي تؤثر على صحتهن بدلاً من محاولة الإلتفاف على المشكلة.

وصرح وزير الصحة جريج هانت الذي شارك في إطلاق التقرير الصادر عن المركز: "داخل مجتمع المهاجرين يمكن أن يؤدي هذا إلى التأثير على الصحة العقلية وتأخير العلاج لذا فهذه نتائج مهمة حقًا. أمامنا مهمة لنؤديها ".

شارك